صحفيون أجانب يتوجهون إلى كوريا الشمالية لتغطية تفكيك موقع التجارب النووية
الثلاثاء / 6 / رمضان / 1439 هـ - 22:24 - الثلاثاء 22 مايو 2018 22:24
1344878
بنس يحذر زعيم كوريا الشمالية من «التلاعب» بترامب -
بكين - واشنطن - (أ ف ب - د ب أ) - توجه صحفيون أجانب إلى كوريا الشمالية أمس لتغطية تفكيكها لموقع التجارب النووية كما وعدت، وهي خطوة تعتبر بادرة حسن نية قبل قمة مرتقبة مع الولايات المتحدة.
وتوجه عشرات الصحفيين من الصين والولايات المتحدة وروسيا على متن طائرة مستأجرة أقلعت من بكين، بحسب شبكة «سي جي تي ان» التلفزيونية الصينية الرسمية التي أرسلت صحفيين لتغطية الحدث أيضا. وأظهرت المشاهد الصحفيون وهم يستقلون طائرة صغيرة عليها علم كوريا الشمالية.
وسيقوم الصحفيون بتغطية تدمير موقع بونغيي-ري للتجارب النووية، داخل جبل في شمال شرق البلاد، في عملية يتوقع أن تتم بين اليوم وبعد غد.
ولم تتم دعوة وكالة فرانس برس وغيرها من وسائل الإعلام الكبيرة لتغطية الحدث.
وبداية الشهر الجاري، أعلنت بيونج يانج أنها تخطط لتدمير الموقع «بشكل كامل» عبر تفجير الأنفاق المؤدية إليه، في خطوة رحبت بها واشنطن وسول.
ويأتي القرار الكوري الشمالي بعد إعلان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون اكتمال القدرات النووية لبلاده، مشيرا إلى عدم حاجتها لموقع الاختبارات.
وينقسم الخبراء حول مدى تأثير الخطوة على جعل الموقع عديم الفائدة، إذ أن خطوات مماثلة سابقة تم التراجع عنها لاحقا وأثبتت عدم فعاليتها مع تغير المزاج الدولي.
وقال كيم هيون-ووك الخبير في المعهد الدبلوماسي الوطني الكوري لفرانس برس «بصراحة، فإنه يمكن إعادة تجميع موقع اختبارات نووية بسهولة».
وتابع «لكن مع تفكيك الموقع، تظهر كوريا الشمالية رغبتها في عدم إجراء اختبارات نووية لفترة وتشير لامتلاكها كميات كافية من الأسلحة النووية».
وأشار يانغ موو-جين الخبير في جامعة دراسات كوريا الشمالية إلى دلالة عدم استخدام كوريا الشمالية لتدمير الموقع كـ«ورقة تفاوض» مع الولايات المتحدة قبل القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيمها كيم في سنغافورة في 12 يونيو المقبل.
وأكد أن «هذه الخطوة تؤكد إخلاص التزام (كوريا) الشمالية بتبديد القلق من خلال المفاوضات».
وأجرت كوريا الشمالية جميع تجاربها النووية الست في ذلك الموقع من العام 2006. والتجربة الأخيرة الأقوى على الإطلاق في سبتمبر العام الماضي، كانت بحسب بيونج يانج قنبلة هيدروجينية.
وأسفرت الوساطة التي قامت بها كوريا الجنوبية في تحول العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية من تبادل الإهانات الشخصية والتهديدات بشن الحرب بعد التجارب النووية الكورية إلى التحضير لقمة تاريخية.
لكن اللقاء المرتقب نفسه واجه بعض المصاعب أخيرا.
وأكدت واشنطن أنها تريد رؤية «نزع السلاح نووي (الكوري الشمالي) كامل ومؤكد ولا يمكن الرجوع فيه».
لكن نهج التقارب تعرض بشكل مفاجئ لخطر الإلغاء.
فقد هددت بيونج يانج بإلغاء القمة المرتقبة بين ترامب وكيم رغم أسابيع من تقارب مبدئي، متهمة الولايات المتحدة بالضغط عليها في مطلب أحادي الجانب لنزع السلاح النووي.
ونددت بيونج يانج بالمناورات العسكرية الجوية «ماكس ثاندر» التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في المنطقة ووصفتها بالاستفزاز.
وأثارت اللهجة الكورية الشمالية المتشددة القلق في واشنطن، حيث سارع المسؤولون الأمريكيون للعمل على إجراء القمة.
وسافر رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن إلى واشنطن هذا الأسبوع حيث سيلتقي ترامب الثلاثاء في محاولة لإعادة مسار التهدئة.
وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت سابقا أنها ستسمح للصحفيين الكوريين الجنوبيين بحضور المراسم التي ستجرى هذا الاسبوع، في إطار تقارب دبلوماسي عقب قمة بين الزعيمين الكوريين الشهر الماضي. لكن بيونج يانج رفضت في اللحظة الاخيرة لائحة باسماء صحفيين كوريين جنوبيين.
ويحذر المشككون من أن كوريا الشمالية لم تعلن بعد رسميا عن أي التزام بالتخلي عن ترسانتها النووية، مشيرين إلى تاريخها في التراجع عن تعهداتها.
ففي العام 2008، نسفت بيونج يانج برج تبريد في مفاعل نووي في يونغبيون، وهو مرفق استخدم لإنتاج البلوتنيوم الذي سمح لكوريا الشمالية بإجراء أول اختبار نووي ناجح.
واقيمت هذه الفعالية أيضا وسط اجواء احتفائية، وتم تنفيذها بحضور ممثلين عن الإعلام الأجنبي وتم اعتبارها كمثال لالتزام بيونج يانج بمباحثات نزع سلاحها النووي.
وفي اليوم التالي، رفع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بعض العقوبات. لكن حين انهارت المباحثات، أعيد بناء برج التبريد بسرعة واستأنفت كوريا الشمالية العمل في المفاعل لاحقا.
وفي السنوات التي تلت ذلك، ومع فشل الجهود الدبلوماسية تماما، أجرت كوريا الشمالية خمس تجارب نووية وطوّرت صواريخ قالت إنها قادرة على الوصول للأراضي الأمريكية.
من جهته حذر مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، من «التلاعب» بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا التقيا خلال القمة المقترحة في 12 يونيو، وفقا لمقتطفات من مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز».
وقال بنس، وسط مخاوف متزايدة من أن الاجتماع يمكن أن يصبح فشلا محرجا لترامب إذا لم يحقق هدفه وهو جعل كوريا الشمالية تتخلى عن برنامجها النووي: «سيكون خطأ كبيرا بالنسبة لكيم جونج أون أن يعتقد أنه يستطيع أن يتلاعب بدونالد ترامب».
وأضاف بنس أنه «ليس هناك شك» في أن ترامب على استعداد للابتعاد عن الاجتماع المقرر عقده في سنغافورة. وقال «لا أعتقد أن الرئيس ترامب يفكر في العلاقات العامة ، إنه يفكر في السلام».