صحافة

خبر :الدبلوماسية في خدمة الاستراتيجية

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (خبر) مقالا نقتطف منه ما يلي: أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» لمجلة «شبيغل» الألمانية حول إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة في حال أبدت الأخيرة استعدادها لرفع الحظر المفروض على إيران والعودة إلى الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العالمية عام 2015؛ أثارت هذه التصريحات تساؤلات بشأن التوقيت الذي أطلقت فيه باعتبارها جاءت بعد مدة قصيرة من قيام أمريكا باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في عملية جوية قرب مطار بغداد الدولي والردّ الصاروخي الإيراني على هذه العملية والذي استهدف قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق إحداهما قاعدة «عين الأسد». واعتبرت الصحيفة تصريحات ظريف بأنها جاءت في إطار الدبلوماسية التي تعتمدها وزارة الخارجية الإيرانية لشرح مواقف طهران حيال مختلف القضايا خصوصًا فيما يرتبط بالملف النووي بغضّ النظر عمّا يمكن أن تفرزه هذه التصريحات من ردود أفعال متباينة، مؤكدة ضرورة الاعتراف بكفاءة ومهنية ظريف في هذا المجال، لافتة في الوقت ذاته إلى أهمية أن تكون التصريحات الدبلوماسية محققة للأهداف الاستراتيجية التي تسعى إيران لتحقيقها ومطابقة لما هو مدوّن في أدبيات السياسة التي تنتهجها في المحافل الدولية ومنسجمة تمامًا مع المعايير المعتمدة لإقامة علاقات طبيعية ومتوازنة مع كافّة دول العالم وأن تكون هذه الروابط قائمة على أساس الاحترام المتبادل وملبية للمصالح المشتركة للطرفين أو الأطراف ذات العلاقة. وحذّرت الصحيفة من إمكانية استغلال بعض الأطراف للتصريحات التي تطلق في أوقات الأزمات لتحقيق أهداف سياسية دون الأخذ بنظر الاعتبار الظروف التي رافقت تلك التصريحات وما إذا كانت تهدف إلى بيان حقيقة معيّنة أو إلقاء الكرة في ساحة الطرف الآخر، كما حصل في تصريحات ظريف لمجلة «شبيغل». ودعت الصحيفة إلى عدم نسيان العلاقة الوثيقة بين التصريحات الدبلوماسية والاستراتيجيات المعتمدة في إبداء الرأي حيال أي موقف أو تصريح يطلق من شخص مسؤول في الخارجية خصوصا وأنه يواجه سيلا من التصريحات والمواقف التي تبدو متناقضة في كثير من الأحيان، وهو ما يتطلب مهارة خاصة ومعرفة تامّة بالأجواء المحيطة وما ينبغي اتخاذه على وجه التحديد وبمنتهى الدقة في ظلّ الظروف الحرجة والحسّاسة التي تمر بها المنطقة والعالم. وشددت الصحيفة كذلك على أهمية معاضدة المسؤولين في الخارجية الإيرانية لاسيّما شخص الوزير ظريف باعتباره يتحمل مسؤولية ثقيلة تتطلب حسن بيان ومهارات تتناسب وطبيعة المهمة الملقاة على عاتقه في جميع الظروف وإزاء كافّة القضايا الإقليمية والدولية. واعتبرت الصحيفة الانتقادات غير الوجيهة التي سعت للنيل من ظريف في الآونة الأخيرة بأنها لا تخدم الدبلوماسية الإيرانية ولا الاستراتيجية التي تعتمدها طهران للتوصل إلى حلول منطقية ومعقولة للقضايا العالقة من جهة، وتهيئة السبل لإقامة أفضل العلاقات مع الدول الأخرى من جهة أخرى دون المساس بالثوابت الوطنية. وألمحت الصحيفة إلى أن التصريحات السياسية التي تطلق بهدف نزع فتيل التوتر لأي أزمة قائمة تعتبر من أولويات وبديهيات التحرك الدبلوماسي الناجح طالما لم تخل بالثوابت الاستراتيجية المتضمنة للثوابت الأمنية والمصالح السياسية والاقتصادية في جميع الأوقات.