أكشاك الوجبات السريعة .. قصص نجاح صغيرة بأحلام كبيرة!
الجمعة / 13 / رجب / 1442 هـ - 19:27 - الجمعة 26 فبراير 2021 19:27
4565
طاقات شبابية تواجه تطلعات المستقبل بمشاريع عصامية -
عاصم الريامي: حريصون على تقديم أفضل الوجبات المشوية للزبائن -
سعيد المفرجي: إقبال الزبائن في تزايد مستمر ونحن راضون عما نقدمه بشكل يومي -
ساجد البلوشي: عدت لمشروع الشواء في 2014 وواصلت شغفي القديم -
كتب ـ حميد الهنائي:-
مشاريع الأكشاك .. توجه تجاري ملحوظ بات منتشرا في الآونة الأخيرة في العديد من مناطق محافظة مسقط وتحديدا بولاية السيب حيث يمكن مشاهدة العديد من المشاريع الذاتية البسيطة التي تقوم على فكرة إعداد الأطعمة السريعة ولكن بإشراف وتحضير أيدٍ عمانية في الغالب. وتجسد هذه المشاريع فكرة أن يصبح الإنسان رئيسا على نفسه كي يحقق طموحاته، و يقدم العاملون في هذه المشاريع مختلف الوجبات الغذائية من اللحوم أو الدجاج أو غيرها حسب اختصاص كل منهم، وتلاقى الوجبات المقدمة إقبالا جيدا من مختلف ساكني محافظة مسقط. «عمان» حاولت أن تتلمس طريق هذه المشاريع الشبابية البسيطة من خلال النزول الميداني والتعرف على التحديات والمزايا في طبيعة مثل هذه المشاريع وما يحتاج إليه رواد الأعمال الشباب في مواصلة مثل هذه الأفكار التجارية التي بوسعها أن تقود إلى افق أكبر في قادم التجارب والأيام. أفكار تجذب الانتباه! يقول عاصم سليمان الريامي: إن مشروعه التجاري القائم على فكرة إنشاء كشك لإعداد الوجبات يحمل عنوان 'حبيب برجر' جاء من واقع التفكير بأهمية حاجة الناس اليومية لتناول الطعام، وبالتالي وجدت أن أي فكرة تقوم على تقديم الطعام من خلال المشاريع الصغيرة بوسعها أن تحقق أرباحا جيدة وتنمو بشكل تدريجي ومن ثم بدأت أفكر بإعداد وجبات طعام من خلال أفكار تجذب انتباه مختلف فئات المجتمع، إلى أن توصلت إلى فكرة إعداد تقديم مشاوي اللحوم والدجاج والأسماك بمختلف أنواعها، مع تقديم السلطات الغذائية المختلفة التي تضيف مذاقا إلى أطباقنا المتنوعة. ويؤكد قائلا: 'نواجه إقبال كبير في الوقت الراهن لمنتوجنا الغذائي، من مختلف فئات الناس بتعدد أذواقهم واهتماماتهم بحكم اختيارنا المناسب لموقع مشروعنا التجاري، إلى جانب اهتمامنا بطريقة إعداد هذه الوجبات'. وفيما يتعلق بحجم الرضا عن ما يتم تقديمه يقول الريامي: 'نحن غير راضين بشكل كامل عما نقدمه من وجبات غذائية مختلفة، حيث إننا نسعى لتقديم شي مميز من اللحوم الطازجة ولكن سعر شراء هذا النوع من اللحم يوجب بأن تكون قيمة البيع مرتفعة قليلا، وهذا سوف ينعكس بشكل كبير على واقع الشراء في حال تم رفع السعر على الزبون أو المستهلك لذلك نستخدم منتجات جيدة ومقبولة وفق إمكانياتنا'. وتحدث الريامي عن تأثر مشروعه خلال فترة انتشار كورونا العام الفائت بالقول: العالم تأثر بشكل سلبي في مختلف القطاعات بفعل الجائحة الفيروسية، وقد لمس هذا التأثير واقع أسعار المنتجات والبضائع، وبعض الأدوات المستخدمة في مختلف إجراءات إعداد الأطعمة، ونظرا لارتفاع نسب الضرائب المختلفة في استيراد تلك الأدوات وهذا ما أدى إلى ارتفاع سعر بيعها، كارتفاع سعر شراء القفازات التي نستخدمها في إعداد وتقديم وجباتنا المختلفة. وفي الحقيقة هناك تعاون في مسألة توفير الموقع المناسب لمثل هذه المشاريع من قبل الجهات المختصة، بإعطائنا المواقع المناسبة لمثل هذه المشاريع التجارية الناجحة، وأيضا نحن نواجه مشكلة تتعلق بصعوبة الحصول على تصاريح إمدادات الكهرباء والمياه إلى مشاريع 'الأكشاك' ونتمنى أن يكون هناك تعاون في هذا الجانب. وفيما يتعلق بمصدر اللحوم التي يتم استخدامها وتقديمها للمستهلكين يؤكد عاصم الريامي: أن هناك حرص على تقديم افضل المنتوجات للمستهلكين وهناك جهود رسمية في إيقاف الأشخاص الذين يقومون بالمتاجرة في بيع اللحوم شبه الفاسدة والتي تخزن في الأماكن غير المصرح بها، كما هو حاصل مع عدد من العمالة الوافدة الذين قد يؤثرون على جودة المنتجات من خلال التلاعب بالمواصفات، ولذا نسعى على الدوام إلى الحصول على نوع جيد من اللحوم والأسماك وبسعر يناسب مبيعاتنا المختلفة. الشغف بداية النجاح! وفي لقاء آخر مع احد الشبان من أصحاب العمل في مشاريع الأكشاك يقول سعيد بن ناصر المفرجي والذي يمتلك كشك يحمل مسمى 'مودك بي بي كيو أفريقيا' أوضح ميزة الشغف التي تتملكه في شواء اللحوم وهي هواية رافقته لسنوات طويلة. ويقول المفرجي: 'إن شواء اللحوم بدأت هواية مفضلة لدي، وتماشياً مع إجراءات البلدية المختلفة والتي تحدد أهمية أن يكون لديك سجل تجاري ومحل بسيط يمثلك كهوية تجارية بادرت إلى اتخاذ الإجراءات المطلوبة وقمت بفتح محل خاص لي بعد أن كونت رأس المال البسيط من بدايتي الأولى في بيع اللحوم المشوية، وقد واجهت صعوبة في إنهاء بعض الإجراءات اللازمة لفتح هذا الكشك ولكن تمكنت في النهاية من الحصول على التصريح، الذي يحقق عائدا جيدا مع بذل الجهد والمثابرة لمواجهة تحديات البيع على الطريق، وبالمثابرة تغلبت على الكثير من المشكلات'. ويضيف سعيد المفرجي: في مشروع 'الأكشاك' على الطريق نسعى لتقديم أفضل ما يوجد لدينا من مختلف وجبات الدجاج واللحم والأسماك التي نقوم بشوائها في موقعنا، وإقبال الزبائن في تزايد مستمر، ونحن راضون عن ما نقدمه إلى زبائننا من وجبات مختلفة، لأن المنتجات التي نحضرها للشواء في كل يوم لا يتبقى منها أي كمية، ولا يخفى عليكم أننا واجهنا صعوبة أثناء انتشار فيروس كورونا تمثلت في خوف الناس من مختلف المأكولات التي نقوم ببيعها، ولكن الحمد لله مع مرور الأيام وتقيدنا بمختلف إجراءات الوقاية الصحية والاشتراطات اللازمة استعدنا ثقة الناس، ونحن نقوم باستخدام الكمامات والقفازات أثناء إعداد وتقديم الوجبات المختلفة، وكل ذلك كان له أثر إيجابي في جذب عدد مقبول من الناس في مشروعنا. مواقع مختلفة وفي ذات السياق يتحدث ساجد بن محمد البلوشي الذي يمتلك كشك 'مشاوي البلوشي' عن تجربته الشخصية في هذا المجال بالقول: بدايتي في إعداد مشاوي اللحوم المختلفة بدأت منذ عام 2001 وأنا أشوي اللحوم وأقدم مختلف الوجبات في محافظة البريمي، وكنت سعيدا عند إقبال الجمهور في ذلك الموقع سواء من داخل البريمي وخارجها من مدينة العين ولكن لأسباب معينة توقف المشروع في حينه لكني عاودت المحاولة مرة أخرى في عام 2014 في مسقط وكانت التجربة الجديدة بمثابة انطلاقة جيدة بحكم إنني توقفت فترة طويلة عن هذا العمل'. ويضيف خلال أزمة كورونا العام الفائت ومع انخفاض المبيعات قمت بدفع أجور العمال من مصروفي الشخصي خوفا من أن يتوقف العمل تماما، ولكن الحمد لله مع تأقلم الناس مع أوضاع جائحة كورونا المستجدة بدأ مشروع 'الكشك' الذي اعمل فيه باستعادة أعماله بشكل تدريجي وعاد إلى وضعه السابق من ناحية الانتعاش وتحقيق أرباح جيدة ومقبولة تساعد على مواصلة الفكرة وكسب الرزق المشروع.