روضة الصائم

محمود الشريف: شاركوا أبناءكم لذة الطاعات في الشهر المبارك

محذرا من إشغالهم بما لا يفيد - إعــــــداد: مــــــروة حســن - نعيش الآن أجواء الشهر الفضيل والبعض منا مشغول بما يخصه، فهناك من هو مشغول بختم القرآن الكريم، وهناك من هو مشغول بالصلاة وهناك من هو مشغول بأغراض أخرى، المهم أن هذا الشغل أياً كان نوعه يدفع البعض أحيانا لإهمال أطفاله، ولو بشكل غير متعمد، وذلك بتنحيتهم جانباً حتى لا يشغلوه أكثر مما هو مشغول، بل هو الذي يشغلهم عنه، ولكن ما هي الطريقة التي يشغل بها الآباء أبناءهم؟ يجيب عن ذلك إمام جامع محمد الأمين محمود عدلي الشريف، قائلا: إنها الألعاب . وهنا يأتي سؤال يلح علينا ألا وهو ؟ وأي ألعاب ؟ أهي الألعاب الرياضية ؟ أم ألعاب الذكاء والعقل؟ أم ماذا؟ وهنا تأتي الإجابة على غير المقصود وخلاف المتوقع، إنها الألعاب الإلكترونية، نعم الألعاب الإلكترونية في الهواتف ـ الموبايل ـ في اللاب توب أو في التابليت أو في الحاسب الآلي .. الخ . ويضيف الإسراف في هذه الألعاب كمن يقدم أبناءه على طبق من ذهب فريسة للأسد ،لأن من ظن أن هناك أطفالا بغير رغبات وطلبات خاصة بفائدة وبغير فائدة فهو مخطئ، فلا يوجد طفل بغير رغبة، ولكن تختلف الأطفال حسب طبائعهم، فمنهم من يحجمه الطبع فيكون في هوادة من أمره في تلبية رغباتها والإصرار عليها، والعكس صحيح مع بعضهم يغلبه طبعه بإلحاح غريب فيما يريد، حتى ولو عوقب، فلا يتوانى عن ما يريد مهما كلفه ذلك من عقاب، والساحة مليئة بأنواع كثيرة من هذه الحالات سواءً في بيوتنا أو فيمن يحيطون بنا، ومن أراد المزيد فليستمع إلى أي أب أو أم في الحديث عن أطفالهما، والعجيب أن هذا قد يكون في الأيام العادية عاديا، أما وقت الذروة وقد بلغ العطش مداه، والصداع قد أشهر في الرأس مُداه، والضعف قد أظهر ذلك وأجلاه، وتأتي المعضلة الكبرى إصرار بعض الأطفال على شيء ليس في المستطاع فعله، والطفل لا يتنازل عما يريد، فسرعان ما يواريه الأبوان خلف أنظارهما بالأجهزة الحديثة كالموبايل وغيرها قائلين له: خذ العب بهذا واسكت، وهم بهذا يصرفونه عنهم، قد يكون في وجهة نظرهم أنه بهذا قد صرف عنهم ليهدؤوا في هذه الساعة المتبقية على الإفطار، ولكن هذا له من الآثار الجانبية الخطيرة ما له، ومن ذلك : ـ تعلق الطفل بتلك الأجهزة، والاعتياد عليها، وقد يصل ذلك إلى إدمانها، وتلك مشكلة لا تخفى عواقبها. ـ يظن بعض الآباء أنهم عندما يصرفون أبناءهم عن إلحاحهم خاصة في اللحظات الأخير من اليوم قبيل الإفطار أن هذا مجرد شغل شاغل للطفل عن إلحاحه وطلباته التي لا تنتهي، ولكن ! هم لم يشغلوه عنهم بل شاغلوه بما يضره خاصة إذا زاد الأمر عن حده، واسألوا عن ضعف البصر، والكهرباء الزائدة في المخ، وأمراض التوحد، والضعف العام، وعدم التركيز العام، وفي الدراسة خاصة، عدم الاستجابة بسرعة للأوامر أو لما يطلب منه أياً كان ...و...و، ناهيكم عن العصبية السريعة، والانطوائية، والعدائية للأقران بل وللإخوة والأخوات من حولهم، هذا الذي نجني من ثمرات الألعاب الإلكترونية . وهنا يتساءل الشريف لماذا نصرفهم عنا بانشغالهم بالألعاب ونحوها، فلماذا لا نشغلهم بما هو مفيد من البرامج التعليمية التي توسع مداركهم وتفيدهم، لماذا لا نجلسهم يقرؤون معنا كتاب ربنا، أو يحفظونه، لماذا نضعهم في موضع المنهك المستهلك، وهو في الحقيقة ضيع وقته في غير فائدة، بحجة الصيام فهو يعطيه ما يريد من تلك الأجهزة ليقضي ساعات طوال فيما يضره ولا ينفعه، ولكن لابد أن ننتبه لهذا الأمر ولنمنعه بقدر المستطاع، ولا يحملنا عطش الصيام أو جوعه لنترك لأطفالنا الحبل على الغارب، لينشغلوا عنها بتلك الألعاب الإلكترونية التي تضر أكثر مما تنفع .