العرب والعالم

إيران تطلق صواريخ ضد «جماعات إرهابية» في سوريا انتقاما لهجوم الأهواز

999095
 
999095
فصائل إدلب ترفض تواجد روسيا في المنطقة العازلة - دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات: أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس، استهدافه «جماعات إرهابية» في شرق الفرات بسوريا بصواريخ باليستية وذلك انتقاما لهجوم الأهواز. وقال الحرس الثوري، في بيان له، إن «الهجوم أسفر عن مقتل وجرح قياديين وعناصر في تلك المجموعات»، مشيرا إلى أن «العملية نفذت الساعة الثانية بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، بصواريخ باليستية «أرض- أرض» من طراز «ذو الفقار» مداها 700 كم و «قيام» مداها 800 كم». وتم إطلاق الصواريخ من مدينة كرمانشاه غربي إيران وأصابت أهدافها بدقة في مدينة البوكمال شرق الفرات بعد عبورها أجواء مدينة تكريت العراقية. وخلّف هجوم شنه مسلحون في 22 الشهر الجاري، استهدف عرضا عسكريا في مدينة الأهواز جنوب غربي إيران، عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحرس الثوري الإيراني والمدنيين. وفي سياق آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن تركيا تهدف إلى تأمين السيطرة على شرقي نهر الفرات في شمال سوريا بالقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة. وقال أردوغان الذي كان يتحدث في أولى جلسات البرلمان إن تركيا تهدف أيضا إلى القضاء على تطهير منطقتي سنجار وقنديل العراقيتين من المسلحين الأكراد. من جهتها ، عبرت الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم أبرز فصائل المعارضة السورية في إدلب ومحيطها، عن رفضها أي وجود روسي في المنطقة منزوعة السلاح المرتقب إعلانها بموجب الاتفاق الروسي التركي الأخير. وأفاد الناطق باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» النقيب ناجي مصطفى عبر تطبيق «تلغرام» في وقت متأخر من ليل الأحد، بأن الجبهة أبدت خلال «لقاء مطول مع الحليف التركي بخصوص بنود الاتفاق»، رفضها «التواجد الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد»، مضيفا أنه كان هناك «وعد بعدم حصوله ما تم تأكيده اليوم من الجانب التركي». وجاء موقف الجبهة الوطنية للتحرير بعد ساعات من تأكيدها عدم سحب أي فصيل تابع لها آلياته الثقيلة بموجب الاتفاق، حيث نفت جماعة فيلق الشام تقريرا سابقا يفيد بأنها سحبت قواتها وأسلحتها الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» قال أمس الأول إن جماعة «فيلق الشام» هي أول من بدأ الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح في منطقة إدلب. ونقلت رويترز عن الشيخ عمر حذيفة أحد قادة الفيلق ان «ما تم ذكره من المرصد السوري هو كذب و افتراء ولا صحة له». بدوره، قال القيادي في تحالف «الجبهة الوطنية للتحرير» عبد الرزاق القيادي إنه «زار جبهة في ريف حلب يوم الأحد ولم يكن هناك أي تغيير في الوضع على الأرض»، لافتا الى أن «أغلب السلاح الثقيل يوضع في الخطوط الخلفية وليس على خطوط الدفاع مع القوات السورية». وسبق لما يسمى جيش العزة، أحد الفصائل الناشطة في ريف حماة الشمالي، أن أعلن السبت رفضه إقامة المنطقة العازلة على مناطق سيطرة الفصائل فقط، مؤكدا رفضه تسيير روسيا أي دوريات في نطاق سيطرته كما أبدى خشيته من أن يشكل الاتفاق مقدمة «لقضم المناطق المحررة». وتعكس هذه المواقف حالة من الارتباك في صفوف الفصائل المعارضة إزاء الاتفاق، بعدما كانت فصائل الجبهة الوطنية للتحرير رحبت بمضمونه وأكدت استعدادها للتعاون مع تركيا لتطبيقه، وإن أبدت «عدم ثقتها» بروسيا. وتشكل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) عمليا العقبة الأبرز أمام تنفيذ الاتفاق، مع سيطرتها ومجموعات متشددة متحالفة معها على نحو %70 من المنطقة منزوعة السلاح المرتقبة. ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من الهيئة التي أعربت سابقا عن رفضها «المساومة» على السلاح، معتبرة الأمر «خطا أحمر»، في حين أعلن تنظيم حراس الدين قبل أسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي رفضه «لهذه المؤامرات وهذه الخطوات كلها». سياسيا، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بإمكان تركيا حلّ مشكلة انسحاب مسلحي جبهة النصرة من إدلب السورية بسرعة. وقال المعلم في مقابلة له مع «روسيا اليوم» على هامش أعمال الجمعية العامة بنيويورك، إن «تركيا أدخلت المسلحين الأجانب إلى إدلب ومن الطبيعي أن تعيدهم إلى بلدانهم»، متهماً واشنطن «باستقطاب فلول تنظيم داعش في قاعدة التنف لتوظيفهم من جديد في الحرب». وحول إمكانية وجود عملية انفصال في سوريا، أوضح المعلم أن «الشعب السوري يرفض الانفصال وعلى الدولة السورية أن تقف بحزم ضد هذا»، مشيراً إلى أن الخطر في هذا الموضوع هو العامل الأمريكي وليس الأكراد. واعتبر وزير الخارجية السوري أن «تواجد الأمريكيين غير شرعي، ويعقد الوضع شرقي الفرات»، لافتاً إلى أن «الدول الكبرى دائماً ما تستغل الأكراد وترمي بهم بعد ذلك». وحول وضع سوريا في جامعة الدول العربية، أكد المعلم أن «سوريا ستقرر الوقت المناسب للدخول إلى جامعة الدول العربية، حين تتغير الأجواء في الجامعة نفسها».