«شاطئ بوندي».. الأكثر شهرة في أستراليا
الأربعاء / 28 / جمادى الآخرة / 1440 هـ - 22:58 - الأربعاء 6 مارس 2019 22:58
1132582
من أنشطته ركوب الأمواج والركض في الشوارع -
يميل راكبو الأمواج في سيدني إلى تجنب أشهر شواطئ أستراليا، حيث يقول بروس هوبكنز: إن السكان المحليين لا يأتون إلى هنا مطلقا... حيث إن الأمواج ليست جيدة للركوب لأنها تنكسر بسرعة كبيرة.
ومع ذلك، أصبح شاطئ بوندي أسطوريا، وقد لعب هوبكنز دوره في هذه العملية - بصفته حارس إنقاذ رئيسي هناك، وهو الوجه المعروف في المسلسل التلفزيوني الأسترالي بوندي ريسكيو (انقاذ بوندي)، والذي ظل يعرض ما يقوم به المنقذون على مدار 13 موسما.
ويبلغ هوبكنز - ذو الجسد النحيل - من العمر 50 عاما، وهو يعمل منذ 27 عاما في هذه الوظيفة التي يقول عنها: ما زلت أستمتع بها... فمن الجيد أن تكون في الهواء الطلق وأن تساعد الناس.
ويجذب الشاطئ خلال الفترات المزدحمة ما يتراوح بين 30 ألفا و40 ألف زائر يوميا.
ويشار إلى أن شاطئ بوندي هو أحد معالم أستراليا، وهو كنز وطني ورمز للهوية الأسترالية، كما أنه علامة تجارية دولية.
ويقوم السياح الذين يأتون إلى بوندي، بالسباحة في البحر والتقاط الصور على الكورنيش. ولأنهم غير معتادين على الطقس في أستراليا، فإنهم عادة ما يقضون وقتا قليلا جدا في الشمس أو إن بشرتهم تتعرض للحرق الشديد بسبب أشعة الشمس.
ويأخذ بعضهم دورة مكثفة في ركوب الأمواج، بمدرسة ركوب الأمواج الواقعة في الطرف الشمالي من الشاطئ، أملا في أن يتمكنوا من الوقوف على لوح التزلج على الأمواج لمدة ثانيتين أو ثلاث ثوان.
ولكن في بوندي، يتكون لديك انطباع بأن الأمر لا يتعلق بالتزلج. كما أن الأمر لا يتعلق بالسباحة أيضا، لأن هناك - في الواقع - بعض التيارات الخطرة هنا.
وفي الصباح الباكر، تكون السماء ما زالت ضبابية فوق المياه. ويقوم العشرات من ممارسي رياضة الركض، بمزاولتها بمشقة على الرمال، بينما يتوجه راكبو الأمواج إلى المياه.
ويتدرب الشبان والشابات على أجهزة للياقة البدنية متاحة للعامة، لدرجة تجعلك تشعر برغبة شديدة في الانضمام إليهم ومشاركتهم في ممارسة الأنشطة الرياضية.
ولكن، هل يتميز شاطئ بوندي بتحسين الهيئة الجسدية من خلال ممارسة تمارين اللياقة البدنية - في الشوارع وعلى الشاطئ أيضا - أكثر مما يتميز برياضة ركوب الأمواج؟ - على الرغم من أن الاثنين مرتبطان؟ إلا أن الأمر يبدو كذلك.
وفي الضواحي، يقوم الرجال بالركض بألواح التزلج تحت أذرعهم. كما تقوم النساء بالتزلج في الشوارع على ألواح التزلج (سكيت بوردز).
ولا تبيع المخابز هنا الخبز فقط، ولكنها تقوم ببيع تحفة فنية تعرف باسم خبز السوردو المخمر، كما أن الكثير من المطاعم (نباتية).
أما إذا رغبت في شراء مشروب غازي - حتى وإن كان خاليا من السكر - فإنك ستكون محظوظا إذا وجدته يباع، وذلك لأنه لا يوجد سوى عصير الليمون المحلي الصنع، وذلك بحسب ما يقوله للزبائن العاملون بنظرة تتسم بالأسف.
وقد عرف هوبكنز شاطئ بوندي منذ طفولته، حيث يقول إن الكثير من السكان المحليين كانوا يعيشون هنا قبل عشرين عاما، ولكن الآن، أي شخص يريد أن يؤسس أسرة عليه أن ينتقل إلى مكان آخر. فإن إيجار الشقة السكنية المكونة من غرفة نوم واحدة يتراوح بين 880 إلى 1000 دولار أسترالي (570 إلى 720 دولارا أمريكيا) في الأسبوع الواحد.
وبصفته حارس إنقاذ، ودوره هو مراقبة الناس، فقد راقب هوبكنز أيضا التغييرات الاجتماعية التي وقعت هنا على مر السنين، عن كثب.
فهناك حاليا الكثير من أنشطة كمال الأجسام وغيرها من أنشطة اللياقة البدنية، بالإضافة إلى اللجوء لـ(القليل من البوتوكس).
ويقول هوبكنز: أيا كان ما تفعله، فسيراك الناس. لقد أصبحت الهيئة (الجسمانية) مهمة جدا.
وبحلول منتصف النهار على الشاطئ، تبدأ الأنشطة الرياضية تتباطأ إلى حد ما.
ولكن يكون هناك ناس من جميع الفئات، فهناك راكبو الأمواج ولاعبو كمال الأجسام وأزواج وعائلات وزوار اليوم الواحد وسياح. كما تكون الشمس مشرقة والرمال متوهجة.
وبعد إمعان الملاحظة لبعض الوقت، تتساءل: لماذا هذا الشاطئ معروف جدا أكثر من باقي الشواطئ؟.
وكان قد تم هنا تأسيس أول ناد لحراس الإنقاذ في أستراليا، وهو نادي بوندي سيرف باثرز للإنقاذ، في عام 1906. وفي أولمبياد عام 2000، كان الشاطئ هو موقع إقامة مسابقة الكرة الطائرة الشاطئية.
وفي عام 2018، سار الأمير هاري وزوجته ميجان، حافيي القدمين على الرمال، وتجاذبا أطراف الحديث مع عدد من راكبي الأمواج الذين يعملون مع أشخاص يعانون من مشاكل عقلية.
وبفضل العائلة المالكة، تصدر شاطئ بوندي العناوين الرئيسية للصحف من جديد.
ويقدم هوبكنز تفسيرا بسيطا للشعبية التي يحظى بها الشاطئ: فهو قريب من المدينة والمطار، لذا، فهو مناسب للمسافرين.
ويقول: إذا ذهبت إلى أستراليا، فستذهب إلى بوندي.