العرب والعالم

الولايات المتحدة «مستعدة» لاختتام المفاوضات مع «طالبان»

ارتفاع حصيلة هجوم كابول إلى 80 قتيلا - واشنطن - (أ ف ب): أعلن الموفد الأمريكي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد أمس الأول أنّ الولايات المتحدة «مستعدة» لاستكمال المفاوضات مع حركة طالبان التي ستستأنف في الأيام المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يتيح للرئيس دونالد ترامب بدء سحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان بعد وجود دام 18 عاما. وقال خليل زاد عند مغادرته واشنطن متوجها إلى الدوحة حيث تجري المفاوضات مع المتمردين «سنحاول استكمال» المحادثات «حول القضايا المتبقية» التي يجب حلها للتوصل إلى اتفاق، وأضاف «نحن مستعدون لذلك وننتظر لنرى ما إذا كان مقاتلو طالبان مستعدين كذلك». وكان الطرفان اللذان باشرا منذ عام حوارا مباشرا وغير مسبوق تحدثا عن «تقدم ممتاز» في جولتهما السابقة للمفاوضات في العاصمة القطرية، التي انتهت قبل عشرة أيام. وكتب خليل زاد في تغريدة على تويتر «أسبوع مثمر في واشنطن، أطلعت الإدارة على المرحلة التي بلغناها وعلى الخطوات المقبلة.. ها أنا عائد مرة أخرى، المحطة الأولى في الدوحة حيث سنحاول اختتام» المفاوضات حول «القضايا المتبقية». لكن إدارة ترامب لا تخفي أنها تأمل في أن تكون الجولة المقبلة من المفاوضات الأخيرة وأن تسفر عن اتفاق تاريخي مع المتمردين. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس الأول إن «المحادثات تجري بشكل جيد»، ويجري الحديث عن اختراق ممكن وشيك منذ بداية أغسطس الجاري. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الموفد الأمريكي سيتوجه بعد الدوحة إلى كابول ليجري مشاورات جديدة مع الحكومة الأفغانية «لتشجيع» الاستعدادات لمفاوضات بين الأفغان. ولم تستبعد الوزارة زيارات أخرى قد يقوم بها خليل زاد إلى شركاء أو دول مجاورة لأفغانستان لوضع اللمسات الأخيرة على التفاهم مع طالبان، وباتت الخطوط العريضة لاتفاق من هذا النوع معروفة. ويفترض أن ينص أولا على انسحاب عسكري أمريكي كامل إلى حد ما مع جدول زمني لتنفيذ وعد الرئيس ترامب الذي تعهد منذ فترة طويلة بإنهاء «الحروب التي لا تنتهي»، معتبرا أنها مكلفة جدا. وقال ترامب أمس الأول مجددا « نحن هناك منذ 18 عاما، إنه أمر مثير للسخرية». والانسحاب الأمريكي هو المطلب الرئيسي لطالبان التي تتعهد في المقابل بعدم السماح باستخدام الأراضي الواقعة تحت سلطتها من قبل منظمات «إرهابية». وسيوافق المتمردون على ما يبدو أيضا وللمرة الأولى على بدء مفاوضات سلام مع حكومة كابول، يمكن أن تبدأ بسرعة في أوسلو. ويفترض أن يتضمن النص أيضا هدنة بين طالبان والأمريكيين أو على الأقل «خفضا للعنف»، ولكن وفي المرحلة الراهنة، لن يكون هناك وقف شامل لإطلاق النار لأنه مرتبط بالتقدم الذي يتحقق في أوسلو. لكن طرق وحجم وبرنامج الانسحاب الأمريكي كلها نقاط ما زالت مجهولة، تثير مخاوف جزء من الطبقة السياسية والمراقبين في واشنطن الذين يخشون أن يؤدي تسرع من قبل ترامب في مغادرة أفغانستان قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2020 في الولايات المتحدة ويأمل في الفوز بولاية ثانية فيها، إلى تفاقم الحرب الأهلية وإحياء التهديد الإرهابي. وردا على سؤال عن إمكانية الإبقاء على قوة في أفغانستان في مواجهة تهديد تنظيمي داعش والقاعدة، أكد ترامب امس أن الولايات المتحدة ستبقي «دائما على وجود في أفغانستان»، وأضاف «سنعيد جزءا من قواتنا إلى البلاد لكننا ستبقي على وجودنا» هناك، من دون أن يوضح ما إذا كان الأمر يتعلق بقوات قتالية أو حدات استخبارات. وكان الجيش الأمريكي ينشر مؤخرا 14 ألف جندي في أفغانستان وهو عدد تم تخفيضه إلى 13 ألفا حسب ترامب. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لشبكة «سي ان بي سي» أمس الأول «نرغب في إيجاد الظروف الميدانية لنقوم بما وعد به الرئيس ترامب، أي خفض» عملية «تكلف بين ثلاثين و35 مليار دولار سنويا لدافعي الضرائب وكذلك أرواحا أمريكية». وأضاف «إذا استطعنا خفض العنف، سنفتح الطريق ليس لسحب الدعم الأمريكي فحسب بل كذلك لقوات حلف شمال الأطلسي المتواجدة هناك». وبدا أن بومبيو يربط بين رحيل القوات الأمريكية وهدوء فعلي على الأرض. من جهة ثانية، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أمس ارتفاع حصيلة ضحايا الاعتداء الانتحاري الذي استهدف حفل زفاف في كابول مساء السبت الماضي إلى ثمانين قتيلا. وقال الناطق باسم الوزارة نصرت رحيمي لوكالة فرانس برس إن «عدد القتلى بلغ الآن ثمانين»، موضحا أن «عددا من المصابين بجروح خطيرة نقلوا إلى مستشفيات توفوا». وكانت حصيلة أولى تحدثت عن مقتل 68 شخصا وجرح أكثر من 180 آخرين. وبينما يأمل الأفغان في إبرام اتفاق يبدو وشيكا بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، استهدف هذا الهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم داعش حفل زفاف في كابول. وذكر رحيمي حينذاك أن «بين الضحايا نساء وأطفالا»، مؤكدا أن «انتحاريا» نفذ الاعتداء.