المنوعات

ترجمة عربية لكتاب الترجمة والصراع لمنى بيكر

القاهرة “العمانية”: في كتابها “الترجمة والصراع.. حكايات سردية”، الذي صدرت ترجمته للعربية أخيرا عن المركز القومي المصري للترجمة، تحاول د.منى بيكر إلقاء الضوء على تأثير الانتماءات الثقافية والاجتماعية للمترجم على النص، حتى وإن حاول التقيد بالحيادية، ذلك أن البيئة المحيطة يكون لها تأثيرها ولو بشكل غير إرادي. وجاء في تقديم المركز القومي للكتاب الذي ترجمه طارق النعمان، إن هذا الكتاب يكشف عن العديد من آليات الهيمنة الاستعمارية وما بعد الاستعمارية في مجال الترجمة، وإن المؤلفة تحاول أن توسع نطاق النظرية ما بعد الكولونالية في دراسات الترجمة لتستوعب وتوظف منجزات الدراسات السردية في سياقاتها المعرفية والسوسيولوجية والأنثروبولوجية، على نحو ما يمكن أن تجد لدى كل من “ماكنتاير” و”فيشر” و”برونز”، وسواهم. وكذلك المنجز الخاص بما أصبح يُعرف بـ”دراسات التأطير” المنطلقة من أعمال “إرفنج كوفمان” والتي يتم توظيفها بشكل لافت في دراسات الخطاب السياسي والحملات الانتخابية. ويضيف الناشر أن المؤلفة في هذا السياق، تكشف لنا عن الأدوار المختلفة التي تلعبها السرديات القارّة في النصوص المترجمة أو تلك التي ينتمي إليها المترجم، وموقعه من السرديات التي تتم ترجمتها، خصوصًا في ظل قدرة اللغة على الإحالة على أكثر من إطار في آن، أو على أطر كثيرًا ما تكون متصارعة، حيث يحيل كلّ منها على سردية مغايرة وربما نقيضة أو مناقضة للسردية أو السرديات الأخرى بقدر ما تلعب السرديات نفسها من أدوار في عمليات التأطير والكيفيات التي تؤطر بها الوقائع. ويؤكد الناشر أن المؤلفة من هذا المنطلق، تدفعنا إلى التفكير في الدور الذي تلعبه انتماءاتنا ومواقعنا الأيديولوجية ونحن نترجم، كما تدفعنا إلى التساؤل عمّا إذا كنا نترجم انطلاقًا من السرديات التي ننتمي إليها، أم من خلال السرديات المضمَّنة في النصوص، أم انطلاقًا من سرديات القراء المحتملين، أم من سرديات مَن نتوسط بينهم بالترجمة، خصوصًا في حالات الترجمة الفورية وما قد يعنيه الانحياز لصالح سردية على حساب سردية أو سرديات أخرى؟ يُذكر أن منى بيكر مصرية بريطانية، عملت أستاذة لدراسات الترجمة بمركز الترجمة والدراسات الثقافية في جامعة مانشستر بإنجلترا، وفازت بلقب “عالمة اللغويات” عام 2016 عن مجموعة مقالات “ترجمة المعارضة: أصوات من الثورة المصرية ومعها” التي تناولت فيها أهمية الترجمة في الوقت الراهن. وكانت بيكر أثارت الجدل في عام 2002، عندما قامت بإقالة اثنين من الباحثين في دراسات الترجمة تقدّما للعمل معها في دوريتَي الترجمة المحكمتين اللتين تترأسهما، وذكرت لهما أن سبب الإقالة هو أنهما ينتميان إلى مؤسسات أكاديمية إسرائيلية، فثارت وسائل الإعلام عليها، لكنها أصرّت على موقفها منطلقةً من أن ما فعلته يندرج ضمن تفسيرها الشخصي للمقاطعة الأكاديمية للاحتلال الإسرائيلي.