المنوعات

متطلبات السياح الزائدة تجبر المرشدين الألمان على تغيير نمط سلوكهم

1164525
 
1164525
كولونيا (ألمانيا) «د.ب.أ»: يأتون في حافلات أو طائرات أو عبارات، عاما بعد عام تستقبل المدن الألمانية آلاف السائحين من جميع أنحاء العالم . تعيش ألمانيا حالة من الازدهار الكبير بوصفها مقصدا سياحيا يشهد إقبالا متزايدا، حيث ارتفع العام الماضي عدد الليالي السياحية في الفنادق سواء على مستوى السائح المحلي أو الأجنبي بنسبة أربعة في المائة ليحقق رقما قياسيا بلغ 6ر477 مليون ليلة. ومن ثم يفرض تزايد الإقبال السياحي المطرد، ومطالب السائحين الجديدة على المرشدين الألمان تغيير نمط سلوكهم المعتاد لمواكبة الطفرة الحالية. من ناحية، يعزز جانب كبير من هذه المطالب، التطور التكنولوجي. حيث تلعب شبكات التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في التخطيط لرحلة، ولهذا السبب يجب على المرشدين التركيز على تلك الوسائل للترويج لأنفسهم. لم يعد السائح يريد أن يستمع إلى بيانات وتواريخ رتيبة، بل يريد أن يكون مستمتعاً بحكايات غريبة. وتعمل الاتجاهات الجديدة، مثل نوادر إقامة حفلات التخرج من الجامعة أو حفلات وداع العزوبية في مدينة مختلفة عن مكان الإقامة المعتاد، على الترويج لأعمال بيزنس هامة وفتح الأبواب أمام تحديات جديدة. وقد احتضنت مدينة كولونيا الألمانية مؤخرا، الملتقى السنوي الرابع للمرشدين السياحيين الألمان، الذي تشرف على تنظيمه الجمعية الفيدرالية للمرشدين السياحيين الألمان. تعمل آنيا بريوش في رابطة المرشدين السياحيين في مدينة كولونيا منذ عشرين عاما، وتعتبر شاهدا على تطور صناعة السياحة. قدمت آنيا تقريرا يلخص أبرز وأهم التغيرات التي طرأت على القطاع في تلك الفترة. وذكر التقرير أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في أعداد السياح الآسيويين، وخاصة القادمين من الصين، وهم عادة مجموعات كبيرة جدا تتدفق سريعا، وتغادر بسرعة كبيرة نسبيا، ومعظمها يجلب مرشديه الناطقين باللغة الصينية، ونادرا ما يطلبون الاستعانة بخدمات مرشدين محليين. بالنسبة للباقي، نستقبل كل عام المزيد والمزيد من الزائرين من جميع الدول الأوروبية، مع ملاحظة زيادة كبيرة في أعداد الوافدين من دول أوروبا الشرقية، كما زاد أيضًا بشكل كبير عدد المجموعات التي تصل بالعبّارات في رحلات نهرية، خاصة من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وسويسرا وهولندا. ذكر التقرير أنه قبل عدة سنوات، كانت الجولة الكلاسيكية المصحوبة بمرشدين تقتصر على تقديم البيانات وشرح التاريخ، واليوم نحن بحاجة إلى المزيد من الترفيه، علينا أن نتعرف على الجمهور، وأن مرشدي اليوم يتم تدريبهم بشكل أفضل على منهجية وتعليم هذه المهنة. لحكي القصص والطرف النادرة مع الحكايات والمعلومات الأساسية، يمكن القول إن الأصالة والدعابة الآن هما من المتطلبات التي لا غنى عنها لإرشاد اليوم ، لذا فإن محتوياتها يتم تذكرها بشكل أفضل. توضح آنيا أن الوسائط الجديدة الاجتماعية والرقمية تعد من أبرز الإشكاليات والتساؤلات التي يتم طرحها باستمرار، إذا كان الحجز عبر الانترنت وبالاستعانة بالوسائط الرقمية سيحل تماما ونهائيا محل مكاتب وشركات السياحة التقليدية، مما سيترتب عليه الاستغناء نهائيا أيضا عن خدمات المرشدين السياحيين: يمكن معرفة واستيعاب الإجابة ضمنيا على هذا التساؤل. إن الخبرات، والمشاعر، والتواصل المباشر والأصالة والتلقائية في العنصر البشري التقليدية، كل هذا لا يمكن الاستعاضة عنه من خلال وسائط رقمية. ومع ذلك، فإن ما يتم تجاهله، بالرغم من أهميته الكبيرة، فهو عملية الترويج للمرشدين عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي. ويدرك المرشدون الجدد أهمية ذلك فيحرصون على تحقيق أعلى استفادة من هذه الوسائط للترويج لأنفسهم.