العرب والعالم

الرئيس الصيني يشيد «بوحدة» دول منظمة شنغهاي بقيادة روسيا

1360049
 
1360049
روحاني يدين انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي  - عواصم - سجاد أميري - (أ ف ب): كينغداو (الصين) - (أ ف ب) - أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس في افتتاح قمة أمنية إقليمية تحضرها روسيا وإيران «بوحدة» دول هذا التكتل، بينما كشفت مجموعة السبع في قمتها عن خلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها. وعلى هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة كينغداو الصينية الساحلية، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني حسن روحاني، وعبر له عن دعمه لانضمام طهران إلى المنظمة. من جهته، أدان روحاني الانسحاب «غير المشروع» للولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. وإيران عضو مراقب في هذا التكتل الأمني بقيادة روسيا والصين وتسعى منذ 2008 لأن تتمتع بعضوية كاملة فيه. وتضم المنظمة اربع جمهوريات سوفييتية سابقة وعضوين جديدين هما باكستان والهند. وتحدث شي في بداية مأدبة غداء في المركز الأولمبي للقوارب الشراعية في كينغداو، قبل عرض لألعاب نارية. وأشاد «بروح شنغهاي» التي «تركز على البحث عن أرضية مشتركة وتضع جانبا الخلافات وتواصل التعاون المتبادل المفيد». وأشار شي إلى انه اول اجتماع يعقد منذ انضمام الهند وباكستان كدولتين عضوين، مشيرا إلى أن الحضور «سيمهدون لنمو مستقبلي» للمنظمة. وتعقد قمة منظمة شنغهاي بينما تختتم في كندا قمة مجموعة السبع وسط خلافات بين واشنطن وحلفائها حيال المسائل ذاتها. وترامب الذي كان آخر الواصلين إلى مالبي في كندا، سيكون اول المغادرين. وهو منشغل خصوصا بلقائه مع الزعيم الكوري الشمالية في 12 يونيو في سنغافورة. ووصف الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي قبل مغادرته مالبي أمس المحادثات التجارية مع نظرائه في ختام قمة مجموعة السبع في كندا «بالمثمرة للغاية». وقال إنه اقترح على شركائه إقامة منطقة تجارة حرة لمجموعة السبع دون تعريفات او إعانات او حواجز. ومنح عشر نقاط على عشر نقاط لنوعية علاقاته مع القادة الآخرين. وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن مدعومة بمدرعات أمس في مدينة كينغداو المعروفة بجبال الصنوبر وفيلات بنمط معماري الماني. وقامت السلطات بإجلاء تجار وسكان وسياح من عدة أحياء في المدينة قبل مأدبة عشاء تقام مساء. الاتفاق النووي الإيراني ورغم أن الملف النووي الإيراني ليس على جدول الأعمال إلا أن روحاني تطرق إلى الملف مع نظيريه الروسي والصيني. وروسيا والصين كانتا وقعتا مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، اتفاق 2015 مع إيران الذي قبلت بموجبه طهران الحد من أنشطتها النووية في مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها. لكن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق فتح الباب أمام عقوبات جديدة ضد إيران والشركات الأجنبية العاملة هناك. وتسعى طهران إلى الحصول على دعم باقي الموقعين على الاتفاق أي الأوروبيين إضافة إلى روسيا والصين المستهلك الكبير للنفط الإيراني، وذلك بغرض الحفاظ على سلامة اقتصادها. وقال بوتين خلال لقائه مع روحاني ان الأمر بحاجة إلى حوار «جدي ومهم» بين روسيا وإيران بشأن الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن «غير المشروع» منه كما ورد في نص وزعه الكرملين. وقالت معصومة ابتكار المسؤولة الإيرانية الكبيرة أثناء زيارة لليتوانيا «أن إيران لا يمكنها أن تنتظر إلى ما لا نهاية. كنا طرفا ملتزما تعهداته. نواجه منطقة بالغة التذبذب». ولاحظت داون مورفي أستاذة العلاقات الدولية في معهد الحرب الأمريكي انه إزاء الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي «يمكن ان تمنح الدول الأعضاء في مجموعة شنغهاي للتعاون صفة عضو لإيران تعبيرا لها عن الدعم والتمسك بالاتفاق النووي الإيراني». «طرق الحرير» وروحاني هو الرئيس الإيراني الثاني الذي يحضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون حيث لطهران صفة مراقب. وبين دول هذه المنظمة اربع من الجمهوريات السوفييتية السابقة هي اوزبكستان وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وعضوان جديدان هما الهند وباكستان. ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في القمة. وتنعقد هذه القمة قبيل لقاء تاريخي الثلاثاء في سنغافورة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونج اون. وكان الرئيس الصيني شي جيبينغ التقى مرتين الرئيس الكوري الشمالي في الأسابيع الأخيرة، وتسعى بكين إلى أن تكون في قلب عملية التقارب الكوري الشمالي الأمريكي لا على هامشه. وعلى المستوى الرسمي ستعمل الصين خلال قمة كينغداو على دفع «طرق الحرير الجديدة» وهو مشروع عملاق للبنى التحتية عبر آسيا وافريقيا واوروبا. وتبقى الصين تحت تهديد الرسوم الجمركية الأمريكية العقابية من واشنطن التي فرضت رسوما على حلفائها بشأن واردات الصلب والألمنيوم. وهذه كلها مقدمات لحرب تجارية كونية. ولاحظت مورفي انه في ظل هذا الظرف ستكون للتجارة والتعاون الاقتصادي حيزا كبيرا في قمة منظمة شنغهاي. وأضافت الخبيرة انه في وقت تتصاعد فيه الضغوط الحمائية بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، يمكن أن تبحث منظمة شنغهاي للتعاون إمكانية إقامة منطقة تبادل حر. كما ترى موسكو وبكين في منظمة شنغهاي التي ستبحث ايضا في قمتها الحالية مكافحة الإرهاب والقرصنة الإلكترونية، وسيلة لمواجهة نفوذ واشنطن وحلف شمال الأطلسي. وتأسست منظمة شنغهاي للتعاون في 2001 أساسا لحل قضايا حدودية، لكنها لم تعد تكتفي بذلك. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع للتلفزيون الصيني سي جي تي: إن «لقد أدركنا انه يمكننا أن نقوم بأشياء كبيرة».