صحافة

مشروع قطارات سريعة لربط مقاطعات بريطانيا ببعضها

أعطى رئيس الوزراء بوريس جونسون الضوء الأخضر لأكبر مشروع استثماري في البنية التحتية وتحديث شبكة المواصلات في أوروبا، بإعلانه أمام مجلس العموم البريطاني أن خط السكك الحديدية فائق السرعة High Speed two (HS2) الذي يربط بين العاصمة لندن ومدن الشمال في برمنجهام ومانشستر وليدز، سيدخل مرحلة التنفيذ في أبريل القادم، لينهي بإعلانه هذا الشكوك التي شابت المشروع منذ طرحه في عام 2012. وأشار جونسون إلى أن هذا المشروع سوف يخفض أسعار التذاكر، ويقلل من وقت السفر بين العاصمة لندن والمناطق الشمالية في بريطانيا، وقال ان مجلس الوزراء درس المشروع جيدًا ووعد بإنفاق المزيد من الأموال على البنية التحتية. وأبدى رئيس الوزراء غضبه من انتقادات البعض من نواب حزب المحافظين الذين حذروا من أن خط السكة الحديد الفائق السرعة سيصبح سيفًا على رقبة الحكومة، ومن جماعات حماية البيئة التي ترى أنه سيعزز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وذكّر المعارضين بالشكوك التي أثيرت حول الطريق السريع M25 حول لندن. غير أن مؤيدي المشروع يرون إنه سوف يقلل أوقات السفر في الرحلات، ويوفر وظائف جديدة، ويعيد التوازن إلى اقتصاد المملكة المتحدة. وبحسب صحيفة «فايننشال تايمز»، قال جونسون، إن البرلمان وافق على مشروع لإنشاء شبكة حديثة للمواصلات تربط مقاطعات بريطانيا ببعضها. وكانت تكلفة المشروع في عام 2015 تقدر بحوالي 56 مليار جنيه إسترليني، لكن الوضع اختلف بعد المراجعة حيث تقدر كلفة المشروع الذي من المقرر أن يتم الانتهاء منه بحلول عام 2040 بحوالي 106 مليارات جنيه إسترليني. وفي تقرير آخر قالت صحيفة «فايننشال تايمز» أن المملكة المتحدة تجري محادثات مع الصين حول بناء خط سكك حديد القطار السريع HS2 بعد أن زعمت بكين أنها يمكن أن تبني خط سكة حديد عالي السرعة في غضون خمس سنوات فقط. وتشير الصحيفة إلى أن المناقشات تأتي بعد أسابيع فقط من اغضاب الحكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اثر إعطاء شركة الاتصالات الصينية Huawei دورًا محدودًا في شبكة الهواتف المحمولة 5G بالمملكة المتحدة. وإلى جانب إعطاء الضوء الأخضر لمشروع HS2، أكد جونسون أن الحكومة سوف تنفق 5 مليارات جنيه استرليني على مدى السنوات الخمس المقبلة على البنية التحتية للحافلات وركوب الدراجات. مشيرا الى مساهمة القطارات السريعة في تحسين كفاءة شبكة المواصلات وتحسين المناخ الاستثماري، كما ستتيح الوصول السريع إلى المدن والأقاليم في بريطانيا، وستحل جزئياً مشكلة الإسكان في العاصمة البريطانية لندن. صحيفة «آي» أشارت في عنوانها الرئيسي إلى إعادة تسمية المشروع بتسميته «عالي السرعة لاتجاه الشمال». ويصف العنوان الفرعي أن موافقة جونسون على أكبر مشروع للبنية التحتية في أوروبا بأنها مقامرة. ويبرز عنوان آخر أن المحافظين والمجموعات الخضراء المتمردة سوف يستمرون في الكفاح ضد المشروع. وترى صحيفة «ديلي إكسبريس» أن تحرك جونسون تجاه تنفيذ هذا المشروع هو عمل محفوف بالمخاطر، وأن جونسون يراهن بـ«بقيمة 100 مليار جنيه إسترليني» لتأمين النمو الاقتصادي. انه دافع عن المشروع في مجلس العموم، قبل ساعات من زيارة موقع البناء في برمنغهام حيث كان يرتدي خوذة السلامة وعليها علامة HS2. وقالت صحيفة «الجارديان» ان بوريس جونسون يراهن على سمعته السياسية في مخطط السكك الحديدية عالية السرعة. وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء تجاهل الاعتراضات التي أبداها النواب في حزبه الذين قالوا إن المشروع سيكون «طائر القطرس»، وهو طائر بحري كبير، حول رقبة الحكومة. وتنقل صحيفة «ديلي ميل» عن رئيس الوزراء بوريس جونسون قوله: «ان هذا المشروع فيه إشارة للعالم في القرن الحادي والعشرين على أن المملكة المتحدة، ما زالت لديها رؤية وأحلام كبيرة تحلم بها وشجاعة لتحقيق تلك الأحلام». ويأمل مؤيدو هذا المشروع الطموح أن يقوي العلاقات بين الشركات في شمال البلاد وجنوبها ويساعد على إحداث ثورة في اقتصاد المملكة المتحدة.