أعمدة

ذات: ما تتصل به يتصل بك

lama
 
lama
لمى دعدوش - lama-daw@hotmail.com - اتصالك وتواصلك مع كل ما حولك وكل من حولك يرتبط جداً بما تقول وتشعر وتفكر وتفعل، أنت على اتصال حقيقي مع الكون بذبذباته وتردداته والأشخاص وتردداتهم وطاقاتهم وتردداتك وطاقتك الداخلية والخارجية. قل لي بربك ماذا تعني بذلك؟ أجيبك بكلمات واعيات إن أدركتهن أدركت أسرار أحداث كثيرة في حياتك، أنت في الحقيقة في تواصل مستمر وكامل ويومي مع عدة أشياء تعد فاصلة في مجريات حياتك. هي مختلفة بين تواصل مرئي مدرَك وتواصل غير مرئي وغير مدرك، وكلاهما فعّال ومؤثّر وله أثر وطاقة سلبية أو إيجابية، فالمرئي المدرَك تستطيع قياسه ورؤيته ومعرفة أثره وكميته وحجمه أيضاً إن تنبهت إليه وحاولت ذلك، فهو ملموس مادي كتعاملك مع عملك وأهلك وحياتك وأصدقائك وهاتفك، سلسة تفاعلات واهتمامات وأعمال ومسؤوليات تصب في مجرى حياتك من الجانب الخارجي الظاهري المادي، أما تواصلك غير المرئي وغير المدرك فهو تواصلك مع أفكارك ومشاعرك وخيالك وطموحاتك وأهدافك ورؤيتك لنفسك حيث يضخ فيك ترددات قوية حسب ضعفك وقوتك، قد تسلبك راحة بالك وهدوء نفسك إن كانت سلبية وقوية وقد وتبهجك وترفعك وتعينك إن كانت إيجابية وقوية والفيصل هنا هو أنت وكيف تتصل بها وكيف تتصل بك. فهمتك ولكن، ماذا عن الأشخاص؟ الأمر ذاته يا صديق، عند التفاعل مع شخص سلبياً أو إيجابياً انت تتصل بطاقة أفكاره وتردداته ومشاعره التي في داخله والتي يرسلها في الكون فتتأثر بهم دون أن تشعر في تبادل أثيري ترددي لتأخذ منهم وتعطيهم منك أيضاً دون أن تشعر ودون أن يشعروا بذلك وهذا تفسير شعور الانزعاج أو الراحة والألفة عند رؤية شخص ما حتى لو كنت لا تدري عنه شيئاً أحياناً لأنها ترددات خارجية تُبَّث من كل شخص وفقاً لما في داخله وتصل من يتصل به اتصالا وثيقاً حيث تُعتَبرُ قواطع وعلائق تبعده عن أهدافه إن كان لديه تعلق وارتباط شديد به فينشغل بالتفكير به وبأموره وأحواله فيؤدي إلى انغماس بالآخر وتشويش والتهاء عن الذات ويصبح على التصاق وثيق بطاقته التي ستسري فيه دون أن يشعر ويكون هو من اتصل به فاتصل الآخر به في تبادل ترددي ذبذبي غير مرئي. وقد تتصل بطاقات عالية المستوى كطاقة الأنبياء حين تذكرهم أو طاقة العلماء في علمهم أو المفكرين أو الصالحين أو المصلحين فتجد نفسك في روحانية وشفافية ونشاط ومحبة وإلهام وعطاء وهذا ما يفسر الراحة النفسية التي تجدها في دور العبادة والمساجد لذلك التواصل الخفي اللطيف الذي يسري فيك من الطاقة المختزنة في ذلك المكان المبارك. فاتصالك بفكرة أو بشيء أو شعور أو بشخص أو بمكان يجعلك تدور في فلكه وتتأثر بهذا الاتصال داخلياً وخارجياً وهي قاعدة يمكن إسقاطها على كل علاقاتنا الحياتية القريبة والبعيدة والمادية والمعنوية . فإذا أردت أن تعرف ما الذي يؤثر فيك الآن فانظر بمن اتصلت فكرياً وشعورياً وكيف كان عائد الاتصال؟