الأوكرانية:باريس تستقبل ساعِينَ إلى السلام
السبت / 16 / ربيع الثاني / 1441 هـ - 22:30 - السبت 14 ديسمبر 2019 22:30
برعاية فرنسية ألمانية رفيعة المستوى، عقدت في باريس في التاسع من ديسمبر الحالي قمة روسية - أوكرانية، تمَّ التأكيد خلالها أنَّ الحكومتين الروسية والأوكرانية، لديهما نية صادقة بإنهاء النزاع العسكري في شرق أوكرانيا.
في مستهل القمة، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوضع في أوكرانيا الشرقية بأنّه «جرح مفتوح في القارة الأوروبية».
بنتيجة هذه القمة، توافق الرئيسان الروسي والأوكراني على عقد لقاء تفاوضي ثانٍ في شهر مارس المقبل، كما توافقا على نزع تدريجي للسلاح من المنطقة وعلى تبادل للسجناء.
ووصفت صحف أوروبية عديدة كل تفاصيل اللقاء، وكيف جلس الرئيسان وجهًا لوجه وكيف لاحقتهما وبهرتهما أضواء آلات التصوير خاصة تلك التي وُجِّهت صوب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
صحف عديدة تساءلت عمّا كان يدور في رأس الممثل الفنان البالغ من العمر 41 عامًا وهو الَّذي أصبح رئيسًا لأوكرانيا وها هو يجلس حول طاولة مفاوضات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في قصر الإليزيه الرئاسي الفرنسي وهو محط اهتمام كلٍّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل؟ هذه المفاوضات الدقيقة تأتي بعد ثلاث سنوات من القطيعة، في محاولة أوروبية صرفة تهدف إلى إيجاد خارطة طريق تؤدَّي إلى إحلال سلام في الشرق الأوكراني الممزق والمتأثر بحرب عمرها ست سنوات، قتلت أكثر من ثلاثة عشر ألف شخص.
الملفت كان تأكيد كل الأطراف أن عقاد القمة هو تقدم بحد ذاته، لا بل انطلاقة جيدة صوب السلام المنشود، على الرغم من محدودية النتائج نسبة إلى ما كان متوقَّعا، لأن النتائج الفعلية انحصرت بالجوانب العسكرية والإنسانية المرتبطة بها، بينما تم تأجيل البحث بمسائل نزع سلاح الانفصاليين ومراقبة الحدود الشرقية لأوكرانيا.
نقلت صحف أوكرانية عديدة ما صدر عن المستشارة ميركل من قول حول ضرورة مراجعة بنود اتفاقية مينسك. بالإجمال نوَّهت صحف أوكرانيا بالاتفاق على تبادل لجميع الأسرى لدى الطرفين قبل نهاية العام الحالي. كما تم الاتفاق على نزع للسلاح وفك ارتباط عسكري في ثلاث نقاط حربية على الجبهة، في غضون ثلاثة أشهر، وتحديد مهلة ثلاثين يوما من أجل فتح معابر جديدة لأجل تسهيل تنقل المواطنين الأوكرانيين في، ومِن، وإلى مناطق الانفصاليين في دونتسك ولوهانسك. أمَّا بالنسبة لمهمة المراقبين الأمنيين العسكريين الأوروبيين الَّذين يراقبون وقف إطلاق النار، فكان ملفتا زيادة مهمتهم في فترات الليل لأن خروقات وقف إطلاق النار تحدث بمعظمها ليلا.