أعمدة

نوافذ: متحف السلطان قابوس

assem
 
assem
عاصم الشيدي - assemcom@hotmail.com - مضى أكثر من أربعين يوما على رحيل فقيد عمان والأمة، المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور-طيب الله ثراه- ولا أريد أن تنسينا الأحزان عليه، وهي مبررة ومفهومة جدا، الكثير من الواجبات المترتبة علينا، أفرادا ومؤسسات ودولة، اتجاهه باعتباره شخصية استثنائية ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى العالمي والإنساني. وإذا كان أولى تلك الواجبات أن نتأسّى بسياسته ونرتسم خطاه كما أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، أعزه الله، في خطابه الأول إلى الشعب والأمة بعيد تنصيبه سلطانا على عمان، وهذا رغم أهميته ولكنه يصدق على الجوانب المعنوية من أفكار ومبادئ وسياسات وأفكار في بناء الأوطان وبناء العلاقات الإنسانية مع الدول والشعوب، ولكن ثمة واجبات أخرى أراها شخصيا مهمة جدا وإذا لم نبدأ بها الآن وفورا فإن الأيام قد تأخذنا في معترك أحداثها بعيدا ويغيب عنا الواجب/‏‏ المشروع وتتلاشى فكرته. وأول تلك الواجبات، غير المعنوية، أن ينشأ متحف خاص به يحمل اسمه في العاصمة مسقط، وليكن في جانب من أحد قصوره، أو بيوته التي يمكن أن تتحول لمتحف أنيق، يهتم بحياته الشخصية وبمفرداتها، واهتماماته، ومقتنياته، وهداياه، ونياشينه وأنواطه العسكرية ولا بأس أن تعرض بعض سياراته من تلك التي اقتناها في بداية السبعينات وإلى السيارة التي حملت جثمانه إلى مأواه الأخير. وفي هذا المجال هناك الكثير مما يمكن أن يكون بين مفردات المتحف، المقترح، والتي يمكن أن نعتقد أنها عادية ولكنها في الجانب المتحفي مهمة وثمينة مثل: عصاه التي كان يحملها، وخناجره، وبعض كتبه الخاصة، وبزته العسكرية الموشحة بالنياشين، وعمامته السعيدية، وساعاته، والهدايا التي حصل عليها من حكام الدول والهدايا التي حصل عليها من قادة الأسلحة خلال رعايته للعروض العسكرية، وبعض مقتنياته من الأعمال الفنية التشكيلية العالمية ولو على سبيل النماذج، نماذج مما كتبه بخط يده سواء كانت خطابات أو توجيهات.. وأشياء كثيرة يمكن أن تدخل في هذا الجانب. كما يمكن لهذا المتحف، المقترح، أن يهتم بحياته السياسية والثقافية والاجتماعية وكل شيء له علاقة يمكن أن يتحول إلى مقتنى من مقتنيات المتاحف سواء كان ماديا أو معنويا عبر استخدام التقنيات المتحفية الحديثة. كما يمكن أن يكون في هذا المتحف مواد فيلمية عن خطاباته التي ألقاها خلال نصف قرن من الزمان، ومواد أخرى تخصصية عن مسيرته في بناء عمان والأدوار السياسية التي قام بها من أجل العالم وإسعاد الإنسانية وتجنيبها ويلات الحروب والدمار تكون معدة خصيصا للمتحف. ولا يقتصر المتحف، الذي أكاد أتصوره، للسلطان الراحل على المقتنيات الملموسة ولكن يمكن توظيف التطور الذي شهدته المتاحف في العالم لتكون هناك عروض بتقنيات عالية وحديثة، وأصحاب المتاحف والقائمين عليها هم أدرى مني في هذا المجال. لكن الفكرة الأهم أن يكون هناك متحف.. متحف يليق بالسلطان قابوس الذي اهتم بالمتاحف العمانية ودعم المتاحف العالمية التي تحمي تراث الإنسان مثل دعمه السخي لإنشاء قسم خاص للمرحلة الإسلامية في متحف اللوفر. ويمكن أن تساهم رسوم الدخول إضافة إلى المتجر الذي عليه أن يقدم هدايا خاصة تعرض نماذج مستوحاة من أهم مقتنيات المتحف في تسيير عمله وتساهم في تمويله بشكل ذاتي. أتمنى أن لا تنسينا الأحزان هذا الواجب البسيط في حق رجل بحجم السلطان الراحل قابوس بن سعيد.