عمان اليوم

مؤتمر اضطراب طيف التوحد يبحث الخدمات المستدامة للعناية بالمصابين

1424087
 
1424087
اليونيسيف والسلطنة تعملان على إعداد تصنيف وطني موحّد للإعاقة - كـــــــــتب: خليفة بن علي الرواحي - أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة أن المؤتمر الخليجي الأول لاضطراب طيف التوحد مهم جدا ونتائجه ستثري المختصين وأسرهم بمعلومات تساعد على العناية بهؤلاء الأطفال. وقال في انطلاق المؤتمر امس الأول في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض برعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وبحضور عدد من اصحاب المعالي والسعادة والمختصين: ان اضطراب طيف التوحد يحظى باهتمام متزايد من دول العالم نتيجة تضاعف الحالات المكتشفة وتضاعف أعبائه الصحية والاقتصادية والاجتماعية على الاشخاص الذين يعانون منه وأسرهم وقطاعات المجتمع، لذلك فإن المؤتمر الذي يشارك فيه متحدثون من عدة دول في هذا المجال يسعى الى تعزيز الجهود لمضاعفة، الاهتمام بالأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب، والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لكافة التحديات المرضية والسعي لتقديم رعاية متكاملة للأشخاص الذين يعانون من التوحد، متمنيا للمؤتمر التوفيق ولجميع المشاركين الاستفادة من نتائجه موجها الشكر للقائمين على تنظيم المؤتمر. وألقى سعادة سليمان بن ناصر الدخيل مديرعام مجلس الصحة الخليجي في المؤتمر الذي يقام برعاية مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي وبمشاركة من وزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس، وبالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية ومكتب اليونيسيف - مسقط ومركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة كلمة تقدم فيها بأحر التعازي للشعب العماني على فقيد الوطن جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ، فقال: باسم مجلس الصحة لدول مجلس التعاون أتقدم إليكم وللشعب العماني ببالغ التعازي في وفاة المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - ونسأل الله الكريم أن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه في سبيل رفعة السلطنة، ودعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، فقد كان -رحمه الله- أحد القادة المؤسسين لمجلس التعاون الخليجي ولم يأل جهدا في دعم مسيرة التعاون بين الأشقاء في دول الخليج طوال عهده الزاهر الميمون، كما تقدم بالتهنئة للشعب العماني على تولي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله- مقاليد الحكم في البلاد داعيا الله العلي القدير أن يمن على جلالته بموفور الصحة والعمر المديد. رؤية ثاقبة وأشار سعادة سليمان الدخيل أن مجلس الصحة لدول مجلس التعاون يعمل منذ تأسيسه في عام ١٩٧٦م على رؤية ثاقبة لتوحيد جهود الدول الاعضاء لتحقيق استراتيجية صحية خليجية موحدة، من أجل توفير أعلى مستويات الصحة لمواطني دول المجلس، عبر نشر التوعية ومكافحة الامراض، بما يتماشى مع أعلى معايير المنظمات الدوليـة في تحقيق الصحة والسلامة لجميع أفراد المجتمع . وأضاف أنه على مدى أكثر من ٤٠ عاماً شهد المجلس العديد من التطورات التي واكبت النهضة الحضارية في الدول الاعضاء ، ونمو أعداد السكان فيها ، وما نتج عنه من توسع كبير في الخدمات الصحية ، وهو ما تطلب استحداث العديد من البرامج التي تضمن تحقيق الأهداف الموضوعة بكفاءة عالية تنعكس إيجابا على جميع الاطراف . 4 ركائز وأوضح أن المجلس تبنى مؤخرا أربع ركائز أساسية يتم من خلالها تنفيذ الاستراتيجيات والخطط، وهذه الاستراتيجيات هي التوعية والوقاية والتطوير والدعم الصحي خلال زمن قصير نسبيا ، واستطاع المجلس فيه أن يحقق قفزات نوعية في جميع الركائز نتج عنها انجاز عدد من البرامج والمشاريع النوعية التي أسهمت بتعزيز التكامل الخليجي في مجال الصحة، وكلنا أمل أن نسهم ولو بالقليل في مسيرة العمل الخليجي المشترك.وأضاف سعادته انه من منطلق حرص المجلس على نشر الوعي الصحي وإبراز رؤية ورسالة المجلس، فإن مجلس الصحة يقوم بالمشاركة في تنظيم المؤتمر الخليجي الاول لاضطراب طيف التوحد والاضطرابات النفسية المصاحبة، حيث يعتبر التوحد من أهم الاضطرابات التطورية التي تزايد الاهتمام بها بسبب تضاعف الحالات المشخصة وتعاظم العبء الصحي والاقتصادي والاجتماعي على الاشخاص الذين يعانون من التوحد وأسرهم وكافة قطاعات المجتمع. وأشار الدخيل بأن المؤتمر يهدف إلى تكثيف الجهود لزيادة المعرفة بهذا الاضطراب لدى مختلف شرائح المجتمع سعيا نحو تقديم رعاية متكاملة ومستدامة للشخص الذي يعاني من التوحد، كما يهدف إلى إبراز الأدلة والبراهين العلمية في هذا المجال بمشاركة خبراء عالميين وأكاديميين وأولياء أمور ومدرسين ومختصين في مجال تقديم الرعاية الصحية لهذه الفئة وذلك من أجل وضع الحلول المناسبة للتحديات وإلقاء الضوء على الاتجاهات المستقبلية في هذا المجال، مضيفا أن الاهتمام بالتوحد يكتسب أهمية خاصة من بين سائر الاضطرابات النمائية تكمن في الأمل الكبير بتغيير مستقبل الاشخاص بشكل جذري إذا تلقوا الرعاية المناسبة في وقت مبكر من الحياة، إذ دلت الدراسات العلمية أن أكثر من ثلث الاشخاص الذين يعانون من التوحد يتمتعون بمعدلات ذكاء متوسطة أو أعلى من المتوسط ، حتى أن عددا من النوابغ المشهورين عالميا كانوا ينتمون لهذه الفئة كما عرف ذلك عن الفيزيائي الكبير ألبرت آينشتاين وبيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت العالمية. وأضاف ان المجلس يأمل أن تعم الفائدة على مختلف الجهات المشاركة في هذا المؤتمر ومنها المسؤولون من وزارات الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي ، ومقدمو الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون، ومؤسسات الرعاية الصحية في القطاع الصحي والقطاعات الأخرى. 93 مليون طفل معوق وألقت سعادة لنا الوريكات ممثلة مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالسلطنة كلمة قالت فيها: المؤتمر يكتسب أهمية كبرى وحضورا فاعلا بمشاركة محلية ودولية واسعة لأكثر من 1000 مشارك من صناع القرار والأكاديميين والخبراء المختصين بهدف التعرف على آخر المستجدات العلمية ولإيجاد حلول لمشكلة كبيرة نعاني منها جميعا، وهي الدخول الى عالم من العزلة يعيش فيه أحبة لنا. واشارت الى أن المؤتمر يعد منبرا لنا لمحاربة التمييز، والدعوة الى التنوع في مجتمعاتنا ، وتعزيز التزامنا بالاندماج التام للمصابين بالتوحد وبكفالة مشاركتهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة، مؤكدة ان دمج الأشخاص ذوي الإعاقة جزء حيوي من جهودنا الرامية الى الوفاء بالوعد الأساسي الذي قطعناه في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وهو عدم ترك اي احد خلف الركب. وأضافت سعادتها أن التقديرات تشير الى وجود ما لا يقل عن 93 مليون طفل في العالم يعانون من إعاقات جسدية وعقلية، كما تجدرالإشارة الى وجود طفل توحدي من كل 165 طفل حسب اخر الأرقام التقديرية، وان السنوات الأخيرة شهدت اهتماما متزايدا بإعاقة التوحد، نظرا لما تطرحه هذه الإعاقة من إشكالات تتعلق بحقوق الانسان والكشف والتشخيص المبكرين. كما أوضحت أن الأشخاص والأطفال ذوي الإعاقة يتعرضون كل يوم للتمييز ولعوائق تقيد مشاركتهم في المجتمع على قدم المساواة مع غيرهم، وهم يحرمون من حقوقهم في الإندماج في نظام التعليم العام والتوظيف، وفي العيش المستقل بالمجتمع، وفي المشاركة في الانشطة الرياضية والثقافية، وفي التمتع بالحماية الإجتماعية، وفي اختيار العلاج الطبي. تصنيف وطني للإعاقة وأشارت الى أن اليونيسيف تعمل حاليا مع حكومة السلطنة على إعداد تصنيف وطني موحّد للإعاقة ، بغرض تعزيز البيانات حول الأطفال ذوي الإعاقة والبرمجة القائمة على الأدلة في هذا المجال ، اضافة الى تأسيس برنامج معتمد للتدخّل المبكر لتأهيل كوادر مدرّبة بهدف تأمين تغطية أوسع للخدمات المقدّمة للأطفال ذوي الإعاقة ، وان هذا الإنجاز يعد الأبرز في إتمام برنامج تدريب المعلمين حول التعليم الشامل وتطوير سياسة التعليم الدامجة التي وضعت في هذه السنة. ومن شأن ذلك العمل أن يعزّز النتائج التعليمية بشكلٍ عام مع تحوّل طرق التدريس إلى طرقٍ تستجيب أكثر لاحتياجات التعلّم المختلفة، مؤكدة أن العمل قائم الآن على مشاريع ادارة الحالات وتصنيف الإعاقات مع وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات. مبادرة السلطنة بعدها ألقت الدكتورة وطفة بنت سعيد المعمرية طبيبة استشارية أولى اطفال بمستشفى جامعة السلطان قابوس رئيسة اللجنة العلمية بالمؤتمر كلمة قالت فيها إن الحالات من ذوي الاعاقة تمثل حالة فريدة من الاختلاف بين الاشخاص داخل المجتمع الواحد، وقد عانت هذه الفئة من التهميش داخل المجتمعات لعقود زمنية طويلة، وانه مع تصدي المجتمعات لهذه الافكار، وبروز الدعم التشريعي الدولي والمجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقة بدأ هؤلاء الاشخاص في الإسهام في مجتمعاتهم والتعبير عن اختياراتهم وتفضيلاتهم في العيش وفقا لقدراتهم التي تعكس مواهب ثمينة كامنة وغير مستغلة. وأشارت رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر ان الاشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد يعتبرون من أكثر الفئات الخاصة مواجهة للتحديات داخل المجتمعات، وذلك لما يمثله هذا الاضطراب من لغز محير للأطباء والباحثين والأسر والمعلمين وافراد المجتمع على حد سواء منذ بدء وصف سماته في اربعينات القرن الماضي، وان اضطراب التوحد يعد اضطرابا تبدأ اعراضه اثناء مراحل النمو المبكرة للإنسان لأسباب غير مكتملة التعريف، وهو لا يرتبط بجنس أو عرق محدد أو مستوى اقتصادي واجتماعي محدد. وأوضحت قائلة: انطلاقا من أهمية اضطراب طيف التوحد وخصوصيته والتحديات المرتبطة به والتي تزيد من الضغوطات الواقعة على اسر الاشخاص من ذوي الإعاقة، جاءت مبادرة السلطنة وبدعم سخي من مجلس الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي باستضافة المؤتمر الخليجي الأول للتوحد تحت شعار « أن تعي ماوراء الاختلاف » وذلك بهدف القاء الضوء على أهم ممارسات التشخيص والتدخل العلاجي والتعليم والدعم الاجتماعي للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وإلقاء الضوء في نفس الوقت على الجهود الدولية والمجتمعية لدعم أسرهم من خلال منظمومة علمية توجهها نتائج الابحاث الدقيقة، مما يعزز النتائج المتوقعة والمأمولة، ويسهم في تيسير حياة الاشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد واسرهم . حالات التوحد بالسلطنة وأضافت الدكتورة وطفة المعمرية أن آخر دراسة في السلطنة أشارت أن نسبة التوحد فيها وصلت الى ما يقارب من 20 حالة توحد لكل 10 آلاف طفل ، كما اشارت التقديرات الدولية الى أن نسبة انتشار التوحد وصلت الى ما يقارب من 1 لكل 100 نسمة من السكان ، وبطبيعة الحال، تشكل هذه الاعداد الكبيرة من المصابين ضغوطا على خدات الرعاية الصحية الاولية والانظمة الاجتماعية ، حيث انهم بحاجة الى خدمات طبية واجتماعية وتعليمية لم يتم تقديرها بشكل كاف بعد، خاصة حال تقديم برامج تدخل فعالة في مرحلة متأخرة، وان السلطنة قد بذلت جهودا ملحوظة ، شأنها في ذلك شأن دول مجلس التعاون الخليجي ، لضمان التميز في خدمات الرعاية الصحية الاكاديمية والاجتماعية والنفسية لجميع مواطنيها ، بما ذلك الاشخاص من ذوي الإعاقة تماشيا مع رؤية عمان 2040 والتي تحث على بذل كل الجهود الوطنية لجعل السلطنة مجتمعا أكثر صحة ، واكثر دعما للاشخاص ذوي الإعاقة واسرهم . الكشف المبكر وأشارت الى أن السلطنة تسعى الى بذل مزيد من الجهد لخلق بيئة ملائمة لأبنائنا من ذوي الإعاقة بوجه عام وذوي اضطراب طيف التوحد بوجه خاص يطلقون من خلالها العنان لإبداعاتهم، وتمكنهم من التفاعل مع نواحي الحياة المختلفة، وان تلك الجهود التنسيقية توجت بهذا الخصوص بإطلاق برنامج الكشف المبكر للتوحد في سن 18 شهرا ، وذلك بهدف تحسين خدمات التعرف والتشخيص والتدخل التأهيلي المبكر للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد . كما تضمن المؤتمر معرضا مصاحبا تم فيه استعراض أهم جهود وانجازات وزارات الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك جهود وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الإجتماعية بالسلطنة فيما يتعلق برفع مستوى صحة الطفل. وانطلقت أمس الاول جلسات المؤتمر وعرض الأوراق العلمية حيث تناول اليوم الأول جلسة رئيسية حول الانتشار الوبائي لمرض اضطراب طيف التوحد المعدلات والاتجاهات والمخاطر البيئية ، والنتائج الحديثة حول الفحص والكشف المبكر عن مرض التوحد، والتدخل المبكر وتدريب الآباء في في بيئة منخفضة الموارد، كما قدمت جلسة أخرى تناولت التقدم المحقق في الاختبارات الجينية لإضطراب طيف التوحد، والمؤشرات الحيوية للتوحد ، والوضع الإقليمي للتوحد ، والخدمات والفرص . ويشارك في المؤتمر أطباء الاطفال والأطباء النفسيون المتخصصون في التوحد والصحة العقلية عند الاطفال ، واسر المرضى وخبراء الصحة مثل الخبراء النفسيين والمعالجين المهنيين وخبراء التخاطب من الخليجيين والاقليميين، حيث يهدف المؤتمر لتقديم مزيج متفرد للتعاون بين الخبراء الدوليين الرئيسيين والمتحدثين المحليين والاقليميين في منتديات علمية عالية لتعريف المهنيين وأفراد المجتمع المحلي بأحدث المعارف المبنية على الأدلة حول اضطراب التوحد واضطرابات الصحة العقلية لدى الأطفال. وعلاوة على ذلك، مع مساعدة الخبراء الدوليين في هذا المجال، والمساعدة في وضع نهج تعاوني ومتكامل للتخطيط والتكليف وإدارة خدمات التوحد داخل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية. يتماشى مع «قانون الطفل» المعمول به في سلطنة عمان، اتفاقية الأمم المتحدة حول «حقوق الأشخاص» ذوي الإعاقة، واتفاقية حقوق الطفل لضمان الاستدامة والتطبيق العملي ، وكذلك تسليط الضوء على الوضع الحالي لنسب انتشار اضطراب التوحد وآثارها العالمية والإقليمية والمحلية.