الاقتصادية

في اجتماع أوبك+ المرتقب .. هل سيتحقق خفض كبير لانتاج النفط؟

1469428
 
1469428
(رويترز) لن تتفق السعودية وروسيا ومن يتحالف معهما من منتجي النفط على تخفيضات عميقة لإنتاجهم من الخام في محادثات هذا الأسبوع إلا بمشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى في القيود الرامية للمساعدة في رفع الأسعار التي تضررت بشدة جراء أزمة فيروس كورونا. وهوى الطلب العالمي على النفط بما يصل إلى ثلاثين بالمائة، أو ما يوازي 30 مليون برميل يوميا، بعد أن قلصت تدابير للحيلولة دون انتشار الفيروس الطلب على وقود الطائرات والبنزين والديزل. وإلى جانب تراجع الطلب، تغمر السعودية وروسيا السوق بخام إضافي منذ أن انهار الشهر الماضي اتفاق لكبح الإمدادات استمر ثلاث سنوات بين أوبك وروسيا وحلفائهما في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+. ومن المقرر أن تعقد أوبك+ اجتماعا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الخميس، وذلك بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنه توسط اتفاق بين الرياض وموسكو على تخفيضات بحجم غير مسبوق تصل إلى ما بين عشرة ملايين و15 مليون برميل يوميا، أو حوالي عشرة بالمائة إلى 15 بالمائة من الإمدادات العالمية. لكن شيئا لم يتم رسميا. وقال مصدر في أوبك الثلاثاء إن حجم أي تخفيضات لأوبك+ سيتوقف على الكميات التي سيكون منتجون آخرون، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، على استعداد لخفضها. وأكدت هذا مصادر أخرى في أوبك+، قائلة إن الأمر يتوقف على تحرك الولايات المتحدة، حيث زاد إنتاج النفط الصخري المرتفع التكلفة بدعم من مساعي أوبك+ منذ 2016 لدعم الأسعار. وقال مصدر بأوبك+ 'لا اتفاق بدون الولايات المتحدة'. ولم تتعهد الولايات المتحدة بعد بأي خفض، بينما يقول ترامب إن إنتاج النفط الأمريكي انخفض بالفعل. وأفادت وثيقة داخلية اطلعت عليها رويترز أنه بعد محادثات أوبك+، ستستضيف السعودية اجتماعا بالفيديو يوم الجمعة لوزراء طاقة مجموعة العشرين 'لضمان استقرار سوق الطاقة'. وقال مصدر روسي بارز إن الجهود لإشراك الولايات المتحدة في اتفاق خفض الإنتاج ستكون في أجندة محادثات مجموعة العشرين يوم الجمعة المقرر أن تجرى بين 1200 و1420 بتوقيت جرينتش. وقال مصدران روسيان إن روسيا مستعدة لخفض الإنتاج بشكل كبير دون إعطاء أرقام محددة. حد أدنى للتخفيضات وتبادلت الرياض وموسكو اللوم في انهيار الاتفاق السابق لأوبك+ الشهر الماضي، وشنتا منذ ذلك الحين حربا من أجل حصة أكبر في السوق، مما دفع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في عشرين عاما تقريبا. وجرى اليوم تداول خام القياس برنت عند نحو 33 دولارا للبرميل، وهو تقريبا نصف مستواه في نهاية 2019. رفعت السعودية، صاحبة أكبر مخزون من الطاقة الإضافية في العالم بفارق كبير عن غيرها وبعض من أدنى تكاليف الإنتاج، إنتاج الخام إلى 12.3 مليون برميل يوميا في الأول من أبريل وقالت إنها تخطط لتصدير أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا. وتصر الرياض على أنها لن تتحمل مجددا ما اعتبرته عبئا جائرا لتخفيضات الإنتاج. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أساس أي تخفيضات يجب أن يكون مستويات الإنتاج في الربع الأول من العام، أي قبل أن ترفع السعودية وغيرها الإنتاج. وقالت مصادر في أوبك إن الرياض تريد أن يجري حساب التخفيضات من مستوى إنتاجها الحالي المرتفع. وقال مصدر أوبك إنه لا يوجد حتى الآن توافق بين الرياض وموسكو بشأن الحد الأدنى للتخفيضات. تحظر قوانين مكافحة الاحتكار الأمريكية على منتجي النفط في الولايات المتحدة اتخاذ أي خطوات لرفع أسعار النفط، لكن خبراء يقولون إن قيودا على الإنتاج ستكون مشروعة إذا حدد مشرعو الولايات أو الحكومة الاتحادية مستويات إنتاج أقل. يشير بالفعل منتجو نفط آخرون خارج مجموعة أوبك+ إلى استعداد للمساعدة. وقالت ألبرتا الكندية، حيث توجد ثالث أكبر احتياطات في العالم، إنها لا تمانع في الانضمام لأي اتفاق عالمي محتمل. وقالت الترويج، أكبر منتج للنفط والغاز في غرب أوروبا، إنها تدرس حضور محادثات أوبك+ يوم الخميس كمراقب، وإنها ستشارك في تخفيضات الإنتاج إذا كان هناك دعم واسع لمثل تلك الخطوة. وقال وزير الطاقة البرازيلي بنيتو ألبوكيركي إنه مستعد لحضور اجتماع مجموعة العشرين.