«ولو بعد حين».. قضايا جريئة للكاتبة دعاء عبدالرحمن
الاحد / 14 / ذو الحجة / 1439 هـ - 20:36 - الاحد 26 أغسطس 2018 20:36
0210
عرض: خلود الفزارية -
تناقش الكاتبة دعاء عبد الرحمن في روايتها الجديدة «ولو بعد حين» عددا من القضايا التي يعايشها المجتمع المصري على وجه الخصوص والعديد من المجتمعات الأخرى.
وتتلخص القضايا التي ناقشتها الرواية في الظلم والبخل والاغتصاب والقتل والمحسوبيات والتسلط الذكوري والتحرش وتحديد السن القانوني لتنفيذ العقوبات وربطتها بمسببات أهمها التقنيات الذكية المعاصرة.
وتبدأ القصة باختطاف البطلة غفران من جارها المنبوذ حسن والذي ينتهي به المطاف بالزواج منها في نهاية الرواية بعد تعلق غفران به والإحساس بالأمان معه لأول مرة في حياتها.
فصول الرواية مرتبطة ببعضها، وعندما تصل إلى نقطة متقدمة تكتشف حل اللغز الذي سبقه في فصل آخر، ويسير خط الرواية بأسلوب جزل مشوق حتى يتم الربط بين جميع الأحداث ومسبباتها في نهاية الرواية.
غفران تعيش مع أخيها ووالديهما اللذين يفضلانه عليها، ويحاول أخوها الاعتداء عليها مع انطوائه على جهازه المحمول كل ليلة فتشكوه إلى أمها وأبيها إلا أنهما يقفان في صفه كونه الذكر المعصوم، وبعد مواجهتهما بالدلائل يترك رمزي المنزل ويلتحق بحسن في ورشته ويساعده في أعمال الميكانيكا.
حسن شاب تخلى عنه والده البخيل بحجة أن لديه لثغة في لسانه تشبه لثغة أحد أقارب والدته التي كان يرغب بالزواج منها، فيشكك في أخلاقها ويطلقها ويتبرأ من ابنه الذي يعامله كعامل لديه ويأخذ منه إيجار الورشة التي يعمل فيها.
تبدأ الأحداث حين يتحرش رمزي بإحدى الفتيات التي تتوجه لأخذ دروس خصوصية مع صديقاتها في وقت متأخر مع انشغال والدتها بالعمل، وكعادة المدرس تأخر في تلك الليلة، وحين عادت سلمى العرجاء حاول الاعتداء عليها إلا أنه قتلها بالخطأ وفر إلى بيت أسرته الذي غادره من قبل.
يتم اتهام حسن فيما بعد نظرا لاستخدام إحدى أدوات الورشة ومع غياب الشاهد فإن الأصابع تشير إليه وبالرغم من إخباره المحققين عن تصرفات رمزي وشهادة والدة المقتولة بمواصفات المتحرش إلا أن المحكمة حكمت عليه بالسجن خاصة بعد إدلاء والده الذي يبدي عداوة ظاهرة له بشهادة كاذبة بأنه رأى حسن في موقع الجريمة مع الضحية، وكان ثمن هذه الشهادة رغبته بالزواج من غفران أخت رمزي، وقد عقد صفقة خفية مع والديها قبل نطق الحكم.
في المقابل كانت هناك أحداث أخرى جانبية منها المحقق عاصم وزوجته صحفية الحوادث وكيف يحقق كل منهما في قضايا مشتركة والخلافات التي تدور بينهما، ويشرف بعدها المحقق عاصم مع ابن أخت المفتش على قضية حسن ولكن يتم إبعاده فيما بعد ليخلو الجو لقريب المفتش ليظهر اسمه في حل القضية، ويتعرف عاصم على من قام بقضايا القتل المرتبطة جميعها برد الشرف كما كشفت الأدلة وتدور حول نفس الأحداث بطرق ملتوية، ولكنه يلتزم الصمت لأنه يرى أن الأحداث كانت دفعا للظلم الذي صدر من القانون والاحتيال عليه.
من جهة أخرى يخرج حسن من السجن وينوي الانتقام ويقوم باختطاف غفران التي لم يكن ذنبها سوى أنها فتاة توالت عليها المصائب لسوء طالعها والتي تحملت فيه ثمن أخطاء الآخرين، ولكن القدر لم يمهل حسن للأخذ بثأره لأن القصاص الإلهي كان أسرع ولم يثبت عليه أي دليل، خاصة بعد أن قالت غفران أنها ذهبت إليه بمحض إرادتها.
تنتهي الرواية بوفاة والد غفران حزنا على ابنه الذي قتلته فتاة دفاعا عن نفسها، وتتزوج غفران من حسن وهما ضحايا المجتمع بعد أن اعترف لها بما اقترفت يداه تحت ستار رد الشرف ومساعدة المظلومين.
وحاولت الكاتبة في هذه الرواية تلخيص قضايا عديدة يعيشها مجتمعها الذكوري والظلم الذي يلحق بالناس من أصحاب المناصب واستغلالها، كما ناقشت الظلم المجتمعي للمرأة وإخراس حقها، فضلا عن شهادة الزور وسجن الناس ظلما، والمشكلات النفسية المترتبة على الظلم، وتطرقت إلى قضايا الاغتصاب والاعتداء على الأطفال وناقشتها بشكل موجز في رواية كاملة تسلط الضوء فيها على تلك النقاط وتدعو الجهات المختصة بشكل مباشر من خلال الرواية للوقوف على أسباب الضرر المجتمعي والأذى الذي يلحق بالشباب في حال تجاهل هذه القضايا.