الرئيسية

وضع حجر الأساس للمركز الوطني للتوحدّ بتكلفة 2.3 مليون ريال

1328689
 
1328689
تنمية وتطوير قدرات حالات الاضطراب - كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية - وضعت وزارة التنمية الاجتماعية أمس حجر الأساس لمشروع المركز الوطني للتوحّد، والمتوقع تدشينه بعد 18 شهرا من بدء عملية الإنشاء والتجهيز التي تتكفل بها الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، على مساحة إجمالية تقدر بحوالي ثلاثة وعشرين ألفا وستمائة متر مربع إلى جانب مبنى المركز البالغة مساحته خمسة آلاف ومائتين وخمسة وعشرين مترا مربعا، وبتكلفة إجمالية تصل إلى مليونين و300 ألف ريال عماني، يقدم خلالها المركز الخدمات التأهيلية التي تساهم في تنمية وتطوير قدرات حالات اضطراب طيف التوحد بوسائل التربية الخاصة، والعلاج الوظيفي، وعلاج النطق والتواصل، والإرشاد النفسي وتعديل السلوك، والعلاج بالماء، والعلاج بركوب الخيل، والتأهيل المهني، والعلاج بالفنون مثل الرسم والموسيقى، إضافة إلى تقديم خدمات الإرشاد الأسري. خبرات محلية ودولية وأكد معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية على الدور الذي سيلعبه المركز الوطني للتوحد في استقطاب الخبرات المحلية والدولية لتقديم برامج تهدف لدمج الطفل التوحدي مع المجتمع، وأشاد بالدور التنموي للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في تمويل المشاريع التي تخدم مختلف القطاعات الاجتماعية خصوصا قطاع الإعاقة الذي يتطلب الكثير من الدعم والمساندة من مختلف الشركات والمؤسسات، سواء كانت جمعيات أهلية أو شركات قطاع خاص، وأشار إلى أن وضع حجر الأساس للمشروع الوطني للتوحد هو بادرة من الشركة ومحفزة للشركات الأخرى والتي ساهمت أيضا في الكثير من القطاعات المعنية بالشأن الاجتماعي، كما عبّر معاليه عن أمله أن يخدم المركز شريحة كبيرة من الأطفال من الأسر العمانية التي تعاني من هذا الاضطراب وتلجأ للكثير من المراكز لتقديم خدمات العلاج. وقال الشيخ خالد بن عبدالله المسن الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، إن مشروع المركز الوطني للتوحد يمثل الهدية الخامسة للشركة ضمن مبادرة «هدية عُمان» التي تقدمها الشركة كهدية كل 5 سنوات للوطن والمواطن، وقد بدأت قبل حوالي 20 عاما ببناء مستشفى صور، كأول هدية للمواطن، تبعها مركز السلاحف في رأس الحد بصور، ثم مدرسة الإبحار وتقديم 26 سيارة إسعاف لوزارة الصحة وشرطة عمان السلطانية، وأوضح أن المركز يخدم 200 طفل متوحد في اليوم، و1000 طفل متوحد في الأسبوع، و52 ألف طفل متوحد في السنة، وقال: إن المركز الذي تموله الشركة وتديره وزارة التنمية الاجتماعية يتطلب 12 شهرا للإنجاز والانتهاء من كافة التجهيزات المتعلقة بالمركز، وأضاف ان تصميم المركز جاء بعد تشكيل لجنة ضمت خبراء من وزارة التنمية الاجتماعية والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، زارت عددا من مراكز التوحد خارج السلطنة للاطلاع على أفضل التصاميم. أعداد تقديرية وأكد الدكتور يحيى بن محمد الفارسي عميد كلية الطب بجامعة السلطان قابوس ورئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد، على اكتشاف ما يقارب من 3000 حالة في الوقت الحالي وذلك من خلال الأرقام المسجلة لدى وزارة الصحة والجمعية العمانية للتوحّد مع احتمالية وجود حالات أخرى لم تكتشف بعد، وأشار إلى أنه يوجد طفل توحدي في كل 165 طفلا في السلطنة حسب الأرقام التقديرية لآخر دراسة أجرتها جامعة السلطان قابوس بعدما بينت أول دراسة لها وجود طفل واحد توحدي من بين كل 5000 طفل بسبب مشكلة تكمن في التشخيص الصحيح للاضطراب وبسبب أن كثيرا من الحالات لا تشخّص وبالتالي لا تصنف ولا تسجل، وقد تم تعديلها حسب المستجدات، كما أكد على سعي جامعة السلطان قابوس وبالتعاون مع الجمعية العمانية للتوحّد للشروع في دراسات أكثر عمقا لتحديد النسبة الحقيقية ومعرفة معدل انتشار التوحّد بالسلطنة، كما أكد على سعي الجمعية العمانية للتوحّد لتقديم كافة الدعم المعنوي والمادي لتحسين وضع الأطفال وذويهم، من خلال تثقيف المجتمع وزيادة وعيه وتدريب وتأهيل المختصين بالتوحّد، وتقديم الدعم الأسري ماديا ومعنوياً، كما أكد أن الجمعية تواصل خدماتها والتي تشكل حلقة الوصل بين الأسر التي ترعى أطفالا توحديين وكافة المؤسسات ذات الاختصاص باضطراب طيف التوحّد الحكومية أو الخاصة، وأن الجمعية تقوم بالتركيز على دورة حياة الطفل التوحدي، منذ طفولته مرورا بمرحلة المراهقة لما يحتاجه من تعليم ودمج وإرشاد في سن المراهقة، ثم تهيئته للعمل وتوفير فرص العمل المناسبة له. وأشار الفارسي إلى تنامي أرقام حالات اضطراب طيف التوحّد في كافة دول العالم، حيث يقدّر عدد حالات التوحّد في الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل طفل توحّدي من كل 60 طفلا، أما على مستوى شمال أوروبا فأكدت الدراسات وجود طفل توحدي في كل 100 طفل، وذلك حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. نظام عمل نهاري يعالج المركز الوطني للتوحّد حالات اضطراب طيف التوحّد من مرحلة التدخل المبكر للحالة حتى عمر 30 سنة، بنظام العمل النهاري اليومي والجلسات الفردية للحالة، ويقوم بتشخيص وتقييم الحالات داخل المركز باستخدام مقاييس حديثة، وتنمية وتطوير قدرات حالات اضطراب طيف التوحد في مختلف الجوانب التطويرية المعرفية والحركية والاجتماعية والانفعالية، ويهدف المركز من خلال خدماته إلى تقديم الإرشاد والدعم الأسري للأسر التي توجد بها حالات اضطراب طيف التوحد، ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بتحقيق الاندماج التام في المجتمع، كما يسعى إلى تثقيف وتعزيز الوعي المجتمعي بهذه الفئة في كيفية التعامل مع حالات اضطراب طيف التوحد المتعايشين معهم، ويتكون المبنى المتكامل للمركز الذي سيتم الانتهاء من تجهيزه بعد حوالي عام ونصف العام من عدة قاعات تقدم برامج مختلفة تتمثل في قاعات التربية الخاصة للجلسات الجماعية، وقاعات التربية الخاصة للجلسات الفردية، وقاعات العلاج الوظيفي، وقاعات علاج النطق، وقاعات التأهيل النفسي، وقاعة التأهيل المهني، وقاعة التربية الموسيقية، وقاعة التربية الفنية(المرسم)، ومسبح للعلاج بالماء، وملعب للرياضة، وصالة طعام ومسرح، وقاعة متعددة الأغراض، وقاعات انتظار لأولياء الأمور، إضافة إلى قاعات إدارية. يذكر أن خدمات المركز الوطني للتوحد تمتد لتشمل دعم وتشجيع وتعزيز البحوث والدراسات في معرفة الأسباب الجذرية له وتشخيصه وعلاجه وفهم الظروف المرتبطة به، مما يقلل من عدد ملتمسي العلاج في الخارج والمساهمة في بناء القدرات الوطنية داخل السلطنة حول التوعية والتثقيف والعلاج.