صحافة

تداعيات فوز المحافظين على المطالبة باستقلال اسكتلندا

لم يكن فوز حزب المحافظين في انتخابات يوم الخميس الماضي هو المفاجأة، لكن المفاجأة كانت في حصوله على أغلبية ساحقة لم يكن يتوقعها. وبجانب ذلك كانت هناك مفاجأة أخرى هي الفوز الكبير الذي حققه الحزب القومي الاسكتلندي SNP بزعامة الوزيرة الأولى الاسكتلندية نيكولا ستيرجيون، حيث عزز الاسكتلنديون وجودهم في مجلس العموم البريطاني بحصولهم على 48 مقعدا بزيادة 13 ليصبح حزبهم ثالث اكبر حزب بعدد أعضائه في البرلمان بعد حزبي المحافظين والعمال. وكان الحزب القومي الاسكتلندي وزعيمته نيكولا ستيرجيون، ومازال، وراء المطالبة باستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، حتى بعد أن فشل في تحقيق الاستقلال في استفتاء 2014. ولا شك ان النجاح الذي حققه الحزب القومي الاسكتلندي في الانتخابات الأخيرة سيدفع قيادته إلى المطالبة بالاستقلال مجددا. صحيفة «سكوتسمان» الاسكتلندية نشرت تقريرا كتبه كريس ميكول بعنوان «نيكولا ستيرجيون: بوريس جونسون ليس لديه تفويض بإخراج اسكتلندا من الاتحاد الأوروبي»، نقلت فيه عن ستيرجيون قولها: «لقد توقعت أننا سنبلي بلاء حسنا، لكن أعتقد أن النتائج التي نراها تفوق بكثير ما كنا نتوقعه». وأضافت: «لقد بعثت اسكتلندا برسالة واضحة للغاية، أنها لا تريد حكومة بوريس جونسون، ولا تريد مغادرة الاتحاد الأوروبي»، وأضافت: «النتائج في جميع أنحاء المملكة المتحدة محبطة لكنها تؤكد على أهمية أن اسكتلندا لديها خيار اجراء استفتاء ثان على الاستقلال». وذكرت الصحيفة أن الوطنيين الاسكتلنديين حققوا اكتساحا واضحا للدوائر الانتخابية في جلاسكو، كما حققوا مكاسب كبيرة في جميع أنحاء اسكتلندا، بما في ذلك مقعد زعيمة حزب الأحرار الديمقراطيين، جو سوينسون، في منطقة شرق دنبارتونشاير، ومقاعد اقتنصوها من حزب المحافظين نفسه. وقالت ستيرجيون ايضا «أوافق على انه ليس كل من صوت للحزب الوطني الاسكتلندي يوافق بالضرورة على استقلال اسكتلندا، ولكن ليس هناك تأييد واضح بأن اسكتلندا يجب أن تندمج مع حكومة بوريس جونسون لانفصالها عن الاتحاد الأوروبي ضد إرادتنا، يجب احترام هذا التفويض». وأعربت ستيرجيون عن رغبتها في بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. وقالت إن مقاطعة انجلترا ربما صوتت بطريقة معينة لتأييد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لذلك ربما يكون لبوريس جونسون تفويض لإخراج انجلترا من الاتحاد الأوروبي، لكن ليس له تفويض في إخراج اسكتلندا من الاتحاد الأوروبي. وختمت ستيرجيون بالقول انه يجب أن يكون لاسكتلندا الخيار على تحديد مستقبلها، وليس هناك وضوحا أكثر من هذا، إن اسكتلندا لا تريد خمس سنوات أخرى من حكومة بوريس جونسون، ولا تريد أن تفقد وضعها كدولة أوروبية. هذا الأمر يتعلق باختيارنا نحن، فليس لبوريس جونسون ان يقرر مستقبل اسكتلندا بل الشعب الاسكتلندي هو الذي يقرر مصيره بنفسه. وفي نفس السياق نشرت صحيفة «هيرالد» الاسكتلندية تقريرا كتبه ستيفن مكليكيني بعنوان «نيكولا ستيرجيون: بوريس جونسون ليس لديه تفويض لإخراج اسكتلندا من الاتحاد الاوروبي»، نقلت فيه الصحيفة عن ستيرجيون قولها: انها «لا تزال تخطط لطلب أمر بموجب المادة 30 مما يسمح لها بإجراء استفتاء ثان على الاستقلال الاسكتلندي». مشيرة إلى أن المحافظين في اسكتلندا الذين كانوا يعارضون خطتها للاستقلال حققوا نتيجة كارثية حيث فقدوا مقاعدهم أمام الحزب الوطني التقدمي، لذلك فهي غير مستعدة للحديث عن رفض جونسون لطلبها، فالشخص الذي يخسر الانتخابات، يحتم عليه النظام الديمقراطي أن يعيد النظر في موقفه. في إشارة إلى خسارة المحافظين مقاعدهم في اسكتلندا.