الفنان عبدالعزيز الهنائي: يجب تطوير حدسك الفني لتستطيع تذوق الجمال
الخميس / 28 / جمادى الآخرة / 1442 هـ - 22:14 - الخميس 11 فبراير 2021 22:14
56655641
فرشاته الفنية مرآة للطبيعة العٌمانية -
حوار - طالب بن حبيب الوهيبي الفنان عبدالعزيز بن محمد الهنائي أبحر في عالم الفن منذ الطفولة، عشق الطبيعة العمانية ليرسم جمالها بأقلامه الخشبية، انضم لقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس ليجد نفسه بين عالم آخر من الفن التشكيلي ليواصل الإبحار في بحر الفن الواسع مبدعا متألقا شارك وساهم في الكثير من الملتقيات والمعارض الداخلية والخارجية، أبرز وجوده بين عالم الفن بإبداعاته الكثيرة. يحدثنا الفنان عبدالعزيز الهنائي عن بداياته في الفن قائلا : كانت البداية منذ الطفولة بالمدرسة، وعند الدارسة الجامعية انضممت لقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس لمواصلة دراستي، وجدت أن هناك عالما آخر في انتظاري حيث شاهدت مجموعة من المبدعين والأساتذة يقومون بإنتاج أعمال فنية لم أشاهدها من قبل وتعرفت على مجالات الفن التشكيلي عن كثب وأدركت حينها أن هذا العالم سوف يكون نقطة فارقة في حياتي العلمية و العملية. وتابع قائلا: قدمت أعمالا فنية متنوعة وأغلبها كانت تجسد رموز الهوية العمانية ودلالاتها معتمداً على الموروثات الشعبية والتاريخية، فتارة أقوم برسم القلاع والحصون والبيوت القديمة، وتارة أخرى أقوم برسم أحوال الناس في الأسواق والطرقات وفي البساتين بين النخيل والمزروعات، وفي بعض الأحيان أخرج عن المألوف للبحث عن صياغات فنية فريدة وحديثة وكأني أبحر في محيط واسع للبحث عن الأسلوب المتفرد، وفي بداياتي كانت لدي تجربة في الرسم الواقعي في جو عاطفي تترجم علاقتي بالطبيعة العمانية بالألوان مائية، حيث تشكل الطبيعة العٌمانية محتوى جمالياً ومصدر إلهام للفنانين بمختلف أدواتهم الفنية، ويلاحظ المتأمل للأعمال الفنية التي قدمتها محاولتي حول مواكبة اتجاهات وأساليب الألوان المائية وتقنياتها بجانب المحافظة على رموز الهوية العمانية. وحول أقرب الأعمال إلى قلب الهنائي قال: من الأعمال الفنية التي أعشقها هي تلك الأعمال الفنية النابعة من أصل الموروثات العمانية الأصيلة والحرف التي ما زالت منغرسة في قلب كل عماني حيث قدمت عمل فني باسم (عاصر الورد) هو موسم حصاد الورد في نيابة الجبل الأخضر، ويظهر في العمل رجل مسن يقوم بعصر الورد وهو يرتدي الملابس العمانية في معمله الخاص داخل منزله وأمامه أكوام من الورود جاهزة للبدء في عملية التقطير والتبخير وكأنه يقول لنا إن هذه الحرفة توارثها أب عن جد، أما من ناحية التركيز على هذه الرموز والدلالات الموجودة بالعمل ليست إلا نابعة من هوية وعلاقة حميمة تمكنت من فهمها واستيعابها فلم تكن صعبة أمامي. أيضا أجد نفسي اتجه نحو تلك الموروثات العمانية وتوظيفها في أشكال بصرية تعبر عن الهوية بأبعادها المختلفة، ولا يعني ذلك القيام بالنقل الحرفي او استنساخ الموروث كما هو إنما المسالة هي مسألة استيعاب واستلهام وطريقة يعبر فيها الفنان عن واقعه من خلال استلهامه للمفردات التراثية، والاهتمام بعملية ترسيخ أكثر عناصر التراث قدرة على الوضوح، والتميز في إبراز هوية المجتمع وخصائصه باستخدام المنهج التحليلي في التفكير لبلوغ المستقبل. وتابع: ومن الأعمال الفنية التي افتخر بها رسم صورة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه وهو يتقلد العمامة السعيدية بألوانها البراقة حيث تعلو رأسه الكريم، ويحيط به شعبه الأصيل وهم يقدمون له الولاء والعرفان مبتهجين به تغمرهم الفرحة والسعادة بوجود هذا القائد الأشم، كما أن العمل يحوي الكثير من الرموز المتعددة ومن ضمنها رؤية عمان 2020 /2040 وهي رؤية تستهدف الأجيال الحالية والقادمة مما يتيح الاستمرار في عمليات بناء الإنسان والوطن معا من خلال الفكر المستنير لبناني نهضة عمان الحديثة طيب الله ثراه، ورسخ أساسها جلالة السلطان هيثم حفظة الله ورعاه ومن بين تلك الرموز الرائعة وجود طلاب العلم على الجانب الأيسر من اللوحة يحملون راية عمان ويعبرون عن ما تحقق من تنمية شاملة في جميع الأصعدة من خلال قيادة حكيمة ومستنيرة قادها المغفور له جلالة السلطان قابوس وسار على خطاها جلالة السلطان هيثم حفظه الله ورعاه. كما حدثنا الهنائي عن التحديات قائلا: من التحديات قلة وعي المجتمع بأهمية مادة الفنون التشكيلية، بالمقابل ترى أن الدول المتقدمة تدعم الفنان التشكيلي وتوفر له البيئة المناسبة لممارسة إبداعاته فتجد أن مادة الفنون التشكيلية تعتبر في الحقل التربوي هي مادة مهارية وغير أساسية حتى في بعض الصفوف هي مادة اختيارية وبالتالي فإن الطالب يعتبرها مادة مكملة للمواد الأخرى وليست ضرورية وقد يصل البعض إلى إهمال هذه المادة وعدم الاهتمام بإحضار أدواته الفنية بسبب أن لا يوجد بها رسوب، هذه الأسباب جميعها قد تؤدي الى فقد أهمية هذه المادة والتي تعتبر ركيزة أساسية في بناء الشعوب والتطور العمراني والتكنولوجي، ومن التحديات قلة المعارض وصالات العرض الفنية والدولية والمشاركات الفنية كلها أسبابا وتحديات تواجه الفنانين، ولكن مع مرور الوقت وكوني أعمل حاليا مشرف لمادة الفنون التشكيلية حاولت أجد عدة طرق سهله لنشر الفن التشكيلي من خلال بعض الممارسات الفنية وتوعية المجتمع منها الورش الفنية اثناء المناسبات الوطنية، كما تم تشكيل مجموعة فنية تعمل على تثقيف المجتمع المحلي حول أهمية الفن التشكيلي وعمل معارض فينة مختلفة بعضها مباشرة والأخرى افتراضية وفتح حسابات في برامج التواصل الاجتماعي حتى يصل الفن لأكبر شريحة ممكن بالمجتمع، كما تم التواصل مع مجموعة من الفنانين العمانيين وفنانين من خارج السلطنة للاستفادة من تجاربهم وأطروحاتهم الفنية المختلفة.