الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تسخّر الإمكانيات وتطمح إلى تحقيق دعم أكبر للكاتب العماني
الثلاثاء / 4 / جمادى الأولى / 1441 هـ - 22:30 - الثلاثاء 31 ديسمبر 2019 22:30
يغيب أعضاؤها عن التفاعل والتواصل -
استطلاع - بشاير السليمية -
سعت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء منذ إنشائها إلى تفعيل الحركة الثقافية ودعم الإبداع العماني من خلال ما تقوم به من فعاليات ومناشط ثقافية وورش في الكتابة والنقد وغيرها، إضافة إلى جوائز منها جائزة الإبداع الثقافي الداعمة للكاتب والكتاب في آن معا وفي خمسة مجالات سنويا ضمن أفضل إصدار، والإصدارات التي تقدمها الجمعية سنويا، حيث قدمت الجمعية هذا العام 30 إصدارا، وفي المجمل تكون الجمعية قد قدمت أكثر من 150 إصدارا حرصا منها على نشر وتسويق الكتاب العماني.
ولأننا اليوم في أول أيام العام 2020، توقفنا مع الجمعية ممثلة بأمين السر خلفان الزيدي، وبعض من أعضائها ومتابعيها لنتفحّص عن قرب ما تواجهه الجمعية من صعوبات وما تطمح إليه في قادم الوقت، كما توقفنا مع عدد من الكتاب والأدباء حول رأيهم بما تقيمه الجمعية من فعاليات ومناشط، وما يطمحون إليه من خلالها كونها البيت الثقافي الذي يجمعهم في مكان واحد.
الزيدي: المتتبع لأنشطة الجمعية وفعالياتها يجد الشمولية والتوزيع الجغرافي
خلفان الزيدي:
حول سؤال الصعوبات التي تواجهها الجمعية من نواحٍ مختلفة قال الزيدي أمين سر الجمعية: «لا أعتقد أن هناك أي عمل يخلو من هذه الصعوبات، فالجمعية حالها حال جمعيات المجتمع المدني تواجه بعض الصعوبات والإشكاليات في المادة، لكن هناك الكثير من الطموحات، ونقف في كثير منها مكتوفي الأيدي؛ نتيجة عدم توفر المادة، ونطمح إلى تحقيق إفادة ودعم أكبر للكاتب العماني، ونشر الكتاب العماني وإقامة فعاليات نوعية، والخروج أيضا بهذه الفعاليات إلى آفاق أرحب، وفتح فروع أوسع وأكثر، لكن نقف أمام هذه المادة، وكما أشرت يبقى الدعم السخي والكريم من لدن مولانا صاحب الجلالة هو العصب والمحرك الأساسي لهذه الجمعية، وطبعا نواجه صعوبات من القطاع الخاص؛ بسبب عزوفه عن دعم أنشطة الجمعية وفعالياتها، وبشكل عام فإن الثقافة بعيدة عن اهتمامات القطاع الخاص، ومن الصعوبات التي نواجهها تعدد واتساع رقعة الأدباء بحيث يصعب الوصول إلى كل منهم واستقطابه، وربما مركزية المقر الرئيسي».
وتابع: «فتحنا الآن فرعين في محافظتي البريمي وظفار، وننوي أن نفتح الفرع الثالث في محافظة الظاهرة بولاية عبري، وتحويل أسرة كتاب الظاهرة إلى فرع للجمعية يقوم بأنشطة وفعاليات حاله كحال الفرع الرئيسي وفرعي الجمعية في البريمي وظفار، أيضا عزوف بعض الكتاب والمثقفين وأعضاء الجمعية عن التفاعل والتواصل وانتظارهم لمبادرة الجمعية، وذكرت أن بإمكانياتها المحدودة قد لا تستطيع الإيفاء بكل التزاماتها، وأيضا أن تقوم بكل هذا التواصل مع الكتاب، فالكتاب مطالبون أن يكونوا مع الجمعية ويتواصلوا معها، ويدعموا أنشطتها ويساهموا في برمجة الفعاليات والأنشطة التي يمكن أن تقيمها بين الحين والآخر، ونأمل مرونة أكثر في التعامل مع الجمعية العمانية الكتاب والأدباء، وأن نرى القانون الجديد للجمعيات حيز التطبيق؛ لأنه قد يستجيب للكثير من للرؤى والطموحات التي تنقل هذه المؤسسات إلى آفاق أرحب، وإلى أداء رسالتها وتحقيق أهدافها بشكل أسرع».
وفي سؤال عن المدى الذي حققت الجمعية من خلاله أن تكون إطارا ملائما للمبدع عبر توفير السبل والآفاق والمتنفس لترجمة الأفكار والمشروعات والهواجس الإبداعية، أجاب: «إجابة هذا السؤال تحيلنا إلى متابعة مسار ومسيرة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء منذ إنشائها في أكتوبر 2006 وحتى يومنا هذا والمتتبع لأنشطة الجمعية وفعالياتها يجد الشمولية والتوزيع الجغرافي على ولايات السلطنة واستقطاب أكبر عدد من الكتاب والأدباء في مختلف المجالات وإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة ومجالات دعم الكاتب من تنظيم جائزة الإبداع الثقافي، إلى دعم الإصدارات العمانية ونشرها، وأيضا المشاركة في المحافل والفعاليات المحلية والدولية. وأعتقد أن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بإمكانياتها ومواردها المتواضعة حققت الكثير والكثير وهنا يجب أن نشير إلى أن العصب الأساس لميزانية الجمعية والمورد الأساسي والمهم لهذه الأنشطة هو الدعم الكريم من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- هذا الدعم السنوي الذي يبلغ 100000 ريال عماني يغطي فعاليات الجمعية وأنشطتها المختلفة وكل ما تحتاجه الجمعية في تحقيق أهدافها فالجمعية حققت الكثير وتطمح للأكثر».
وحول قراءة الجمعية لمدى رضا منتسبيها حول فعالياتها المقامة، قال: «رضا الناس غاية لا تدرك، ومن الصعب إرضاء الجميع، هناك من يرضى عن هذه الفعالية ويشيد بها وهناك من لا يرضى عنها والمسألة متفاوتة ولكننا في الغالب راضون عن الفعاليات التي أقمناها بحسب إمكانياتنا، ونجد أنه لا بأس بها وبتنوعها إلى حد كبير، وهناك تنوع واختلاف في الأسماء المشاركة، لا نكرس اسما على اسم، ولا نستهدف مجالا على آخر، وأملنا أن يكون منتسبو الجمعية وأعضاؤها راضين عنها وإذا ما وجدت أي ملاحظة نتقبلها بصدر رحب ونسعى إلى تحقيقها وتطوير أنفسنا وهذا الكيان ليحقق ما نصبو إليه جميعا».
الرحبي: من الصعب تقييم أداء جمعية إذا لم يكن أعضاؤها فاعلين في المشهد ككل
محمد سيف الرحبي:
من الصعب تقييم أداء الجمعية إذا لم يكن أعضاؤها فاعلين في المشهد ككل، ولذا فلا أكون منصفا إذا تحدثت عن جمعية الكتاب والفعاليات التي تقيمها منتقدا أو مدعيا أن هناك تقصيرا ما.
وصفها بالتنوع والثراء أو غياب ذلك عنها أجده نسبيا، وسنختلف عليه كثيرا، فالعمل دوما حسب الإمكانيات والظروف والمهم تفاعل الأعضاء معها. ليس بالحضور فقط، ولكن بالكلمة التي تضيف لما يقدمه أعضاء مجلس الإدارة.
شخصيا ضد أن تتنافس قائمتان فنجد أن التي لم تفز تبتعد عن الجمعية بنحو ١٢ اسما كانوا سيمثلون إضافة حقيقية للعمل داخل هذا البيت الأدبي.
النعماني: جمعية تضم أكثر من 300 عضو ولا يحضر فعالياتها سوى قلة
يونس النعماني
المتابع لأنشطة وفعاليات الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء يلحظ أن ثمة تنوعا في مجالات المعرفة والثقافة، وإن كانت الأنشطة والفعاليات الأدبية تحظى بنصيب الأسد، إلا أن اللجان الفرعية مثل لجنة الفكر ولجنة التاريخ تقوم بدورها كذلك في سبيل إظهار التنوع الإثرائي للجمعية.
وهنا لعلني أتساءل هل هناك حلقة ضائعة بين الجمعية العمانية للكتاب والأدباء والمتابعين والجمهور؟ حيث نلاحظ قلة الحضور في الفعاليات التي تقام، وهذا لا يرقى لمستوى الطموح، وهنا علينا أولا كأعضاء في الجمعية أن نبحث في الأسباب، وعلى إدارة الجمعية أن تبحث كذلك عن الأسباب لتجد الحلول، فلا يعقل أن يكون بالجمعية أكثر من 300 عضو لا يحضر منهم سوى قلة قليلة.
السيابي: نطمح لزيادة مساحة عطاء وخدمات الجمعية للمثقف
سعيد السيابي
ما نطمح إليه ككتاب وأعضاء أن يتم تفعيل جانبين مهمين في هذه الجمعية وهما: زيادة مساحة عطائها والخدمات التي تقدمها للمثقف العماني، وأول النقاط المهمة التي يجب التركيز عليها هو الجانب الإعلامي وتحديدا حساباتها في المنصات الإعلامية وألا يتوقف الدور على التغطيات بل أن تكون حسابات تفاعلية والتعريف بأحدث الإصدارات والكتاب وإبراز ذلك، لأن أنشطة الجمعية متقطعة وعلى فترات، فيجب أن تغذى هذه الفترات بتنشيط النشر في هذه الحسابات.
الربيعي: لو قارنّا نشاط الجمعية ببقيّة الجمعيّات لوجدناها الأنشط
عبدالرزاق الربيعي
لو قارنّا نشاط الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء ببقيّة الجمعيّات من مؤسسات المجتمع المدني، لوجدناها الأنشط، فلديها برنامج واضح، وفعاليات مستمرة، ومشاركات داخلية، وخارجيّة، وحضور في المناسبات الثقافيّة، وانفتاح على المجتمع، ودعم للأدباء الشباب، وقد دأبت على إتاحة المجال لهم بالمشاركة في أنشطتها بمسقط أو خارجها.
انطلاقا من واقع الإنجازات الحالية المتمثّلة بطباعة الكتب، وزيادة عدد أعضاء الجمعيّة الذين بلغ عددهم أكثر من ٦٢٠ عضوا، وزيادة فروع الجمعية (في البريمي، وصلالة، وأسرة كتّاب، وأدباء منطقة الظاهرة)، وتنشيط علاقاتها في الخارج، والداخل، وحضورها في المجتمع العماني، وتقدير المجتمع لدورها، والتكريمات والمسابقات من خلال جائزة الإبداع الثقافي والحلقات التثقيفية للأطفال، والكبار، وغيرها من الأنشطة، والفعاليّات، كلّها مؤشّرات على طموح قادم قد تنجزه الإدارات القادمة.
وهذا ما نأمله باعتبارنا أعضاء في الجمعية، ومتابعين للحراك الثقافي ودور الجمعيّة فيه، نتمنى لها المزيد من العمل الدؤوب خدمة للحراك الثقافي.