صحافة

الألمانية: لندن تثق جداً بنفسها

الثلاثاء الماضي، وعلى الرغم من النصائح التي قدمتها لها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قررت الحكومة البريطانية أن تجعل شركة هواوي الصينية العملاقة، شريكة رسمية لها لأعمال تطوير شبكة الجيل الخامس من الاتصالات في المملكة المتحدة. حول هذا الموضوع كتبت يومية هاندلسبلات الألمانية أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يمنع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون من تجاهل النصيحة الأمريكية. بالواقع يبدو أنَّ بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني قد فكَّر ملياً ووجد أنَّ هواوي تساهم منذ سنوات بتطوير وتحسين البنى التحتية الخاصة بالاتصالات الخليوية والهواتف المحمولة في بريطانيا العظمى، بخاصة تلك الهادفة إلى استخدام تكنولوجيا نظام الجيل الخامس للاتصالات الخليوية الخاصة بالهواتف المحمولة، والكل يعلم أنَّ شركة هواوي الصينية هي الرائدة عالمياً في هذا المجال. إذا كان البريطانيون قد تباطأوا لفترة طويلة قبل إقرار مشروعهم الأخير، فقد كان ذلك احتراماً للرئيس ترامب. الآن لو قام بوريس جونسون بتهميش هواوي، لصدرت بحقه الاتهامات بأنَّه متأثر جداً بما يقوله الرئيس ترامب. من هنا لا بدَّ من الملاحظة أنَّ القرار البريطاني بالنسبة للتعاون مع شركة هواوي الصينية العملاقة، هو قرار يحمل ثلاث رسائل. أولاً إن المصلحة الوطنية البريطانية لها الأفضلية حتماً إذا واجهتها مسألة علاقات دولية خاصة، حتى لو كانت مع الولايات المتحدة. ثانيًا: إنَّ تطوير الإنترنت والاتصالات على أوسع نطاق داخل بريطانيا العظمى هو أمر أكثر أهمية من التجارة الخارجية. ثالثًا: إنَّ بريطانيا العُظمى هي الدولة التي تستخدم أفضل وأحدث التقنيات وهي واثقة جداً بنفسها.