روضة الصائم

نفحات إيمانية : ليلة زفاف

1216362
 
1216362
حمادة السعيد - الأسرة هي أساس المجتمع؛ لذلك اهتم الإسلام ببنائها أشد الاهتمام ووضع لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطوات تسير عليها وحقوقا تحترم من جميع أعضائها. ولما كانت الأسرة الصالحة هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع الصالح الذي ينعم بنور الإيمان فقد وضع الرسول -صلى الله عليه وسلم- شروطا وبين ضوابط لاختيار الزوجين وبعد قيام الزوجين باستيفاء شروط الاختيار وعقد النكاح يبدأ الزوجان حياتهما الزوجية بليلة الزفاف والتي تصبح أكثر سعادة إذا جاءت وفقا للضوابط الشرعية. فليلة الزفاف هي أول ليلة يلتقي فيها الزوجان ونظرا لأن الناس أصبحوا في هذا الزمان كثيرا ما يخالفون منهج الله سبحانه فسوف أذكر بعض المخالفات التي تقع في هذه الليلة ومنها: الكوافير وهنا لا أتكلم عن كون الكوافير رجلا لأنه ليس من الرجولة ولا الفطرة النقية السليمة أن يرضى الأب أو الأخ أو الزوج أن تذهب زوجته لكوافير رجل أبدا فينظر إليها ويتحسس جسدها، ،وكذلك ذهاب المرأة وارتدائها لفستان الزفاف عند الكوافير ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول «ما من امرأة تنزع خمارها في غير بيت زوجها إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها». وقد أثنى الإسلام على الرجل المسلم الغيور، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله يغار)، وصفة الغيرة عند الله، محمولة على قوله،{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11، (إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن من غيرة الله أن حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن). وفي صحيح البخاري أيضاً: أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: والله لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فتعجب الناس من كلام سعد، ووصل الخبر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال عليه الصلاة والسلام: (أتعجبون من غيرة سعد ؟! والله لأنا أغير من سعد، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن)، ولكن هذه الغيرة لها ضوابط وحدود، فهي تنقسم إلى قسمين: غيرة محمودة، وغيرة مذمومة..وفي الحديث الذي رواه أحمد والنسائي بسند حسن: عن جابر بن عنبرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة). ومن المخالفات التي أصيبت بها بلاد المسلمين: الالتقاء في مكان فيه رقص وغناء: وفيه تخرج النساء من بيوتهن متطيبات، وهن في طريقهن إلى العُرس يتعرضن للمرور على الرجال، وهذا بلا شك حرام. فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) رواه الترمذى . ثم الاختلاط: وما يترتب عليه من مفاسد: يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في بعض محاضراته: تصوروا حال الزوج وزوجته حينئذ أمام النساء المتجملات المتطيبات ينظرن إلى الزوجين ليشمتن فيهما - إن كانا قبيحين في نظرهن- ولتتحرك كوامن غرائزهن - إن كانا جميلين في نظرهن- تصوروا كيف تكون الحال والجمع الحاضر في غمرة الفرح بالعرس وفي نشوة النكاح؟ فبالله عليكم ماذا يكون من الفتنة؟ ستكون فتنة عظيمة، ستتحرك الغرائز، وستثور الشهوات.ثم تصوروا ثانية ماذا ستكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة التي امتلأ قلبه فرحا بها إذا شاهد في هؤلاء النساء من تفوق زوجته جمالا وشبابا وهيئة؟ إن هذا الزوج الذي امتلأ قلبه فرحا سوف يمتلئ قلبه غما، وسوف يهبط شغفه بزوجته إلى حد بعيد فيكون ذلك صدمة وكارثة بينه وبين زوجته، وأن بعض هؤلاء يكونون من الشباب الذكور في بعض البلاد يختلطون بالنساء أو يكونون منفردين، ولا يرتاب عاقل عارف بمصادر الشريعة ومواردها أن هذا أمر منكر ومحرم وأنه انحدار إلى الهاوية في تقاليد الكافرين المتشبهين بهم. ويضيف الشيخ العثيمين: أن من النساء من تصطحب آلة التصوير لتلتقط صور هذا الحفل، ولا أدري ما الذي سوغ لهؤلاء النساء أن يلتقطن صور الحفل لتنشر بين الناس بقصد أو بغير قصد إنني لا أظن أن أحداً يرضى أن تؤخذ صورة ابنته، أو صورة زوجته، لتكون بين أيدي أولئك المعتديات ليعرضنها على من شئن متى ما أردن!! هل يرضي أحد منكم أن تكون صور محارمه بين أيدي الناس، لتكون محلا للسخرية إن كانت قبيحة، ومثالا للفتنة إن كانت جميلة؟! وما هو أفدح وأقبح: أن بعض المعتدين يحضرون آلة الفيديو ليلتقطوا صورة الحفل حية متحركة، فيعرضونها على أنفسهم وعلى غيرهم كلما أرادوا التمتع بالنظر إلى هذا المشهد!! ..هذا إن لم تنتهك حرمات الله بشرب الخمر وغيره من استقدام راقصات وان لم يوجد بينهم راقصة تبرع الحاضرون بالرقص وعندما تستنكر على الناس فعل ذلك يبررون بأنها ليلة في العمر وبان هذا فرح وصدق الله العظيم إذ يقول «وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ» الأعراف 28. ويقول الشيخ ناصر الألباني في كتابه «آداب الزفاف في السنة المطهرة»: وينبغي أن يضع الزوج يده على مقدمة رأس زوجته عند البناء بها أو قبل ذلك وأن يسمي الله تبارك وتعالى ويدعو بالبركة قال صلى الله عليه وسلم: «إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليأخذ بناصيتها وليسم الله عز وجل وليدع بالبركة وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه» ويستحب لهما أن يصليا ركعتين معا وينبغي لهما أن ينويا بنكاحهما إعفاف نفسيهما وإحصانهما من الوقوع فيما حرم الله عليهما فإنه تكتب صدقة لهما لحديث أبي ذر رضي الله عنه: «أن ناسا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة! « قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ «قالوا: بلى قال: «فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر».