عمان اليوم

تأسيس المختبر المركزي لمشروع زراعة المليون نخلة يرسخ مبدأ الزراعة المستدامة في «بلد الفرض» سمائل

1080133
 
1080133

المرحلة الأولى تتضمن ثلاثة مختبرات ومن المأمول أن تصل إلى سبعة مستقبلا - 

تغطية - نوال بنت بدر الصمصامية - 

  • احتفل ديوان البلاط السلطاني ممثلا بالمديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة والهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية وجامعة أريزونا الأمريكية بتأسيس المختبر المركزي للنخيل التابع لمشروع زراعة المليون نخلة بنادي الواحات، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار، بحضور عدد من أصحاب السمو والسعادة وممثلي سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية التركية، والمعنيين من الجانبين.
  • ويعد المختبر المركزي للنخيل مركزا بحثيا يختص بإعداد البحوث التي ستساهم في تنظيم وتطوير وتعزيز قطاع أشجار النخيل من حيث الجودة والإنتاج، حيث سيساهم في تعزيز وتقوية جميع الجوانب الزراعية وتطوير عمليات التصنيع، وذلك عن طريق إجراء الأبحاث والدراسات العلمية وتطبيق التقنيات الحديثة، ومراقبة ومكافحة آفات النخيل، والتقييم الدوري لحالة النخيل، وتحليل نتائج التربة ومياه الري وتسجيـــل المتغيرات البيئيـــة الـــمهمة والمؤثرة على نمو النخيل مثل الحــرارة والرطوبة النسبية والأمطار.
  • ويتكون المختبر المركزي للنخيل من ثلاثة مختبرات في المرحلة الأولى وهي مختبر بحوث حماية النباتات، ومختبر بحوث البستنة، ومختبر أبحاث الكيمياء الحيوية، والتي من المأمول أن تصل إلى سبعة مختبرات مستقبلاً.
  • وأوضح الدكتور سيف بن راشد الشقصي مدير عام مشروع زراعة المليون نخلة في كلمته تفاصيل المختبر المركزي للنخيل.
  • مشيرا إلى أنه حينما قدّم الهمداني عن عمان في كتابه البلدان قال: «وأشهر نخيلها الفرض» ومن بلد الفرض هذه المرة «ولاية سمائل» التي اتخذت من الفرض شعاراً لها سيُنشأ المختبر المركزي في مزرعة سمائل، والذي جاء ثمرةً للتعاون البنّاء بين ديوان البلاط السلطاني والهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية، والتي تُعتبر إحدى المؤسسات الرائدة في السلطنة في دعم وتأسيس مشاريع تنموية في مجالات عدة لعل من أهمها التدريب والتعاون الدولي ونقل التكنولوجيا.

شراكة علمية ومختبرية

وأضاف مدير عام مشروع زراعة المليون نخلة: يُعتبر المختبر المركزي ركيزة من ركائز المشروع المهمة والمحور الذي يدور حوله قطب الرحى لذا فإن إقامته يجب أن تكون على مستوى علمي راقٍ لتحقيق الأهداف المرجوة والوصول إلى سقف الطموحات والآمال المنشودة؛ ويتطلب ذلك اتباع المنهج العلمي والتقيّد بالمقاييس العالمية، وقد تم البحث عمن يمكن الاستعانة بهم محلياً وخارجياً وتولّدت قناعة بضرورة إيجاد شراكة علمية ومختبرية مع واحدة من الجامعات المرموقة بالولايات المتحدة الأمريكية وهي جامعة أريزونا لما لها من مسار علمي مشهود في كافة المجالات خاصةً مجال بحوث نخيل التمر. وعن تفاصيل الاتفاقية التي تم توقيعها في الحفل، أشار الشقصي إلى أنها تتضمن إنشاء ثلاثة مختبرات وهي مختبر بحوث وقاية النخيل والذي سيركّز على حماية ووقاية النخيل من الأمراض التي تفتك بها؛ حيث إن النخيل في السلطنة تواجه الكثير من الآفات والأمراض وأن الطرق التقليدية للمكافحة أصبحت غير فعّالة بل لها آثار جانبية على البيئة، ولهذا يأتي المختبر للعمل على إيجاد الحلول غير التقليدية للمكافحة بتطبيق بحوث المكافحة الحيوية التي تركّز على التوازن البيئي وترسيخ مبدأ الزراعة المستدامة وتقليل التلوث إلى أقصى حد ممكن عن طريق تشخيص الأمراض والآفات التي تصيب النخيل وإعداد التقارير الخاصة بها لتطوير برامج المكافحة المختلفة بالتعاون مع الجهات المختصة بما يساهم في حماية ووقاية النخلة من هذه الأمراض. أما المختبر الثاني فسيكون متخصصاً في بحوث البستنة والذي سيعنى ببحوث فسيولوجيا النخلة والزراعة النسيجية والخضرية وبحوث الأسمدة والتربة والمياه. أما المختبر الثالث فهو مختص ببحوث الكيمياء الحيوية حيث إن فحص التمور والتأكد من جودتها وتطويرها لدعم أحد أهم مكونات مشروع زراعة المليون نخلة وهو التصنيع الغذائي ويعتبر أمرا في غاية الأهمية، حيث إن منتجات التمور المرتبطة بشركة تنمية نخيل عمان تتطلب الجودة العالية من أجل الدخول في الأسواق العالمية ولا يتأتى ذلك دون التأكد والفحص المستمر واستنباط ما ينتج عن البحوث من أجل رفد المشروع وشركة تنمية نخيل عمان بكل ما هو كفيل بتقدمهما وتطورهما في هذا المجال.

تدريب كوادر عمانية

وأشار الشقصي إلى أن هذه الاتفاقية ستركّز في الأساس على تدريب كوادر عمانية في مجال البحوث والعمل في المختبرات لمدة «18» ثمانية عشر شهراً وتقديم الشهادات اللازمة لهم، كما سيتم تدريبهم على رأس العمل لمدة «18» ثمانية عشر شهراً أخرى؛ حيث ستقدّم جامعة أريزونا من خلال فريق من العلماء والخبراء والمختصين الدعم الفني والتقني لهذه المختبرات ووضع الأنظمة والبروتوكولات المنظمة لعمل وتشغيل هذه المختبرات، وكذلك الحصول على التراخيص والشهادات التي تمكّن هذه المختبرات لتكون أعمالها معترفٌ بها على المستوى العالمي. إن هذا المختبر ليس مختبرا تقليديا محدودا بسقف جمع عينات وتحليلها؛ وإنما هذا المختبر سيكون مركزاً للبحوث والابتكار على المستوى العالمي وتطوير وتأهيل كوكبة من الشباب العماني القادر على العمل في هذا المجال مما يعزز جهود السلطنة إلى الانتقال إلى عالم الاقتصاد الجديد. وباكتمال تنفيذ المختبر المركزي يكون مشروع زراعة المليون نخلة قد أكمل مكوناته الثلاثة وهي المزارع والتصنيع والبحوث والمختبرات. وبهذا تُقدم السلطنة للعالم وبكل فخرٍ مشروعا زراعيا متطورا يجمع بين المعارف التقليدية في الزراعة وبين تطبيق التقانة والبحوث، لتمضي مسيرة النماء بخطى واثقة نحو العُلا بسواعد الرجال المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه. وستظل عمان بلد النخيل والأفلاج منذ الأزل وإلى الأبد؛ فمما يُروى بأن عمانيا لقيه أبو عمرو بن العلاء في مكة شرفها الله فسأله عن ماله؟ فقال النّخل؛ فقال أبو عمرو فأين أنت عن الإبل؟ فرد العماني معتزا بنخلهِ «إن النَّخل حِمْلُها غذاء وسَعفها ضياء وجِذْعها بناء وكربها صلاء وليفها رشاء وخوصها وعاء وقَرْوُها إناء». ويعد مشروع المختبر المركزي للنخيل أحد المشاريع المشتركة بين المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة والهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية بالشراكة مع شركة FNSS التركية الملتزمة لدى الهيئة من خلال برنامج الشراكة من أجل التنمية وبتنفيذ من قِبل جامعة أريزونا الأمريكية المختصة بقطاع أشجار النخيل.

تعزيز التقنيات والأبحاث

من جهته قال الدكتور ظافر الشنفري الرئيس التنفيذي للهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية في كلمته في الحفل: «حرصنا من خلال شراكتنا مع شركة» FNSS» التركية وجامعة أريزونا الأمريكية على تأسيس مختبر متكامل مختص بقطاع أشجار النخيل بالتعاون مع المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني وذلك من منطلق دورنا في نقل المعرفة وتعزيز مجال دراسات الأبحاث والتطوير وتعزيز التقنيات القائمة في القطاع الحكومي، وتدريب وتأهيل الباحثين والأكاديميين العمانيين وإيجاد فرص عمل جديدة». مضيفاً: نرحب بهذه الشراكة مع القطاعين المحلي والأجنبي وسنسعى جاهدين من خلال جامعة أريزونا للحصول الى الاعتراف والاعتماد العالمي للمختبر ليكون من المختبرات الرائدة في الشرق الأوسط فيما يتعلق بأبحاث النخلة وثمارها، فضلا عن دوره في فتح آفاق وفرص للباحثين من مختلف الجامعات والمراكز المختلفة في السلطنة لتطوير الأبحاث العلمية في قطاع النخلة». وأضاف الشنفري: ستعمل الهيئة من خلال جامعة أريزونا الجهة المنفذة للمشروع على نقل المعرفة وأحدث التقنيات اللازمة لتأسيس المختبر المركزي للنخيل ووضع الأنظمة المؤسسية وتدريب 11 فنيا ومختصا عمانيا لإدارة وتشغيل المختبر. كما ستتولى الجامعة الإشراف على إدارة المختبرات خلال السنوات الثلاث الأولى من تشغيلها من خلال تزويد المختبر بـعلماء مختصين من الجامعة، لتقديم الاستشارات اللازمة وتأهيل الكوادر العمانية وذلك لضمان عملها وفق المواصفات والمعايير العالمية للمختبرات. والجدير بالذكر أن الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية دشنت خلال عام 2018، كلا من مشروع أكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم بالشراكة مع الكلية التقنية العليا ومركز النمذجة بالشراكة مع مجلس البحث العلمي ممثلا بمجمع الابتكار مسقط وشركة Bell الأمريكية وشركة TechShop Global المنفذة للمشروع. كما دشنت مؤخرا نظام الإدارة الإلكتروني لبرنامج الشراكة من أجل التنمية.