إشراقات

الأعمال الإنسانية وبناء الفكر والعقيدة الإسلامية.. أبرز اهتمامات الفقيد الراحل

1419690
 
1419690
سنة الله في خلقه تقتضي الانتقال من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية - كتب: ســـــالم بن حمدان الحسيني - جرت سنة الله في خلقه أن ينتقلوا من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية ولا يشذّ عن هذا أحد، فجميع خلق الله لهم أعمار معدودة وأنفاس محدودة، وجلالة السلطان قابوس -طيّب الله ثراه- تشهد له آثاره الحسنة ما قدمه لوطنه وشعبه من تضحيات جسام، وقد خلّف تركة ثقيلة تحتاج إلى قوة وعزيمة للمحافظة عليها والبناء عليها كذلك.. وما أكده جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- السير على خطى السلطان الراحل يزيدنا قوة وطمأنينة برسوخ السياسة العمانية ومبادئها، فقد وصلنا إلى مرحلة من التطور لا يجوز لنا أن نفرّط فيها بل ولا أن نقف عندها، فالعالم في تطور وتقدم لا يرحم الواقفين، فضلا عن المتأخرين.. ذلك ما أكده فضيلة الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين الفتوى بمكتب الإفتاء، الذي أشار إلى وجوب استشعار نعم الخالق عز وجلّ ومقابلتها بالشكر، وذلك بعمارة الوطن وعبادة الله تعالى وطاعته، والابتعاد عن غضبه وسخطه. كما أشار سماحة الشيخ أبوبكر أحمد مفتي الهند إلى أن الأثر الكبير الذي تركه المغفور له في مجالات العمل الديني والإنساني والخيري والتنموي يبقى خالدا في قلوب الملايين مشيرا إلى أنه أصدر توجيهه إلى أئمة المساجد والمدارس الدينية في الهند بإقامة مجالس الدعاء وتلاوة القرآن لروح المغفور له بإذن الله تعالى الذي أبكى فراقه أبناء السلطنة والعالم أجمع، معددا بعض محامده ومناقبه - غفر الله له - الذي قاد البلاد نحو التقدم والنماء ووحّد كلمة الشعب على مدى نصف قرن من الزمان.. المزيد من ذلك نقرأه في اللقاء التالي: محامد فقيد الوطن وتضحياته وآثاره الحسنة تبقى محفورة في ذاكرة الزمن  - بداية يحدثنا فضيلة الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين فتوى بمكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية عن هذا الخطب الجلل الذي أحزن عمان من أقصاها إلى أقصاها فيقول: جرت سنة الله في خلقه أن ينتقلوا من هذه الدار إلى الدارة الآخرة ولا يشذّ عن هذا أحد، فأنبياء الله ورسله، وخلفاؤه في خلقه وجميع خلقه لهم أعمار معدودة وأنفاس محدودة قال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)، وليست العبرة في السنين التي يعيشها الإنسان في هذه الحياة، وإنما العبرة بالآثار التي يخلّفها من بعده، قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)، وجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه ممن تشهد له آثاره الحسنة لما قدمه لهذا الوطن ولشعبه من التضحيات الجسام التي قام بها وقد خلّف تركة ثقيلة تحتاج إلى قوة عزيمة للمحافظة عليها والبناء عليها كذلك. وسلطان البلاد الحالي جلالة السلطان هيثم بن طارق -نسأل الله عزّ وجلّ أن يجعله خير خلف لخير سلف، وأن يبني على ما بنى عليه سلطاننا الراحل من تشييد وحضارة وقوة علاقات- أعلنها جلالته في الخطاب الأول الذي أعقب تنصيبه سلطانا على البلاد خلفا لجلالة السلطان قابوس وهذا مما يزيدنا قوة وطمأنينة إلى رسوخ السياسة العمانية ومبادئها. وأشار إلى أن جلالة السلطان قابوس - طيب الله ثراه - رجل كتب الله له المحبة في نفوس الناس وفي نفوس شعبه فالكل متألم وحزين لفراقه ولكننا في الوقت نفسه راضون بقضاء الله مستسلمون لحكمه لعلمنا بأن ذلك مصير كل حي وما نشاهده من مظاهر الحزن في كل بيت قد يكون مؤشرا ما لهذا الرجل من خير وفضل فان الله عزّ وجلّ يلقي محبة من شاء من عباده في قلوب من شاء وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وقد رأينا كيف تفاعل العالم كله مع فقد جلالة السلطان قابوس الذي ترك فقده جرحا في نفس من يعرفه ومن لا يعرفه، فقد اخرج عمان إلى عالم الظهور وقوّى علاقاتها وصداقاتها بجميع الدول والشعوب، فلا تكاد توجد منظمة عالمية إلا والسلطنة منضمة إليها ومتفاعلة معها مادام يرجى من ورائها خير ونفع للبشرية والإنسانية جمعاء، وليت كل الحكام والملوك يملكون من الحنكة السياسية والقدرة على إدارة الأمور وضبط النفس ما كان يملكه سلطاننا الراحل طيب الله ثراه، فقد كان نموذجا لحصافة الرأي وحسن التعامل واحترام الآخر وعدم التدخل في خصوصيات الآخرين. عمان تتجاوز الأزمة وأضاف قائلا: كما حرص جلالته على عدم قطع الصلات مع جميع الشعوب والأمم حتى في الوقت الذي أعلن من أعلن فيه المقاطعة لها، فمصر في عهد السادات قاطعها كثير من العرب إلا أن جلالة السلطان رفض ذلك وأبقى العلاقة مع جمهورية مصر العربية مفتوحة وعندما حدث ما عُرف بالربيع العربي وتغيّرت السياسات في كثير من الدول بقيت عمان على علاقة قوية مع الجميع، وقُـل مثل ذلك ما حدث في الأزمة العراقية الإيرانية أو العراقية الكويتية ولا زال إخواننا من الكويت يذكرون المواقف العظيمة التي وقفها جلالته معهم بكل أخوة وإنسانية عندما فتح عمان لهم وقدم لهم كل ما يمكن تقديمه، مشيرا إلى أن مما يثلج النفس أيضا الانتقال السلس للحكم بعدما راود كثير من المتشائمين قدرة عمان على تجاوز هذه الأزمة بسهولة، ولربما ظنوا أنها ستكون سببا للانشقاق والانقسام أو لاختيار السلطان المناسب فأذهلهم ما وقع، فلم يكن بين إعلان وفاة السلطان وتعيين السلطان الجديد إلا أقل من ساعتين، وهذه ظاهرة لا تكاد تتكرر في بلد إلا في عمان من حيث قوتها الحضارية وما يتسم بها شعبها وقيادتها من حكمة وحنكة وتعقّـل ونظرة مستقبلية وبُعد عن كل ما يؤدي إلى الخلاف أو الشقاق، وقد صاحبت فترة مرض جلالة السلطان الأخيرة موجة عاتية من الإشاعات المغرضة وتدخل ما يعرف بالذباب الإلكتروني ظانين أنهم سينجحون في زرع القلاقل والاضطرابات في عمان، ولكن تلك الإشاعات لم تزد العمانيين إلا قوة وصلابة وإدراكا للمسؤولية العظيمة التي توجب عليهم الاتحاد والتعاون أخذا بتعاليم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- الآمرين بالاعتصام والوحدة والمحذرين من التفرق والاختلاف وقد كان جلالة السلطان الراحل - طيب الله ثراه - دائما ما يسمعنا ما يدعو إليه القرآن من الوحدة والاجتماع ولمّ الشمل. عمان التاريخ والبناء وأوضح الصوافي قائلا: والواجب علينا أن تزيدنا هذه الأحداث قوة والتفافا حول القيادة الجديدة من أجل التعمير والتشييد والبناء فان الأوطان لا تقوم إلا بسواعد أبنائها وبناتها، فعندما يوجد الإخلاص والتفاني والعمل الدؤوب المشترك المنظم تؤتي الأعمال ثمارها ويتحقق للشعوب ما تصبو إليه، قال الله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، موضحا أننا وصلنا إلى مرحلة من التطور لا يجوز لنا أن نفرّط فيها بل ولا أن نقف عندها، وإنما علينا أن نجعلها أساسا نبني عليه، فإن العالم في تطور وتقدم لا يرحم معه الواقفين، فضلا عن المتأخرين، كما علينا أن نشكر الله عز وجل على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة حيث أكرمنا بهذا الوطن الذي يتمتع بكل المقومات التي تحتاج إليها الأوطان فعمان بحمد الله تملك تاريخا موغلا في القدم مليئا بالتضحيات والبطولات، كما أنها قدمت نماذج متعددة للحكام ذوي الحكمة والحنكة السياسية على مختلف القرون والعصور، فأهّلها ذلك لأن تنال ثناء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثناء خلفائه الراشدين من بعده، كما استعصت عمان على كل غزو خارجي أراد أن يتوغل إليها فقد انكسرت على أبوابها رماح الأموية والعباسية التي حاولت أن تخضع عمان كما فشل المغول والقرامطة والبرتغاليون من بعدهم، بل إن عمان لم تكتف بحماية نفسها منهم وإنما طردتهم من الخليج والمحيط حتى أن الدول الأخرى كانت تستنجد بها للحماية، كما وقع ذلك في عهد الإمام المؤسس للدولة البوسعيدية أحمد بن سعيد، وفي عهد السلطان الراحل قابوس - طيّب الله ثراه -تصدى بكل قوة وبسالة للشيوعية التي كانت أكبر خطر يهدد العالم في بداية السبعينات لما تحمله من أفكار الإلحاد والفتك بالشعوب والقتل بدم بارد، إلا انه تجلّد لها وأعانه الله عليها فالحمد لله كثيرا. فالواجب علينا أن نستشعر هذه النعم كلها وأن نقابلها بالشكر، والشكر لا يكون كلمات تردد بالألسنة فحسب وإنما بعمارة هذا الوطن بعبادة الله تعالى وطاعته، والابتعاد عن كل ما يسبب غضبه وسخطه وزوال نعمته فان الله عزّ وجلّ يقول: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، فشكر النعم والاعتراف للمنعم بها سبب لزيادتها ونموها وأما كفرها ونسيان المنعم فإن ذلك يؤدي إلى ذهابها وزوالها، ولنتأمل في الدول الكثيرة التي كانت تملك رصيدا ضخما من الحضارة والتاريخ والقوة المالية والعسكرية عندما أصابها الغرور ونسيت نعم الله وشاع فيها الفساد والمجون كان ذلك سببا من أسباب حلول البلاء والكوارث بها.. مبينا أن خير ما يحفظ وطننا تمسكنا بديننا وارتباطنا بربنا ثم بعد ذلك اتحادنا واجتماعنا وعملنا بكل تفان لخدمة هذا الوطن الغالي فالنفوس ذاهبة والأوطان باقية. نحذر من الأفكار الدخيلة وأكد فضيلته قائلا: وعلينا كذلك أن نحذر من الأفكار الدخيلة التي أصبحت تسوّق عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة وقد تصاغ بصورة فيها شيء من الخداع أو الكلام المعسول (ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب)، مبينا انه عندما يوجد لدى البعض اقتراحات أو ملاحظات وانتقادات فعليه أن يقدمها بالطرق القانونية المشروعة، وذلك هو المطلوب فان من لا ينقد ذاته لا يستطيع تصحيح أخطائه، لكن هذا النقد لابد أن يكون نقدا موضوعيا هادفا وأن نسلك الطرق الصحيحة لإيصال هذا النقد إلى الجهات المختصة متجنبين التشهير أو إثارة الرأي العام وكل ما من شأنه أن يعود بالضرر على المجتمع أو المواطنين، ولنعلم أن ما لا يدرك كله لا يترك جله، وأن البشر مهما علوا عرضة للخطأ فلا تغرّنا بعض الشعارات البرّاقة التي قد تدفع ببعض الشباب إلى التحمس الزائد والاندفاع غير المحسوب العواقب مما يكون نتائجه بعكس ما هم يتوقعون. تبكيه الأعمال الإنسانية من جانبه أعرب الشيخ أبوبكر أحمد -مفتي جمهورية الهند ورئيس جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية- الذي تواصل معنا معبرا عن حزنه العميق مع سماعه الخبر الحزين ذاكرا مناقب ومحامد فقيد الوطن الغالي السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور عليه رحمة الله حيث قال: بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن وعظيم الأسى نتقدم نحن أهل الهند وجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بأحر التعازي وصادق المواساة إلى أبناء السلطنة حكومة وشعبا في وفاة المغفور له بإذن الله صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -تغمده الله الكريم بواسع رحمته ومغفرته وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا- مشيرا إلى أن رحمة الله عليه كما يعرف عنه الكثير من الناس، ليس أبا لأبناء السلطنة فقط بل كان أبا لكل المقيمين على أرضها على السواء.. كما كان ملتزما التزاما تاما بتحقيق رفاهيتهم وجلب السعادة لكل من يسكن ويعمل فيها وأن الأثر الكبير الذي تركه المغفور له -طيّب الله ثراه- في مجالات العمل الديني والإنساني والخيري والتنموي يبقى عاليا وخالدا في قلوب الملايين ومثمرا ومنيرا له في ظلمات القبر وفي بطن الأرض. نسأل الله أن يغفر الله له ويرحمه ويكرمه بكرامته وإحسانه يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وأكد سماحة الشيخ مفتي جمهورية الهند أنه تم إصدار التوجيه إلى جميع أئمة المساجد والمدارس الدينية في الهند، أن تقام مجالس الدعاء وتلاوة القرآن لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور عليه رحمة الله تعالى. وأضاف: لقد فاجأنا فراق فقيد الأمة العربية والإسلامية جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - وأبكى فراقه أبناء السلطنة كما أبكى العالم أجمع شرقه وغربه لأن الفقيد -رحمه الله- بنى بلدا مثاليا ترتادها الأمم من كل أنحاء المعمورة مع اختلاف جنسياتهم ولغاتهم وثقافاتهم وتنوع دياناتهم حتى صارت سلطنة عمان مأوى وملجأ للفقراء والمساكين من دول العالم، كما احتضن الوالد - المغفور له بإذن الله - أبناء وطنه وقاد بلاده بقيادته الحكيمة إلى التقدم والرخاء والنماء ووحّد كلمتهم وصفوفهم تحت مظلة واحدة دون نزاع ولا شقاق فاصطفوا حوله صفا واحدا على مدى نصف قرن من الزمن. وأضاف سماحته قائلا: لقد قمت بعدة زيارات إلى كثير من البلدان والدول ولم أجد دولة تتمتع بهذا الهدوء والأمان والسلامة والاطمئنان والتطور والتجديد دون المساس بالتراث مع وجود الملايين من البشر مواطنين وأجانب مع اختلاف الديانات والمذاهب ولا شك أن هذه الكرامة يرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى المغفور له، فلا نرى لمثل هذا شبيها ولا مثيلا في العالم اجمع، إضافة إلى ما قام به من دور بارز في بناء السلطنة وتطوير مواردها واستثمار ثرواتها وترقية أبنائها علميا واقتصاديا وثقافيا. إضافة إلى أن المغفور له بإذن الله كان له الدور البارز في الإصلاح بين الدول العربية والإسلامية، وقد بنى جسرا بين الهند والسلطنة ولعب دورا بارزا في توطيد العلاقات بين البلدين، وكان يحب الهند وأهلها دائما وبالتالي كانت السلطنة تدعم الهند في السراء والضراء. وقال سماحته: عندما ندخل دائما إلى السلطنة ترتاح قلوبنا إليها ونستأنس بشعبها المتواضع الذي تربى في أحضان والدهم الكريم وكأنهم على قلب رجل واحد ومن عائلة واحدة، مشيرا إلى أن بهذه الأخلاق الحسنة والأوصاف الحميدة يختلف أبناء السلطنة عن أقرانهم في كثير من البلدان الأخرى. ولذلك فلا نجد الكلمات التي تعبر عن حزننا في تعزية إخواننا أبناء الفقيد أبناء السلطنة، فنسأل الله الكريم أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، وأن يلهم السلطنة وأهلها الصبر والسلوان. والهند تشارك السلطنة في هذه المحنة المؤلمة وتقدم التعازي والمواساة إلى السلطنة وكل من يعيش عليها من المواطنين والمقيمين.