صحافة

الحياة الجديدة:معركة الاستيطان والتهويد في الأولوية الأولى

في زاوية مقالات كتب يحيى رباح مقالاً بعنوان: معركة الاستيطان والتهويد في الاولوية الاولى، جاء فيه: برغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترب خطوة اخرى نحو العزل، ورغم أن بنيامين نتانياهو ذهب مسافة ابعد نحو السقوط والخروج من الحياة السياسية الاسرائيلية الى غير رجعة، لكننا يجب أن نكون متأكدين أن كلا الرجلين ترامب وحليفه نتانياهو وصلا الى المسؤولية الأولى عند شعبيهما، لأنهما استطاعا خلال السنوات الماضية أن يعزفا بمهارة على الأوتار الأساسية. المكون الأساسي في أمريكا هو القوة المطلقة، والتقرير المنفرد لمصير العالم دون أدنى اعتبار لمصالح الآخرين أو حقوقهم او مقدساتهم باي درجة من الدرجات، فترامب حين صعد الى البيت الأبيض في نهاية عام 2016، صعد على رافعة البيض، وانه ضد المهاجرين (مع أن أمريكا الى آخرها مكونة من المهاجرين) وضد اتفاقيات المناخ، وضد التجارة العالمية الا بمقاييسهم، أما إسرائيل التي هي مجرد نقطة من هذا البحر، وهي حليفته الأولى، واداته التنفيذية الأولى، فإنه لا حياة لها الا بالاستيطان وأخذ أرض الآخرين بالقوة، والتهويد. ومن بين العلامات المضيئة كانت قوة الحق وقوة المعرفة وقوة التجربة المستمرة والمتجددة باستمرار التي امتلكتها القيادة الفلسطينية، وكانت الخلاصات، رغم مرارة الانقسام، ثباتا على الأرض، دقة الحسابات، الخروج نهائيا من معارك الآخرين، وتنمية الذات الوطنية الفلسطينية الى أقصى حد كل ذلك كان في مواجهة خطط التفكيك والاستهلاك والتركيع الذي انتج لاءات فلسطينية صلبة، لقيت التفافا عالميا. أما الخوف من المجهول الذي تطرحه أمريكا، والحذر من الخرافة الإسرائيلية التي لا تشبع، ضم الجولان برغم من ترامب، الغضب الى حد الصدمة من قرار العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني من استعادة الأرض المؤجرة في الباقورة والغمر، واعتبار الثوابث الفلسطينية ثوابت أردنية وعربية وعالمية لأنها صلب القانون الدولي، وركيزة الشرعية الدولية، ومن حسن طالعنا ان هذا الصراع المكشوف، مع بروز أدوار كبيرة لقوة كبيرة في العالم، مثل الصين التي جعلت ترامب يضرب رأسه في الصخر ألف مرة بلا فائدة سوى الاعتراف بمجالها الحيوي. الاستيطان والتهويد يجري هذه الأيام بسرعة جنونية، لماذا، لأن الثقة باستمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل تتزعزع، فترامب أصبح مثيرا لليأس حتى في أمريكا، وسقوطه مرجحا، واسرائيل تريد أن تفرض الاستيطان والتهويد كأمر واقع حتى يكون التراجع عنها صعبا، والأمور تندفع بقوة الى ميدان المواجهة، ويجب أن نحصن انفسنا من الفراغات التي يدخل منها الشر، وبلا شك ان الانتخابات هي من الموضوعات التي تقفز الى مستوى الضرورة والأولوية، وبالتالي فإن الرهانات السابقة التي كانت تغري البعض ثبت ان لا مكان ولا جدية لها، يجب أن نكون في قمة الاستعداد والأهلية للمعركة ضد الاستيطان والتهويد، نحن أهل الأرض وأدرى بشعابها، وتجربتنا تعطينا الافضلية في خوض المعركة رغم جسامة التضحيات، ونحن بأملنا قادمون، واعداؤنا بخرافاتهم وتحالفاتهم الموبوءة ذاهبون، ومن حقنا أن يكون النصر في صفنا في هذه المعركة.