"المرضى المنسيون" ألم يهز أجنحة المستشفيات
الاحد / 5 / رمضان / 1442 هـ - 14:54 - الاحد 18 أبريل 2021 14:54
333-بصصبثبثثب
مماطلة وتراخٍ.. لا حياة لمن تنادي!
تجازوا مرحلة الخدمات العلاجية ولازالوا يرقدون على أسرة المستشفيات!
تضاعف أعباء الأطقم الطبية وتزيد أوجاعهم
- هلال الحضرمي:
• رفض الأبناء استلام المريض عندما يكون معتمدا على أجهزة طبية أو مقعد سريريا
• ارتباط جميع أفراد الأسرة بالعمل وعدم وجود من يقوم على تقديم الرعاية للمريض
• بقاء المريض في المستشفى بعد قرار الفريق الطبي بانتهاء خطة العلاج المقررة يكون سببا في تدهور الحالة الصحية له
-إبراهيم الناعبي:
• يقوم بعض الأهل بإحضار مرضاهم إلى الطوارئ وتنويمهم بأمر من الطبيب وأثناء فترة التنويم نجد صعوبة في التواصل مع الأهل ويتم إحضارهم عن طريق مكتب الوالي أو الشرطة
-الشيخ منذر السيفي:
• عدم الاهتمام بالمريض وترك زيارته في البيت أو المستشفى يعد خلقا ذميما تأباه الفطر السوية بل يرفضه الإسلام
كتبت- مُزنة بنت خميس الفهدية
بالفعل هو 'ألم' يهز أجنحة وأسرة المستشفيات ويطلقه المرضى المنسيون، لأنهم لا يتلقون رعاية كما ينبغي وليسوا في أحضان عوائلهم خارج الأسرّة البيضاء، قصة هؤلاء أنهم تجازوا مرحلة الخدمات العلاجية وبحاجة إلى متابعة ورعاية ولكنهم لازالوا يرقدون على أسرة المستشفيات ولأسباب عديدة!! وللأسف تعد ظاهرة مؤلمة إنسانيا تزيد أوجاع الأطقم الطبية وتضاعف أعباءهم.
[caption id='attachment_853514' width='274'] هلال الحضرمي[/caption]
يحدثنا هلال بن خلفان الحضرمي أخصائي اجتماعي بمستشفى نزوى' توجد بعض الحالات المتكررة التي رفض أبناؤهم وذووهم استلامهم بعد قرار الفريق الطبي المعالج باستكمال خطة العلاج المقررة للمريض وإمكانية خروجه، كما تجدر الإشارة إلى أن بعض الحالات قد يستجيب أبناؤها وذووها بعد فترة قد تكون طويلة من قرار رخصة المريض وذلك بعد التواصل معهم ومحاولة تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجههم.'
إشكالات متعددة
وأضاف الحضرمي' هناك بعض الإشكالات القانونية مثل وجود بعض التحديات في التعامل مع المريض وأهله بعد قرار الفريق الطبي برخصة المريض، مما يستدعي المراجعة القانونية لها، وإشكالات اجتماعية التي تم رصدها من قبل أبناء المرضى وذويهم منها: الظروف التي قد تواجه بعض الأسر ومنها ارتباط جميع أفراد الأسرة بالعمل وعدم وجود من يقوم على تقديم الرعاية للمريض، وعدم إمكانية تحمل تكلفة من يقوم على تقديم الرعاية للمريض في المنزل في الحالات التي يرتبط فيها أفراد الأسرة بالعمل، وعدم تقبل الأسرة استقبال المريض عندما يكون معتمدا على بعض الأجهزة الطبية أو المريض مقعد سريريا، وبعد المنطقة التي يقطن فيها المريض من أقرب مؤسسة صحية وعدم وجود من يقوم بعملية نقل المريض عند الحاجة، كما قد يسهم ضعف الوازع الديني لدى البعض وضعف العلاقات الأسرية في التأفف من تقديم الرعاية في المنزل، بالإضافة إلى أننا نواجه بعض الأبناء الذين تتوافر لديهم جميع الإمكانيات والموارد لتقديم الرعاية اللازمة للمريض في المنزل إلا أنهم يرون أن استلام المريض بهذا الوضع الصحي نوع من أنوع العقوق ومن واجب المؤسسة الصحية إبقاء المريض فيها!.
أسباب صحية
وعرج في الحديث حول الإشكالات الطبية المتمثلة في مشكلة رفض الأبناء استلام المريض التي تحدث عندما يكون المريض طريح الفراش ويعاني من عدة أمراض مزمنة، إضافة لذلك بعض المرضى قد تتطلب حالتهم الصحية عدة مراجعات مستمرة مثل طريحي الفراش الذين يعانون من جروح وتقرحات الفراش أو المرضى الذي يعانون من الفشل الكلوي، وبالنسبة للإشكالات الإنسانية هو أن للمريض حقا مكفولا من العلاج والرعاية والعناية والمتابعة، لذلك في الحالات التي يرفض فيها الأهل استلام مريضهم والتأخر عن تقديم الرعاية المنزلية لأي سبب كان فإن المؤسسة الصحية لن تتأخر من تقديم هذا الحق للمريض حتى بعد القرار برخصة المريض وعدم استلامه من قبل ذويه وسوف يظل المريض مستمرا في تلقي الرعاية التمريضية والتي من المفترض أن تقدم منزليا.
مرضى يرقدون فترات طويلة
وحول سؤال 'عمان' هل هناك مرضى يرقدون من فترات طويلة في أجنحة وغرف المستشفيات منذ فترات طويلة وتركوهم أقرباؤهم؟ قال الحضرمي' توجد بعض الحالات منها ما تعاني من مشكلات صحية وفشل كلوي يتطلب من المريض الحضور 3 مرات أسبوعيا لعملية الغسيل الكلوي، ولعدم وجود من يقوم على تقديم الرعاية المنزلية اللازمة وإحضار المريض للغسيل تم الإبقاء على المريض، وفي حالات الرفض يضل التواصل مستمرا بين أهل المريض والفريق الطبي وإدارة المستشفى.'
تفكك أسري
وأشار هلال إلى أبرز أسباب رفض أقارب المرضى استلامهم مباشرة بعد قرار التوصية الطبية منها أسباب دينية تتمثل في ضعف الوازع الديني وعدم البر بالوالدين وضعف أواصر العلاقات بينهم، وأسباب اجتماعية مثل وجود مشكلات عائلية وتفكك أسري، وعدم وجود الرغبة الأكيدة في تقديم الرعاية للمريض في المنزل والاعتذار بارتباط أفراد العائلة بالوظيفة، إضافة إلى انتقال أفراد العائلة من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية وما ينتج عنها من مشكلات. بالإضافة إلى الأسباب الطبية وعدم قناعة أهل المريض بالوضع الطبي للمريض بعد قرار رخصة المريض، وضعف السياسات والقوانين التي تلزم أهل المريض باستلام مريضهم بعد انتهاء فترة العلاج المقررة، وأسباب مادية منها عدم القدرة على تحمل النفقات المتعلقة بالاحتياجات الطبية أو توفير من يقوم على تقديم في المنزل. وذكر في حديثه أن طريحي الفراش من فئات كبار السن هم أكثر الفئات الذين يرفض ذووهم استلامهم.
جهود مبذولة
وأكد الحضرمي أن هناك جهود مختلفة تبذل من قبل مجموعة من التخصصات منها على سبيل المثال دور الممرض المسؤول عن خروج المرضى في بيان أهمية تقديم الرعاية المنزلية لفئات كبار السن ودور أسرة المريض في تكامل الجهود مع الفريق الطبي، والأخصائي الاجتماعي ودوره في تقديم النصح والإرشاد والتوجيه لذوي المرضى ومحاولة مساعدتهم في تذليل وتخطي التحديات التي تواجههم واقتراح أنسب الحلول لذلك وبيان مخاطر بقاء المريض لفترة أطول في المؤسسة الصحية وما قد يتعرض له المريض من خطر العدوى، وأهمية دور الأسرة في مساعدة المريض والوقوف بجانبه أسوة بما كان رب الأسرة يقوم به في مراحل متعددة من مراحل حياتهم وقد تكون الرعاية المقدمة له في هذه المرحلة نوع من أنواع البر والإحسان ورد الجميل، كذلك التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات لتوفير الأجهزة التعويضية وبعض الاحتياجات المنزلية للمريض، كما يقوم التثقيف الصحي بأدوار متعددة في هذا الجانب ومنها التعاون مع الفرق الأهلية والتطوعية وجمعيات المرأة العمانية في نشر الوعي المجتمعي وخلق بعض المبادرات مثل مبادرة بركة مسن بالتعاون مع مستشفى نزوى وجمعية إحسان بنزوى لبيان أهمية تقديم الرعاية المتكاملة لفئات كبار السن وخدمتهم في سبيل تحسين نوعية الحياة.
سياسة صحية
وقال ' تقوم السياسة الصحية في السلطنة على أسس ونظم تكفل حق الجميع في تلقي الرعاية الطبية اللازمة عند الحاجة لها ولجميع فئات المجتمع دون استثناء، كما أن هناك برامج صحية مخصصة لفئات محددة من المرضى مثل مشروع التمريض المجتمعي الذي يستهدف طريحي الفراش من فئات كبار السن، حيث يتم تحويل المريض بعد خروجه من المستشفى إلى المركز الصحي التابع له وذلك بهدف تقييم حاجة المريض إلى الرعاية الدورية ويقوم التمريض المجتمعي المخصص لذلك بزيارة المريض في المنزل لتقديم الرعاية اللازمة وفق حاجة المريض والموارد والإمكانيات المتاحة.
تدهور الحالة الصحية
واختتم حديثه قائلا' نود التأكيد من أن بقاء المريض في المستشفى بعد قرار الفريق الطبي بانتهاء خطة العلاج المقررة فإنه بذلك يكون عرضة للخطر من حيث إمكانية تلقي العدوى وتدهور الحالة الصحية للمريض لعدة أسباب منها كبر السن وضعف مستوى المناعة وعدم التعرض لأشعة الشمس بمقدار ومستوى التغذية للمريض وغيرها من العوامل، عوضا عن الجوانب النفسية والاجتماعية التي قد تحد من سرعة تشافي المريض لعدم وجود أحد بجانبه يقدم له الرعاية والمساندة ويتواصل معه باستمرار، إضافة إلى ذلك فإن بقاء المريض في المستشفى فإن ذلك يمثل عبئا إضافيا على المؤسسة الصحية من حيث شغل الأسرة وعدم توفرها لحالات في أمس الحاجة لذلك، إضافة لاستنزاف الطاقات والجهود والوقت للفريق الطبي عوضا عن تقديم الرعاية للحالات التي تعد في أمس الحاجة لها.'
صعوبة التواصل مع الأهل
[caption id='attachment_853515' width='682'] إبراهيم الناعبي[/caption]
من جهته قال إبراهيم بن عبدالله الناعبي رئيس قسم التوجيه الاجتماعي بالمستشفى السلطاني' يقوم بعض الأهل بإحضار مرضاهم إلى الطوارئ ومن ثم يتم تنويم هؤلاء المرضى بأمر من الطبيب وأثناء فترة التنويم نجد صعوبة في التواصل مع الأهل حتى يتم إحضارهم عن طريق مكتب الوالي أو الشرطة، ويرفض بعض الأبناء الاعتناء والاهتمام بمريضهم، ونواجه صعوبات في عدم وجود مكان مخصص لهؤلاء المرضى وخاصة مرضى طريحي الفراش الذين ليس لديهم أقارب حيث إنه بعد أن يتم ترخيصهم من قبل الكادر الطبي تجد إدارة المستشفى صعوبة في نقلهم إلى مكان آخر .'
وأضاف الناعبي' أرى أن أبرز الأسباب هو الوضع المادي للأسرة حيث لا تستطيع توفير الاحتياجات الخاصة لهذا المريض كالتغذية والأجهزة الطبية، ويتحجج بعض الأبناء بارتباطهم بأعمالهم وعدم قدرتهم على رعاية مريضهم.' موضحا أن أكثر الحالات في المستشفى السلطاني من الذكور، وقام قسم التوجيه الاجتماعي بالمستشفى السلطاني بعمل محاضرات قدمها مختصون في هذا الجانب.
زيارة المريض
[caption id='attachment_853516' width='950'] الشيخ منذر السيفي[/caption]
وقال الشيخ منذر بن عبدالله السيفي' أن زيارة المريض حق الآخر على أخيه ولها آثار إيجابية تنعكس عليه وعلى من زاره ومن تلك الآثار، تخفف الضغط النفسي الذي يتعرض له المريض نتيجة التزامه ومكوثه في مكان واحد في سريره وزيادة التفكير في مرضه، كما أن النصائح التي يقدمها الأهل والأصحاب والمقربون تساهم على الالتزام بتعليمات الطبيب وتشجعه على ذلك وهذا يساعده على سرعة تماثله للشفاء، وتساعد زيارة المريض على تجاوز المريض مرحلة القلق والاكتئاب حيث تدخل في نفسه السعادة وتقوي من الروابط الاجتماعية وتساعد على تماسك المجتمع.'
وأضاف الشيخ منذر' من الأمور المؤسفة التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا ويبقى التنبيه عليها خوفاً من انتشارها واستفحالها عدم الاهتمام بالمريض والسؤال عن أحواله وصحته وترك زيارته في البيت أو المستشفى فهذا خلق ذميم تأباه الفطر السوية وتنكره القيم السامية والعادات الأصلية بل يرفضه الإسلام رأساً يقول الأعمش، كنا نقعد في المجلس فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه، فإن كان مريضاً عدناه بمعنى زرناه فالشريعة الغراء كفلت للمريض حقوقاً على أسرته وأهله وأصدقائه وأطبائه لا يجوز بأي حال التفريط فيها ولا التخلي عنها فهو في حال ضعف نفسي بحاجة إلى مؤسس يؤنسه من أهله وأحبابه يخففون عنه آلمه ومتاعبه ومن الواجب على المحيطين به مساعدته للخروج من أزمة المرض ليعيش حياته سليماً صحيح البدن مستريح النفس أو حتى يقضي الله أمراً قدره في اللوح المحفوظ.'
وأشار إلى حاجة المريض إلى إخوانه وأهله في حال شدته وضعفه ويجد متنفسه وراحته في زيارة أهله وأحبابه والوقوف معه وإرشاده وإدخال التفائل إلى قلبه وتشجيعه، ومن قدم خيراً لأهله المرضى أجره على الله ووسع له ووجد من يعينه ويقف معه إذا أصيب بمرض وأدخل على اثره المستشفى لأن الجزاء من جنس العمل ومن تهاون في أهله المرضى كانت النتيجة على ما قدمه وفعله وجناه بنفسه فالعاقل من فكر في العواقب وملأ صحائف أعماله بالخير فهذا الذي ينفعه عند ربه ويلقاه يوم الحساب ومن جنى حصد ولله عاقبه الأمور.