المنوعات

محمد بن عامر العيسري لـ عمان الثقافي: فكرة إصدار المجلة انبثقت من رؤيتنا إلى أهمية الكتابة عن التراث الفكري العماني

صدور العدد الأول من مجلة «الذاكرة» عن مكتبة ذاكرة عمان - مكتب عمان بنزوى: محمد الحضرمي - عن «مكتبة ذاكرة عمان» صدر العدد الأول من مجلة «الذاكرة»، في طباعة ملونة، وإخراج صحفي يتماشى مع النهج الإخراجي الذي اتبعته المكتبة في إصدار كتبها، وهي فصلية تراثية تعنى بالتراث الفكري العماني، يرأس تحريرها محمد بن عامر العيسري، ويدير تحريرها صالح بن سليمان الزهيمي. ومن العدد الأول اختطت مكتبة ذاكرة عمان لهذه المجلة قواعد لنشر الأبحاث والمقالات، التي ستكون مادتها المتنوعة في كل عدد، وهي: أصالة البحث أو المقالة وجدته، واتباع المنهج العلمي في تحريره، وأن يكون موضوعه التراث الفكري العماني، من خلال مصادره المخطوطة والمطبوعة، والوثائق على اختلاف أشكالها، والمصادر الأخرى المساندة. وألا يكون الموضوع جزءا من أطروحة علمية جامعية، أو كتاب أو دراسة، وألا يكون منشورا من قبل بأية وسيلة، إلى جانب شرط سلامة اللغة وخلو المادة من الأخطاء، ووضع علامات الترقيم وإثبات المصادر والمراجع وفق المنهج العلمي المتبع، وألا يزيد حجم المادة عن ثلاثة آلاف كلمة، شاملة للإحالات وكتب المصادر والمراجع. عناوين الأبواب من قلب التراث من تصفحنا لفهرسة المجلة، نجدها حافلة بالكثير من الأبواب ذات العلاقة بالتراث الفكري العماني، إلى جانب ذلك أخذت مسميات الأبواب هذا المنحى التراثي، فمقدمة المجلة أخذت عنوان «ديباجة»، ثم الباب الخاص بـ«الأبحاث والمقالات»، ثم «خزائن»، و«مرصد التراث»، و«صحيفة الذاكرة» و«قيد اليراع». أما المواد التي تحفل بها المجلة، فهي بلا شك مهمة لكل مهتم بالتراث الفكري العماني، حيث نقرأ في باب الأبحاث والمقالات مواد متنوعة، تبدأ بمادة كتبها الباحث فهد بن علي السعدي حول «كتاب المراقي لابن عبدالباقي»، ومقالة أخرى لأحمد بن محمد الرمحي بعنوان «يمانيات ابن دريد واللسان اللغوي»، ويكتب خالد بن محمد الرحبي مادة بعنوان «نسخ الوقف في نزوى»، كما يكتب د. خالد بن سليمان بن سالم الخروصي مادة حول «الخصائص الفنية لكتب المطبعة السلطانية بزنجبار». ويكتب الباحث عوض بن محمد اللويهي مادة بعنوان «قوائم الكتب في عمان قديما، قائمة كتب الشيخ سعيد بن أحمد الكندي»، كما يكتب ناصر بن سيف السعدي مادة حول «المدينة العمانية، مقدمة تاريخية لعوامل النشأة والتحول»، ويكتب أحمد بن هلال بن ناصر العبري مادة حول «التاريخ الاجتماعي من خلال كتاب منهاج العدل، للشيخ عمر بن سعيد بن عبدالله امعد البهلوي»، ويقدم يعقوب بن سعيد البرواني قراءة في مجموعة وثائقية خاصة بوثائق راشد بن سليمان البرواني، كما يكتب حارث بن سيف الخروصي مادة حول «الكتابات الصخرية في وادي بني خروص»، ويقدم جمال بن محمد الكندي «قراءة في درهم ظفار مسكوك في القرن السابع الهجري». مواد متنوعة بين المقالات والأخبار يتضمن باب «خزائن» مادة واحدة فقط، أعاد فيها الباحث محمد بن عامر العيسري اكتشاف مكتبة شاعر الشاعر الشيخ أحمد بن عبدالله الحارثي، وفي باب «مرصد التراث» عشر مواد متنوعة، تتناول صيانة بيت الترميم لنحو ألف مخطوط منذ إطلاقه، ومادة أخرى حول مكتبة خزائن الآثار باعتبارها أبرز مشروعات تحقيق ونشر تراث نور الدين السالمي، إلى جانب ذلك سلط مرصد التراث الضوء على بحوث مؤتمر تراث عمان البحري المقام في جامعة السلطان قابوس، وكذلك حول الندوة الاحتفائية بالأديب القاضي المرحوم جابر بن علي المسكري، وحول الندوة المقامة في صور عن سيرة وآثار الشيخ سعيد الصوري، وكذلك تسليط الضوء على ملتقى ثقافي احتفى بمخطوطة معدن الأسرار. كما يضم هذا الباب مادة حول دواة قديمة تحمل اسم امرأة عمانية، وإعادة اكتشاف بيت قديم في محلة العقر قد يكون بيت العلامة ابن عبيدان، من خلال قراءة أبيات شعرية حفرت في الباب تؤكد أنه صنع لبيت الفقيه ابن عبيدان الذي عمل مفتيا في حياته خلال عصر دولة اليعاربة. كم نقرأ أيضا مادة احتفائية بصدور الأعمال الكاملة للشاعر عبدالله بن علي الخليلي، ومادة أخرى حول تطوير واستضافة موقع خاص بالمخطوطات، كمشروع مشترك بين وزارة التراث والثقافة وعمانتل. تبدأ بالديباجة وتختتم بقيد الفراغ وفي باب «صحيفة الذاكرة» نقرأ تغطية موسعة عن خامس المؤتمرات العلمية السنوية، والتي أقيمت في ماليزيا حول حركة الطباعة العمانية وأثرها في التواصل الحضاري، كما نقرأ مواد أخرى حول التصوير الرقمي وتصوير 1133 مجلدا خلال عام، وكذلك تغطية حول الندوة التي أقيمت في المصنعة عن الشيخ جميل بن خميس السعدي، وخبر حول كتاب سيف بن محمد الطوقي سطور من صحائف العمر لمحمد العيسري الصادر عن مكتبة ذاكرة عمان، والحاصل على جائزة السيرة الذاتية الغيرية ضمن جوائز الإبداع الثقافي السنوية التي تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء. وتختتم المجلة أبوابها بباب عنوانه «قيد الفراغ»، وهذا العنوان يدركه المشتغلون بالمخطوطات، ويراد به ما يكتبه الناسخ في آخر متن الكتاب، فيقيد اسمه وتاريخ فراغه من النسخ، وقد يضيف بيانات أخرى، كاسم الكتاب ومؤلفه ومكان النسخ واسم المنسوخ له، وغيرها من البيانات. المجلة تسد ثغرة وتفتح مساحة للكتاب حول العدد الأول من مجلة «الذاكرة»، يتحدث رئيس تحريرها محمد بن عامر العيسري لعمان الثقافي فيقول: إن فكرة إصدار المجلة انبثقت من رؤيتنا نحن المشتغلين بالتراث الفكري في مكتبة ذاكرة عمان إلى أهمية الكتابة عن التراث الفكري العماني، إذ قلما نجد كتابات في التراث الفكري العماني، ولا توجد في الساحة الثقافية العمانية مجلات متخصصة في هذا الجانب، وما ينشر من كتابات في بعض المجلات الثقافية، فهي غير متخصصة في هذا المجال. ويقول أيضا: إنه من النادر أن نجد في مجلات غير متخصصة بالتراث الفكري مقالات حول المخطوطات، والبابليوغرافيات، والفهارس، وتحقيق التراث ونقده، وأيضا كتابات في التراجم، ومعالجة ما يتصل بالتراجم، من النادر أن تعالج في مقالات وأبحاث علمية، لأنه لا توجد لدينا دوريات تهتم بهذا العلم الواسع. ونأمل أن تأتي مجلة «الذاكرة» لتسد ثغرة، وتفتح مساحة للكتاب، الذين يكتبون حول التراث الفكري العماني، والمؤلفات المخطوطة والوثائقية. ونسعى في هذه المجلة إلى نشر تجارب في التحقيق، كتحقيق نصوص صغيرة لا تنشر في كتب، فنقوم نحن بنشرها، ثمة نصوص كثيرة يتم تحقيقها، ولكن المحقق لا يجد لها فرصة للنشر في كتاب، فنقوم نحن بنشرها في باب مستقل من أبواب المجلة، وهذا القسم يضاف إلى المجلة بدءا من العدد القادم. أعداد المجلة ستتاح ورقيا ورقميا وقال العيسري: إنه منذ أن صدر العدد الأول من هذا المجلة، بدأت تصلنا ملاحظات ومقترحات، وحتما سنستفيد منها، ولكن تجربتنا هذه بحاجة إلى بعض الوقت لتنضج وتتمكن، ومن جانب آخر فإن المجلة كما تطبع ورقيا، ستتاح أيضا رقميا للقراء، وكل عدد ورقي سنتبعه بنسخة رقمية، وستكون قراءة ومتابعة الأعداد متاحة في إرشيف رقمي بموقع «مكتبة ذاكرة عمان»، كما يمكن شراء المجلة ورقيا في كل دورة من دورات معرض مسقط الدولي للكتاب، حيث ستعرض النسخ المتوفر للبيع. ويقول أيضا: إن العدد الحالي صدر بـ 130 صفحة، وربما سيصدر العدد القادم بعدد أكبر من الصفحات، ولكننا لا نتجاوز 160 صفحة.