الأربعاء الماضي قدَّمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين، مجموعة من التدابير والاقتراحات التي ستسمح للاتحاد الأوروبي بأن يكون خاليًا تمامًا من انبعاث غاز الكربون بحلول عام 2050م. لأجل بلوغ هذا الهدف سيخصص الاتحاد الأوروبي مبلغا قدره مائة مليار يورو، وسيتم توفير هذا المبلغ قبل حلول عام 2030م. كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أنها تعتزم فرض «ضرائب كربون» على الواردات التي لا تلتزم بالمعايير الأوروبية الخاصة بمكافحة التغيُّر المناخي وحماية المناخ. يومية أن آر سي هاندلسبلادت الهولندية أثنت على عمل المفوضية الأوروبية الجديدة وكتبت أن عدم العمل لمكافحة التغير المناخي ستكون كلفته أكثر بكثير من مائة مليار يورو. إنَّ رئيسة المفوضية الأوروبية تطلق تحديا هائلا لأن دول الاتحاد الأوروبي قد تسير بسرعتين لتنفيذ هذه التدابير لا بل بسرعات متعددة. خلال العام الماضي، برهنت هولندا كم كانت صعبة عملية إقناع الناخبين والمواطنين بتدابير تهدف إلى حماية البيئة والمناخ. مع العلم أن التدابير التي اتخذتها الحكومة الهولندية كانت باكورة سلسلة من الإجراءات البيئية الصرفة. لا بد من الإشارة إلى أن الناخبين في مختلف بلدان أوروبا لا يملكون نظرة موحدة حول مشاكل البيئة والمناخ. أمَّا وقد طرحت وعممت رئيسة المفوضية الأوروبية مشروعها البيئي والمناخي الضخم، هذا يعني أن شؤون البيئة أخذت تعالج هذه الشؤون على كل المستويات بجدية كبيرة. بالطبع ستكون هذه التدابير مكلفة جدًا وصعبة وأحيانا مؤلمة، لكن لا بد من التنويه بما قالته رئيسة المفوضية الأوروبية بأنّ الكلفة ستكون أكبر بكثير إذا لم يتم البدء بالمشروع الأخضر الأوروبي الجديد منذ اليوم.