مرايا

تحترفها منذ أكـثـر من 50 عــــــــاما - ذكـريات الخـالة مـريم مـع صنـاعـة نسيـــــج المـلابس التقليـدية

1346841
 
1346841
حوار- مروة حسن - بدأت منذ أن كان عمرها 13 عاما في ممارسة حرفة صناعة نسيج الملابس التقليدية، تعلمت من والدتها هذه الحرفة وظلت طوال أكثر من خمسين عاما تحترفها، حتى مع كبر سنها مازالت تمسك «الإبرة والخيط» وتزين الملابس التقليدية بأحلى النقشات وأدق التطريزات التي تبهر من يراها، خاصة عندما يدقق بتفاصيلها ومدى التركيز والصبر والجهد الذي يبذل فيها لتظهر بالشكل النهائي. إنها الخالة مريم بنت الحاج عبدالله اللواتية من سكان ولاية مطرح العريقة، وإحدى محترفي صناعة نسيج الملابس العمانية التقليدية، والمتخصصة في الزي التقليدي اللواتي بكل تفاصيله وبكافة أشكاله، بدءا من ملابس الرضع التقليدية إلى فساتين الأعراس والمناسبات المختلفة للبنات والنساء، سعدت بمقابلتها والتحدث إليها عن تفاصيل حرفتها وذكرياتها عنها وذلك من خلال هذا اللقاء.. بعد ترحيبها الدافئ وكلماتها الرقيقة سألتها متى بدأت هذه الحرفة ومن علمها؟ فقالت: بدأت هذه الحرفة منذ أن كان عمري 13 عاما تقريبا، ولقد تعلمتها من والدتي - رحمة الله عليها- وكنت في البداية أساعدها في التطريز، ثم مع مرور الوقت والسنين أصبحت أقوم بكل شيء بمفردي وأركز على أدق التفاصيل المطلوب إنجازها ليخرج الزي العماني بأحلى شكل. وأكملت حديثها مسترجعة بعض الذكريات التي تصف الاختلاف بين طبيعة الحياة قديما وحاليا فقالت: كان الزي العماني هو الزي الذي ترتديه النساء طوال الوقت وأثناء حياتهم العادية، وكان يتسم بالبساطة، لكن هذه الأيام اقتصر الزي العماني التقليدي على حضور الأعراس وفي المناسبات الدينية والاجتماعية المختلفة، وأصبح فيه الكثير من التطريز والنقوشات، ونستخدم فيه أنواعا مختلفة من «الزري». وعن الفترة الزمنية التي يستغرقها الزي التقليدي؟ قالت الخالة مريم: يستغرق العمل على الزي التقليدي حوالي 6 أشهر باليد وأسبوعين بماكينة الخياطة، وقد بدأت بالعمل اليدوي، حيث كنت أقوم بالخياطة والتطريز لأقاربنا ثم توسع الأمر واصبح حرفة، فأصبح الجيران يأتون إلي لتفصيل فساتين الأعراس لبناتهم وذويهم، وكنت في البداية أقوم بالتطريز اليدوي فقط، ثم أصبحت استخدم الماكينة والعمل اليدوي معها ثم حاليا أقوم بالتطريز اليدوي فقط، وهو الجزء الأصعب والذي يحتاج إلى مهارة وتركيز وفن. وبالنسبة للخامات المستخدمة أضافت اللواتية : استخدم خامات عديدة أغلبها نقوم باستيرادها من الهند خاصة «الزري» ، وبعض الخامات الأخرى نحصل عليها من عمان. وعن حبها لهذه الحرفة تقول الخالة مريم : منذ أن بدأت بتعلم هذه الحرفة وأنا أحبها كثيرا وارتبطت بها طوال هذه السنوات واستمتع كثيرا بكل وقتي الذي أقضيه فيها، ولقد قمت بتعليم ابنتي الكبرى فاطمة بنت أحمد كل تفاصيل هذه الحرفة، وأتمنى أن تعلمها هي أيضا لأبنائها، حتى تظل هذه الحرفة متوارثة وتتناقلها الأجيال، ولنظل نحافظ على هوية الزي العماني ونحافظ على تراثنا فيه.