العرب والعالم

نتانياهو بوضع أفضل لتشكيل حكومة خامسة بعد تعادله في الانتخابات الإسرائيلية مع غانتس

1187493
 
1187493
ترامب : فوزه يمنح خطة السلام الأمريكية «فرصة أفضل» - القدس - رام الله (عمان) نظير فالح - (أ ف ب) - يتجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للفوز بولاية خامسة بعدما أظهرت النتائج الكاملة تقريبا للانتخابات التشريعية التي جرت امس الأول في اسرائيل أنه في أفضل موقع ليكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. حيث تساوى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس في الانتخابات البرلمانية، حسبما أظهرت نتائج فرز غالبية الأصوات صباح أمس ، لكن يبدو أن نتانياهو لديه فرص أفضل لتشكيل الحكومة. وبعد فرز حوالي 97.4 % من الأصوات، حصل حزب الليكود على 35 مقعدا وهو نفس العدد الذي حصل عليه تحالف أزرق أبيض لغانتس في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا. وبشكل عام، فازت الكتلة اليمينية بـ65 مقعدًا تلتها الكتلة اليسارية بـ55 مقعدًا، مما يشير إلى أن الزعيم اليميني لديه حظ أكبر لتشكيل الحكومة الائتلافية المقبلة. وبالنسبة للكتلة اليمينية، حصل حزب شاس وحزب التوراة اليهودية الموحد الدينيان المتشددان على 8 مقاعد لكل منهما؛ ثم الأحزاب اليمينية المتطرفة لاتحاد أحزاب اليمين وإسرائيل بيتنا على 5 مقاعد لكل منهما، وحزب كولانو (كلنا) على4 مقاعد. وعلى صعيد كتلة اليسار، حصل تحالف الجبهة الديمقراطية والقائمة العربية على 6 مقاعد، والتجمع الوطني الديمقراطي على 4 مقاعد، وحزب العمل على 6 مقاعد ، وحزب ميرتس اليساري على 4 مقاعد. وكان نتانياهو ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس قد أعلنا فوزهما بالانتخابات ليلة الثلاثاء. وقال نتانياهو للناخبين في مقر حملة الليكود في تل أبيب،«هذه ليلة من النصر المذهل»، بينما هتف الحشد «بيبي (نتانياهو) ملك إسرائيل!» وشكر ناخبيه على ثقتهم به، وتعهد بأن تستمر الكتلة اليمينية التي يقودها في قيادة إسرائيل للأعوام الأربعة القادمة ورفع إسرائيل إلى مستويات أعلى. وقال غانتس (59 عاما) أيضا إنه انتصر في الانتخابات، وأضاف «نريد أن نشكر بنيامين نتانياهو على خدمته للأمة»، ووعد بأنه سيعمل «كرئيس وزراء للجميع، ليس فقط للأشخاص الذين صوتوا من أجلي». وشغل نتانياهو (69 عاما) أربع ولايات رئيسا للوزراء في إسرائيل، وإذا شكل الحكومة المقبلة، فسيصبح أطول رئيس للوزراء خدمة في تاريخ إسرائيل. وتفيد الأرقام التي نشرتها وسائل الإعلام بعد فرز 97 % من الأصوات أن حزب نتانياهو سيشغل عددا من المقاعد (35) يساوي عدد المقاعد التي حصل عليها حزب «أزرق أبيض» (يمين الوسط) الذي يقوده بيني غانتس، لكنها تتوقع أن يتمكن نتانياهو من جذب أحزاب اليمين والحصول على دعم 65 نائباً من أصل 120 في الكنيست. وفي هذا الوضع، يبدو من غير المرجح أن يعهد الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين في الأيام المقبلة لشخصية أخرى غير نتانياهو مهمة تشكيل ائتلاف حكومي. وبذلك يحقق نتانياهو (69 عاما) الذي يحكم بلا انقطاع منذ عشر سنوات، انجازا كبيرا بفوزه في انتخابات اعتبرت إلى حد كبير استفتاء على شخصه، على الرغم من التهديد باتهامه بالفساد، لكن متاعبه مع القضاء يمكن أن تعود اعتبارا من الأشهر الأولى لولايته ، حتى لو تمكن من تشكيل ائتلاف حاكم يضم 61 عضوا على الأقل، وفقًا لما يقتضيه القانون الإسرائيلي، فقد لا يعمل لفترة طويلة في ضوء ما يواجه من اتهامات. وكان نتانياهو أعلن قبل ساعات فوزه في الانتخابات، وقال لأنصاره الذين تجمعوا في أجواء من الحماس في تل أبيب إن الانتخابات كانت «رائعة». وأشار إلى أن هذه الانتخابات جرت في «ظروف مستحيلة» وعلى الرغم من «وسائل إعلام معادية» ، وأضاف أن «شعب اسرائيل منحني ثقته للمرة الخامسة ، منحني ثقة أكبر»، وفيما بدأ اتصالات مع قادة الأحزاب اليمينية الأخرى لتشكيل ائتلاف حكومي، أكد نتانياهو أنهم قدموا «جميعا تقريبا» الدعم له ، وأضاف «ستكون حكومة من التيار اليميني، لكنني سأكون رئيس وزراء للجميع». في مقر قيادة حزب «أزرق أبيض» في تل أبيب، وصف غانتس الانتخابات أمام حشد من مؤيديه بأنها «يوم تاريخي، أكثر من مليون شخص صوتوا لنا». وفي حديثه للصحفيين خارج منزله صباح امس ، قال غانتس «نحن بانتظار النتائج النهائية»، وأضاف «هذا إنجاز تاريخي، لم يحدث من قبل أن شُكل حزب بهذا الحجم وهذه الروعة وبهذا العدد الكبير من خيرة الناس خلال فترة قصيرة كهذه». دعي نحو 6,3 مليون ناخب إلى اختيار نوابهم الـ 120 وتقرير ما إذا كان «بيبي» كما يلقب الإسرائيليون نتانياهو الذي يثير إعجاب البعض ويكرهه آخرون، يمكنه مواصلة حكمه الطويل أو أن ساعة التغيير دقت مع غانتس حديث العهد على الساحة السياسية. اليسار خاسر في المجموع صوت 67,9 % من الناخبين، مقابل 71,8 % في الانتخابات السابقة التي جرت في 2015. وبدت النتيجة غير واضحة حتى اللحظة الأخيرة، وقام نتانياهو وغانتس قبل ساعتين فقط من بدء الاقتراع بتوجيه نداءات إلى مؤيديهما. أما اليسار، فقد تلقى ضربة بحصوله على ستة مقاعد فقط وقالت شيلي ياشيموفيتش القيادية في حزب العمل التاريخي إنها «تحت تأثير الصدمة». وحقق غانتس الذي دخل الساحة السياسية قبل 6 أشهر فقط نجاحا كبيرا ، وقال شوشان ليفي (61 عاما) أحد مؤيديه «انني سعيد جدا، هذه نتيجة تاريخية حتى إذا لم يشكل غانتس الحكومة المقبلة وانتصار كبير لتشكيل جديد». وسينتزع نتانياهو في حال كلفه الرئيس ريفلين فعلا تشكيل الحكومة، في يوليو الرقم القياسي الذي سجله ديفيد بن غوريون في مدة الحكم. ويتوقع أستاذ العلوم السياسية جدعون راحات أن تستمر المشاورات الصاخبة بين نتانياهو وشركائه المحتملين بين أربعة وستة أسابيع ، وقال «سيكون هناك ضجيج كبير وستحاول الأحزاب الصغيرة المساومة على وزارة أو إجراءات سياسية». لكن نتانياهو سيجد نفسه بسرعة في مواجهة مشاكل القضاء، فقد أعلن المدعي العام في فبراير نيته اتهامه بالفساد والاحتيال وإساءة الائتمان، وحدد المدعي العام العاشر من يوليو موعدا لجلسة الفرصة الأخيرة قبل أن يقرر اتهامه ، ويؤكد نتانياهو براءته ويعتبر أنه ضحية حملة سياسية. في مواجهة نتانياهو، ركز غانتس (59 عاما) في حملته على عمله كمظلي سابق ورئيس سابق للأركان في بلد يواجه تهديدات مستمرة، وقد وعد وضع حد لسنوات من الانقسام والفساد يجسدها نتانياهو. من جهته قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس إن فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو في الانتخابات يمنح خطة السلام الأمريكية التي لم يتم الكشف عنها بعد «فرصة أفضل». وصرح ترامب بعد النتائج شبه النهائية للانتخابات والتي ستمكّن نتانياهو من تشكيل ائتلاف حكومي جديد «اود أن أهنئ» نتانياهو، وقال «الجميع قالوا لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وأعتقد أن أمامنا فرصة، وأعتقد أن لدينا الآن فرصة أفضل».