د. طاهرة اللواتية - tahiraallawati@gmail.com - نحضر حفل زواج لبعض المعارف او الاصدقاء ، ثم نتفاجأ ان ذاك الحفل اللطيف الذي حضرناه سرعان ماتطلق طرفاه ، بينما الاهل في حالة من الحيرة  والارتباك .  وهكذا اصبحت العديد من قصص الزواج تنتهي نهاية تعيسة بانفصال الطرفين . لقد تزايدت نسب الطلاق في مجتمعاتنا العربية والخليجية ،وأصبح الزواج الناجح والسعيد هدفا بحاجة الى الكثير من العمل وبذل الجهد من الطرفين ، بسبب ان الحياة المعاصرة دخلت فيها عناصر عديدة ،جعلت من الطرفين بحاجة الى فهم وقدرة اكبر على التصرف المناسب، وكيف يكون التصرف المناسب مناسبا . ان الزواج الناجح اصبح بحاجة الى تعلم فن العيش مع طرف آخر له من الحقوق والواجبات كما للطرف الاول ، ولم تعد نصائح الامهات والآباء كافية لتعلم هذا الفن العلم ، وبحاجة الى تعلم مهارات عديدة وممارستها ممارسة صحيحة وصائبة . ان الزواج شركة لها محدداتها ، لكل طرف أدوار ومهمات تتكامل وتتعاضــــد مــــع أدوار ومهمات الطرف الآخر ، وهذه المحددات اصبحت من الكثرة والتشعب والتداخل فيما بينها ، بحيث لانستطيع اخذها اعتباطا دون فهم حقيقي لها . قد يري الشاب ان الزواج فتاة جميلة تسكن قلبه من أول لحظة . وقد ترى الفتاة ان الزواج رجل يشغل فكرها بسلوكه الراقي. لكنها ليست كل القصة ، وانما هي بداية ، بعدها تتكشف الشخصيات امام بعضها ، ويصبح الخيار كيف تتعاطى مع بعضها بتوازن لايغلب عليه أنا احدهما ، ومااصعب الوضع اذا كانت الأنا لأحدهما او كليهما غالبة .