العرب والعالم

البرلمان الأرميني يدعو لانتخابات جديدة في 8 مايو الجاري

1325503
 
1325503
المعارضة «تشل» العاصمة يريفان .. وباشينيان يتوعد - يريفان- (أ ف ب): أعلن البرلمان الأرمني أمس أنه سيجري في الثامن من مايو عملية تصويت جديدة لانتخاب رئيس للوزراء لهذه الجمهورية السوفييتية السابقة في القوقاز التي شلت المعارضة عاصمتها يريفان. وصوت البرلمان أمس الأول لانتخاب رئيس وزراء جديد لكن المرشح الوحيد زعيم المعارضة نيكول باشينيان قائد الحركة الاحتجاجية منذ 13 أبريل لم يحصل على عدد الأصوات اللازم لأن الحزب الحاكم صوت ضده. وفي حال فشلت المحاولة الجديدة سيتم حل البرلمان ويتم الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة. ومنذ 13 أبريل، تواجه أرمينيا أزمة سياسية غير مسبوقة حيث أدت تظاهرات شارك فيها عشرات آلاف المعارضين في 23 أبريل إلى استقالة سيرج سركيسيان بعد ستة أيام على انتخابه في البرلمان رئيسا للوزراء، بعدما كان رئيسا للدولة طوال عشر سنوات. وتدفق عشرات آلاف المتظاهرين صباح أمس إلى وسط يريفان وشلوا العاصمة الأرمنية احتجاجا على رفض البرلمان الثلاثاء انتخاب المعارض نيكول باشينيان رئيسا للوزراء. واطلقوا أبواقا وهتفوا «أرمينيا حرة ومستقلة!». وتجمع المتظاهرون في وسط العاصمة تلبية لدعوة باشينيان «للعصيان المدني». وقطعت جميع شوارع المدينة تقريبا منها الطريق المؤدية إلى المطار، وأغلق عدد كبير من المتاجر، كما لاحظ مراسلو وكالة فرانس برس. وتأثرت حركة قطارات الضواحي والمترو إلى حد كبير. وخاطب باشينيان أنصاره بالقول «أصدقائي الأعزاء، حركة القطارات والطرقات مشلولة، والطريق إلى المطار مغلق»، مشيرا إلى انضمام جامعات ومدارس إلى حركة الاحتجاج. وطلب باشينيان من أنصاره إعادة فتح طريق المطار. وحتى الآن لم تتدخل الشرطة لوضع حد للتظاهرات. وقال باشينيان «هناك سيناريوهات عديدة حاليا قيد الدرس. كل واحد يؤدي إلى انتصار الشعب». وقال رجل الأعمال سيرجي كونسوليان (45 عاما) لوكالة فرانس برس: إن «الناس لن يستسلموا والتظاهرات لن تتراجع». وأوضحت الطالبة غايان أميراجيان (19 عاما) «سنربح لأننا متحدون، كل الشعب الأرمني متحد». وهناك تظاهرة جديدة مقررة في الساعة 13:00 ت غ بوسط يريفان. ولم يتمكن البرلمان من الاجتماع أمس بسبب عدم اكتمال النصاب لرفض أحد الأحزاب «أرمينيا المزدهرة» المشاركة في الجلسة. وقالت فاهي انفياجيان النائبة عن هذا الحزب «أرمينيا تواجه حال طوارئ. حزبنا اطلق عملية مقاطعة سياسية». ورفض البرلمان الذي عقد جلسة استثنائية أمس الأول لانتخاب رئيس للوزراء، ترشيح المعارض باشينيان رغم كونه المرشح الوحيد. وصوت الحزب الجمهوري الحاكم الذي يتمتع بالغالبية في البرلمان، ضده. ومن أصل النواب الـ100 الذين شاركوا في الاقتراع، صوت 55 ضده و45 معه. وقال أدوار شرمزانوف المتحدث باسم الحزب الجمهوري ونائب رئيس البرلمان «سيد باشينيان لا أراك في منصب رئيس للوزراء ولا في منصب رئيس الأركان». وبعد التصويت وعد باشينيان بـ«تسونامي سياسي» إذا سرق الحزب الجمهوري «انتصار الشعب». وفور الاعلان عن ترشحه لمنصب رئيس الوزراء، ضاعف باشينيان اختبارات القوة من خلال جمع كل أنصاره في ساحة الجمهورية. وقال الخبير المستقل يريفان بوزويان ان دوره في قيادة الحركة الاحتجاجية جعل منه «بطلا» في نظر العديد من الأرمن، وأضاف: «منذ التسعينات لم يعد الناس يؤمنون بتغيير في هذا البلد. والآن يرون ان الأمر ممكن وفوجئوا». ويتعرض سيرج ساركيسيان رئيس أرمينيا بين عامي 2008 و2018 وحزبه لانتقادات من أنصار باشينيان لعدم معالجة مشكلة الفقر والفساد والسماح للأثرياء بالسيطرة على اقتصاد أرمينيا التي تعد 2.9 مليون نسمة. وروسيا القلقة من حمل الحركة الاحتجاجية إلى السلطة قادة معارضين للكرملين كما حصل في جورجيا وأوكرانيا، انتهجت موقفا حياديا بشأن أزمة أرمينيا. وبعد إعلانها أولا ان الأزمة داخلية، لعبت روسيا دور الوسيط بعد أن اتصل فلاديمير بوتين برئيس الوزراء بالوكالة كارين كارابتيان وجرت اتصالات بين السلطات الروسية وممثلين عن السلطات الأرمنية ونيكول باشينيان.