صحافة

بريطانيا تعيد الأطفال أيتام «داعش» من سوريا

كانت النهاية المأسوية لتنظيم داعش وبالاً ليس على مقاتليه الذين قتل بعضهم وسجن البعض الآخر، بل على نسائهم وأبنائهم الذين جاؤوا بهم من بلادهم أو ولدوا في سوريا وصاروا في عداد الأيتام. صحيفة «ديلي تليجراف» نشرت تقريرًا، كتبته جوزي اينسور حول إنقاذ وإخراج الأطفال البريطانيين الأيتام أبناء مقاتلي تنظيم داعش المحتجزين لدى الأكراد في سوريا وإعادتهم للوطن في وقت قريب دون الإفصاح عن هويتهم لأسباب أمنية. ونقلت الصحيفة عن دومينيك راب، وزير الخارجية البريطانية قوله: «هؤلاء الأطفال الأبرياء، اليتامى، لا ينبغي لهم أبدًا أن يتعرضوا لأهوال الحرب.. لقد سهلنا عودتهم إلى بلادهم، لأنه كان الشيء الصحيح الذي يجب القيام به. الآن يجب السماح لهم بالخصوصية ومنحهم الدعم للعودة إلى الحياة الطبيعية». وسبق أن رفضت بريطانيا عودة مواطنيها الداعشيين من سوريا، بل كانت قد ألغت جنسيتهم في بعض الحالات لإحباط عملية تسليمهم لبلادهم، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. غير أن الحكومة تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة، التي حثت الأعضاء الآخرين في التحالف الدولي ضد داعش على تحمل مسؤولية مواطنيها وتخفيف العبء عن قوات التحالف. وأوضحت الصحيفة أن هناك ما لا يقل عن سبعة رجال و25 امرأة بريطانيين، وأكثر من 60 طفلا محتجزون لدى القوات الديمقراطية السورية المدعومة من الغرب في السجون والمخيمات في شمال شرق سوريا. وذكرت الصحيفة أن هناك انقسامًا في الحكومة البريطانية بين وزيرة الداخلية بريتي باتيل، ووزير الدفاع بن والأس، ووزير الخارجية دومينيك راب حول كيفية إدارة إعادة أطفال داعش إلى وطنهم، فالثلاثة اتفقوا على عودة الأطفال الأيتام، لكن راب يريد مقاربة أكثر نشاطًا يعارضها الآخران. وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة المملكة المتحدة اتخذت أقوى خط رجعة على العائدين من مقاتلي تنظيم داعش أكثر من أي دولة أخرى في التحالف، حيث ستحاول إخضاعهم جميعًا لحكم القضاء، وأنها تمكنت فقط من مقاضاة 450 عادوا لبريطانيا من سوريا. ومن ناحية أخرى، رحبت منظمة إنقاذ الطفولة بأنباء إنقاذ أطفال داعش الأيتام، لكنها في الوقت نفسه حثت الحكومة على إعادة الأطفال الباقين الذين ما زالوا محاصرين في سوريا. ونقلت الصحيفة عن أليسون جريفين، رئيسة الحملات الإنسانية في المنظمة قولها: «اليوم تغير حكومة المملكة المتحدة حياة هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين مروا بأشياء فظيعة خارجة عن إرادتهم»، وأضافت: «سيكون لديهم الآن فرصة ثمينة للشفاء، ولديهم طفولة سعيدة والعيش حياة كاملة.. يجب أن نفخر بكل من عمل من أجل تحقيق ذلك». وذكرت جريفين أنه لا يزال هناك ما يصل إلى 60 طفلا بريطانيا أبرياء عالقين في ظروف مروعة، وسيبدأ فصل الشتاء ببرودته القاسية في سوريا قريبًا. وأعربت عن خوفها من أن هؤلاء الأطفال يمكن أن يستمروا تحت ظروف الطقس القاسية ولن يروا الربيع، لذلك يجب أن يتم إحضارهم جميعًا إلى منازلهم قبل فوات الأوان.