أعمدة

توعويات: حفظة القرآن.. نجوم تتلألأ

Humaid
 
Humaid
حميد بن فاضل الشبلي - بداية ليت مجتمعاتنا العربية والإسلامية بها يوم مخصص للاحتفال بحفظة كتاب الله، كما هو نصيب كثير من المسميات والمواقف والإنجازات والمهن التي يحتفل بها سنويا في يوم يخصص من أيام السنة وذلك لعظمة شأنها وتذكير المجتمع بها، ولا أعتقد أنه يوجد شيء أعظم ممن يحفظون ويرتلون كلام رب الأرض والسماء، وخصوصا في ظل هذه الحياة العصرية الحديثة التي شغلتنا عن تأدية أصغر العبادات، فما بالكم بمن يخصصون جزءا من يومهم لتلاوة وترتيل وحفظ آيات وسور كتاب الله العزيز، لذلك أحيانا يهيم بي الفكر في الأسباب التي تجعل تسليط الضوء بصورة أكبر على سفاسف الأمور ضمن حياة المجتمع، في حين تجد المدارس والمساجد والمعاهد والمبادرات والمسابقات التي تتشرف بتربية النشء على الاستقاء من ينابيع خير الكلام ضعف في الاهتمام، ما الذي يجعلنا نخجل من الافتخار وزيادة الأخبار عن عظيم ما يقوم به حفظة كتاب الله، ولأُقرب لكم صورة الواقع فيما يخص هذا الموضوع، هو ما نشاهده عندما يتم الإعلان عن الرغبة لتمويل ودعم بعض الفعاليات التي تتعلق بترفيه وتسلية بعض برامج المجتمع، ولا نختلف مع أصحاب هذا الشأن الذين تنهمر عليهم التبرعات والتبريكات من الأفراد والمؤسسات، ولكن يحزننا الأمر عندما تأتي الدعوة لدعم المؤسسات السابق ذكرها المعنية بتكريم من يقوم بحفظ وترتيل الكتاب الذي أمرنا الله بوجوب ترتيله وتلاوته، وكثيرا ما نسمع تصريح الأفراد الذين يعملون في هذا المجال الطيب المبارك، حين لم يجدوا من يقوم بدعمهم وتعزيزهم لتكريم حفظة الكتاب العزيز، ولذلك يكون التكريم شيئا بسيطا لا يرقى إلى حجم وعظيم ما أنجزه أولئك المثابرون. أعزائي ما أود طرحه اليوم ليس العتب على ضعف التمويل لتعزيز أولئك النخبة المباركة وحسب، ولكني أود أن أبعث رسالة لحفظة القرآن وللمؤسسات والجمعيات والمبادرات التي تعنى بتربية الأفراد على التعلق بكتاب الله، أن سعيكم وجهدكم مبارك بإذن الله وأن لم تجدون تعاطف بعض البشر ومعهم بعض المؤسسات، ولكن تيقنوا أن المجتمع يفخر ويفاخر بكم ويدعو الله أن يبارك في عملكم وطاعتكم، كذلك هناك رسالة تقدير لكل أب وأم أو أي ولي أمر يقوم بغرس طاعة الله ورسوله في سلوك أبنائه منذ نشأتهم، وخصوصا تعويدهم في المحافظة على تلاوة وترتيل وحفظ كتاب الله العزيز الحكيم، كم هو جميل أن تفتخر بطفلك وهو يحفظ سورة أو حزب أو جزء من القرآن الكريم، وكم هو جميل ومبارك أن يتمكن طفلك من حفظ كتاب الله كاملا، فما أعظمها من نعمة وما أشرفها من تربية، بارك الله تلك اللحظات والساعات التي خصصت من الوالدين والعائلة ومن يقوم بتعليم الناشئة نحو حفظ وتجويد وترتيل كتاب الله، ورسالة أخرى مغلفة بعظيم الشكر والامتنان لكل فرد أو مؤسسة ساهم ولو بالشيء البسيط نحو دعم وتعزيز من أعطى وقته لترتيل وتلاوة القران الكريم، سائلين الله أن ينعم عليكم بالخير والبركة في الحال والمال، وفي الختام نذكركم أننا على مشارف دخول شهر الصيام، الذي تكثر فيه المبادرات المباركة لتنافس الأفراد على حفظ وترتيل أجزاء وسور القران العظيم، فما أعظمها من تجارة وما أشرفها من خدمة وعطاء لمن يحظى بشرف دعم أحباب الله وكتابه العزيز، الذين يمكن وصفهم بالنجوم التي تتلألأ في هذه الحياة، الذين يستحقون من الجميع الدعاء لهم وكذلك تعزيزهم ودعمهم وتكريمهم.