عمان اليوم

مشاريع بحثية عُمانية تثبت قدرة بعض النباتات على مكافحة بعض الأمراض المتعلقة بالإنسان والحيوان

1414167
 
1414167
أكثر من 20 دراسة تناولت مركبات طبيعية وعطرية لنباتات بفريق بحث محلي - كتبت- مُزنة الفهدية - كشفت بعض الدراسات البحثية قدرة المركبات الطبيعية المستخلصة من بعض النباتات العمانية المنتقاة على التأثير الفعّال لتثبيط نمو بعض الكائنات الحية الدقيقة المستزرعة، تم ذلك من خلال تحليل المركبات الكيميائية الطبيعية الموجودة أولا في بعض النباتات العمانية والأحياء البحرية التي تتم دراستها وعمل مستخلصات متعددة بهدف تقييمها مختبريا من التقييم الحيوي، وأثبتت الدراسات المخبرية على قدرة هذه المستخلصات الطبيعية على تثبيط النمو والقضاء على بعض الكائنات الدقيقة المتعلقة بأمراض الإنتاج الزراعي وما بعد الحصاد، وكذلك الطفيليات المتعلقة بالغذاء، وأيضا المتعلقة بالصحة العامة للإنسان والحيوان. وقال الدكتور جمال بن ناصر الصباحي مسؤول المختبر المركزي بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس أنه «تم نشر (12) دراسة بحثية تتعلق بالوصف الكيميائي لبعض النباتات العمانية وتأثير المستخلصات النباتية على بعض الأنواع من البكتيريا المسببة للأمراض، كما أن هناك ما لا يقل عن (20) دراسة بحثية تهتم بدراسة المركبات الطبيعية والمركبات العطرية لبعض النباتات العمانية،». واعرب عن أمله في إقامة معهد بحثي يتعلق بدراسة النباتات العمانية دراسة مستفيضة يشمل دراسة التنوع الكيميائي والتقييم الحيوي وعمل قاعدة بيانات لها والمساهمة في رفد الساحة العلمية بالمنشورات المتخصصة في هذا المجال. نتائج المشروع وأكد الصباحي أن أحد المشاريع البحثية المقامة مع جامعة نزوى أثبتت أن الزيت العطري المستخلص من أوراق الجوافة أظهر نشاطًا كبيرًا ضد عدد من السلالات البكتيرية التي تم اختبارها، بالإضافة إلى دراسة بحثية بالتعاون مع كلية عمان الطبية عن قدرة الزيوت العطرية المكونة لقشر الليمون، والتي أظهرت وجود أنشطة معتدلة مضادة للأكسدة ومضادة للبكتيريا. كما تم اختبار الزيت العطري لشجرة الياسمين كمضاد بكتيري على 11 من سلالات البكتيريا والذي أثبت أن هناك تثبيطًا كبيرًا ضد سبعة منها، ومعتدلا ضد اثنين من البكتيريا. تم هذا المشروع البحثي بالتعاون مع قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس والدكتور سوكومار من جامعة سافيثا بالهند. وأضاف ان إحدى الدراسات أثبتت قدرة زيت اللبان في القضاء على بعض الخلايا السرطانية مخبريا، كذلك تم عمل دراسة للزيوت العطرية لثلاثة أنواع من الزيوت العطرية المستخرجة من القرنفل والتي أثبتت نجاحا متميزا ضد عدد من سلالات البكتيريا، وأثبتت إحدى الدراسات قدرة المستخلص الطبيعي لنبتة الزموتا ذات الصفة العطرية على القضاء على أنواع مختلفة من البكتيريا التي تم اختبارها، وفي إحدى الدراسات البحثية مع قسم علوم المحاصيل أثبت الفريق البحثي قدرة الزيت العطري المستخلص من الريحان على تثبيط فاعل لعدد من أنواع البكتيريا، ويمكن لهذا الصنف من الريحان أن يكون مفيدا جدًا للجوانب الطبية. وتم عمل دراسة بحثية مع قسم العلوم البحرية والسمكية في كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس حول قدرة المستخلصات الطبيعية للمرجان الناعم على تثبيط عمل عدد من المستزرعات البكتيرية المتعلقة بالتراكمات الحيوية البحرية على المعدات والإنشاءات الصناعية التي تقام في النطاقات البحرية والتي تمثل هاجسا كبيرا نظرا لكلفة المعالجة والاستنزاف الكبير للوقود بالنسبة للسفن إضافة إلى التلوث البيئي. مراحل هذه المشاريع وأشار الدكتور الصباحي إلى أن مراحل هذه المشاريع يتمّ تقسيمها إلى قسمين القسم الأول هو جانب التحليل الكيميائي ومعرفة المركبات الفعالة وفصل المركبات عن طريق استخدام التقنيات التحليلية المتعددة للتعرف على المركبات الطبيعية المتواجدة ومقارنة هذه النتائج بالنتائج المرجعية التي تم التوصل إليها، وفي القسم الثاني يتم تطبيق تأثير هذه المستخلصات الطبيعية أو المركبات النقية التي تم فصلها على الكائنات الحية الدقيقة المراد اختبارها. خطوات العمل وحول آلية وخطوات المشروع أوضح الدكتور جمال أنه في البداية تم تحديد نوعية النباتات البرية أو الكائنات البحرية، ثم تحديد الجزء من النبات الذي ستقوم عليه الدراسة، كذلك تم تحديد المستخلص الطبيعي، الذي إما أن يكون على صورة زيت عطري من خلال العثور عليه من النباتات العطرية المتوافرة في البيئة المحلية أو من خلال عمل المستخلصات المتعددة من تلك النباتات أو الأحياء البحرية وذلك باستخدام مذيبات متعددة، بعد ذلك عملنا على استخدام ألواح الفصل البسيطة مثل الكروماتوجرافيا الورقية أو كروماتوجرافيا الطبقة الرقيقة أو عمود الفصل الكروماتوجرافي، إضافة إلى ذلك تم تحليل المركبات الموجودة في هذه المستخلصات الطبيعية من خلال استخدام الأجهزة المتقدمة مثل جهاز الفصل الكروماتوجرافي المرتبط بمستشعر الطيف الكتلي للمواد الطيارة وشبه الطيارة أو جهاز الفصل الكروماتوجرافي السائل المرتبط بمستشعر الطيف الكتلي للمواد غير الطيارة، واستخدام جهاز تحليل المركبات بالأشعة تحت الحمراء، وبعد ذلك تمّ استخدام جهاز الرنين المغناطيسي النووي الطيفي لتحليل المركبات النقية، ويسمى هذا الشق من علم الكيمياء بعلم كيمياء المركبات الطبيعية، وفي العادة يتم تطبيق هذه المستخلصات على بعض الكائنات الحية الدقيقة. الجدير بالذكر أن السلطنة تزخر بالتنوع الأحيائي من النباتات والكائنات الحية والكائنات الدقيقة، وتملك أكثر من (1200) نوع من النباتات، و (1200) نوع من الأسماك، وأكثر من (318) نوعا من الفطريات و 320 نوعا من النباتات البحرية، و(130) نوعا من الشعب المرجانية بالإضافة إلى (530) نوعا من الطيور ، وإرث معرفي تقليدي موغل في القدم حول استخدام بعض النباتات العمانية في الطب الشعبي التي توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل تم تدوين بعض في المخطوطات والكتب التاريخية العمانية والتي تحتاج إلى تسليط الضوء من قبل الباحثين والمهتمين بهذا الإرث الكبير، وذلك حسب ما جاء في نشرة إضاءات علمية العدد 25 التي يصدرها مجلس البحث العلمي.