صحافة

النمساوية: لا اتفــاق جـديدا في الأفــق

1335564
 
1335564
ماذا يعني أن تنسحب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني؟ سؤال طرحته يومية «دي برِس» النمساوية بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من هذا الاتفاق. تشير الجريدة في هذا السياق أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي كانت قد رُفِعَت سوف توضع من جديد موضع التنفيذ، وهذا يعني بالمطلق أنَّ الأمل بالتوصل إلى اتفاق جديد قد ضاع. تعتبر الجريدة النمساوية أنَّ الرئيس الأمريكي لم يعد يملك اليوم أية وسيلة تمكِّنه شرعياً من منع إيران من تطوير ترسانتها النووية. لقد سبق ووضع المجتمع الدولي نظام عقوبات ضد إيران، وهذا لم يمنع هذه الدولة من تطوير نشاطها في المجال النووي. واليوم، من السذاجة الاعتقاد أن عقوبات أمريكية جديدة ستجعل إيران ترضخ وتلتزم باتفاق أشدَّ صرامة. لقد أعلن المسؤولون الإيرانيون مراراً أن التنازلات التي قدمتها بلادهم كانت كثيرة وفي حدِّها الأقصى وقد لامست حدود السيادة الوطنية الإيرانية. من ناحية ثانية، ومن وجهة النظر العسكرية، بات صعباً جداً اليوم، منع إيران من إعادة إطلاق مشاريعها النووية. وإذا كانت الولايات المتحدة راغبة بإزالة كل الشكوك حول المنظومة النووية الإيرانية، فلا سبيل لديها سوى التدخل العسكري على الأرض في هذه البلاد الشاسعة، مع ما سيرافق ذلك من كوارث إنسانية وهذا بحد ذاته أمر شديد الاستحالة ولا يمكن أن يحصل. الآن، إذا سقط نهائياً، الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، فسينجم عن ذلك في المستقبل تهديدان: على المدى القصير ستحدث مواجهة بين إيران وإسرائيل، وعلى المدى الطويل سيحدث سباق دولي متشعب ومختلط وفوضوي من أجل امتلاك الأسلحة الذرية وبعدها النووية.