فكك المهارات التي تنوي اكتسابها إلى أصغر أجزاء ممكنة
الجمعة / 14 / ربيع الثاني / 1438 هـ - 21:00 - الجمعة 13 يناير 2017 21:00
أول 20 ساعة .. كيف تتعلم بسرعة؟
تأليف :جوش كاوفمان -
عرض وتحليل: إميل أمين -
هذا كتاب متميز للكاتب الأمريكي «جوش كاوفمان» صاحب أفضل الكتب مبيعا في علوم التنمية الذاتية، في هذا العمل يحلل عملية التعلم ويقسمها إلى خطوات بسيطة وفعالة ويقدم أمثلة ملهمة من الحياة الواقعية، في هذا الكتاب الصغير الملهم يجادل جوش في أنك تستطيع أن تصبح جيدا بما يكفى في أي شيء لدرجة أنك تستمتع به في 20 ساعة فقط ، بمعنى آخر كل ما يقف بينك وبين العزف على الأوكليلى هو الوقت الذي كنت ستقضيه أمام التلفزيون في الأسبوعين القادمين، فإذا كان بوسع جوش، وهو أب ومبادر أعمال مشغول، أن يفسح لنفسه ما يكفى من الوقت، فإن بقيتنا يستطيع أن يفعل ذلك.
■ تعلم ما يكفي عن كل مهارة فرعية وتدرب عليها بذكاء وصحح أخطاءك أثناء التدريب -
ما الاكتساب السريع للمهارات؟ الاكتساب السريع للمهارات هو عملية وطريقة لتقسيم المهارات التي تنوي اكتسابها إلى أصغر أجزاء ممكنة، مع تحديد الأجزاء الأكثر أهمية، ثم ممارسة هذه الأجزاء عن قصد أولا. إن الأمر بهذه البساطة والاكتساب السريع للمهارات يمر بأربع خطوات:
- تقسيم المهارات إلى أصغر مهارات فرعية ممكنة.
- تعلم ما يكفي عن كل مهارة فرعية بحيث تكون قادرا على التدرب عليها بذكاء، وتصحيح أخطائك أثناء التدريب.
- إزالة الحواجز الجسمانية والذهنية والعاطفية التي تعوق طريقك أثناء التدريب.
- التدريب على المهارات الفرعية الأكثر أهمية لعشرين ساعة على الأقل هذا هو كل شيء، فالاكتساب السريع للمهارات ليس علما معقدا مثل علوم الفضاء، فأنت ببساطة تقرر ما تتدرب عليه، وتبتكر أفضل طريقة للتدريب، وتخصص الوقت للتدريب، ثم تتدرب حتى تصل إلى المستوى المستهدف من الأداء. لا يوجد سحر هنا، إنه فقط مجهود استراتيجي يتسم بالذكاء تستثمره في شيء تهتم به، ومع قليل من التحضير سوف تكتسب المهارات الجديدة بسرعة وبمجهود أقل. ولكن هذا لا يعني أن النتائج ستكون فورية، فالرغبة في الإحساس بالرضا الفوري هي واحدة من الأسباب الرئيسية لعدم اكتساب الناس للمهارات الجديدة بسرعة عالية.
إشكالية التعليم
رغم الجهود الواعية التي يبذلها المعلمون والأساتذة حول العالم، فإن الأساليب الحديثة للتعلم والحصول على الدرجات العلمية ليس لها أي علاقة تقريبا باكتساب المهارات. اكتساب المهارة يتطلب التدريب على المهارة المطلوبة، ويتطلب فترات طويلة من التركيز المستمر، ويتطلب الإبداع والمرونة والحرية لوضع مقياس النجاح الخاص بك. لسوء الحظ معظم الأساليب الحديثة للتعليم تتطلب نوعا من التوافق البسيط. الهدف الأساسي (ولكن غير المصرح به) ليس اكتساب المهارات المفيدة، وإنما إكمال مجموعة من المعايير التي رسختها مقاييس وضعتها لجان بعيدة كل البعد عن الطالب، لأغراض التحقق من توفر سمات معينة من الظاهر أن أطراف أخرى مهتمة بها . لأن الإبداع والمرونة وحرية التجربة، وهى العناصر الأساسية للاكتساب السريع للمهارات هي أمور غير متعارضة مع عملية الحصول على الدرجة العلمية، إذا كانت المقاييس مرنه أكثر من اللازم، فإنها لن تعد مقاييس، أليس كذلك؟ لسوء الحظ ، فإن التعليم الدقيق يمكن أن يعوق اكتساب المهارات بشكل واضح. المشكلة الأساسية هي في تكلفة الفرصة، إذا كانت المتطلبات اللازمة للحصول على الدرجة العلمية بهذا القدر من الحدة بحيث تعوق قدرتك على قضاء الوقت في التدريب على المهارات المطلوبة فإن الدرجة العلمية يمكن أن تضرك أكثر مما تفيدك.
خذ شخصا ذكيا ومتحمسا مهتما ببدء شركة للبرمجة، إكمال الدرجة العلمية الجامعية في علوم الكمبيوتر في جامعة محترمة سيستغرق أربع سنوات على الأقل. في نهاية هذه السنوات الأربع سيكون المتخرج الجديد قد قضى آلاف الساعات في تعلم اللوغاريتمات وتحليل برامج الترجمة بدرجة تكفي لاجتياز عشرات الاختبارات، ولكنه لن يكون اقرب إلى إنشاء شركة البرمجة مما كان عليه قبل أن يدخل الجامعة وهذا الطالب سيئ الحظ قد حفظ الكثير من الأشياء عن برمجة الكمبيوتر على الأقل بشكل مؤقت، ولكنه لا يزال لا يعرف كيف ينشيء برنامج كمبيوتر يجده الناس مفيدا بما يكفي لشرائه.
المبادئ العشرة للاكتساب السريع للمهارات:
الآن وبعد أن صرت تفهم جيدا معنى اكتساب المهارة دعنا نتعرف على كيفية اكتساب أي مهارات جديدة. من المفيد أن تفكر في هذه المبادئ لوسائل التنمية نوع من الاستحواذ المؤقت، يحدث الاكتساب السريع للمهارات بشكل طبيعي عندما تصبح فضوليا ومهتما بشيء ما لدرجة أن تخفت اهتماماتك بالأشياء الأخرى على الأقل بشكل مؤقت. فكر في هذه المبادئ لوسائل لتحديد المهارة التي تستحق هذا الاستحواذ المؤقت، ركز عليها وتخلص من التشتيتات أو الحواجز الأخرى التي تعوقك عن التدريب الفعال عليها.
1-اختر مشروعا تحبه.
2-ركز طاقتك على مهارة واحدة فقط في الوقت نفسه.
3-حدد مستوى الأداء المستهدف.
4-فكك المهارة إلى مهارات فرعية أصغر.
5- احصل على الأدوات اللازمة.
6- تخلص من عوائق التدريب.
7- خصص وقتا للتدريب.
8- أنشئ حلقات تغذية استرجاعية.
9- تدرب باستخدام الساعة لفترات قصيرة.
10-أكد على الكمية والسرعة
الكثير من هذه المبادئ قد يبدو بديهيا بالنسبة لك، وهذا أمر لا بأس به. تذكر أن معرفة هذه المبادئ فقط ليس كافيا. يجب عليك بالفعل أن تستخدمها لكى تحصد ما تقدمه لك من فوائد.
اختر مشروعا تحبه
يقول كارل بوير أحد أعظم فلاسفة القرن العشرين: إن أفضل شيء يمكن أن يحدث للإنسان هو أن يعثر على مشكلة ثم يقع في غرام هذه المشكلة ثم يعيش محاولا حل تلك المشكلة، إلا إذا ظهرت له مشكلة تستحق غرامه أكثر. إذا أردت معادلة لعيش حياة مرضية ومثمرة، فإن هذه الحكمة لا يمكن أن تخطئ معك، يتطلب الاكتساب السريع للمهارات اختيار مشكلة أو مشروع تحبه، كلما زادت الإشارة التي تحسها تجاه المهارة التي تريد اكتسابها زادت سرعة اكتسابك لها في الواقع العملي، العثور على مشروع تحبه هو مسألة شخصية وفردية للغاية، على سبيل المثال تعلم التحدث والكتابة بلغة الماندرين الصينية ليس ضمن قائمة المهارات التي تسعى لاكتسابها لأنه لا توجد لديك حاجة ملحة في الوقت الحالي لذلك، ولكن لديك مشروعات أخرى أنت مهتم بالتعامل معها أكثر، إذا قررت الانتقال لاحقا إلى جزء يتحدث بلغة الماندرين في الصين لاحقا، فربما يصبح تعلم لغتهم أمرا مشروعا ومحبوبا لديك، ولكنك لم تنتقل إلى هناك بعد.
ركز على مهارة واحدة
من أسهل الأخطاء التي نقع فيها عند اكتساب مهارات جديدة هو محاولة اكتساب عدد أكبر من اللازم من المهارات في الوقت نفسه. إنها مسألة حسابية بسيطة، اكتساب مهارات جديدة يتطلب قدرا حرجا من التركيز والانتباه، فإذا كان لديك ساعة واحدة أو اثنتان كل يوم لتخصصهما للتدريب والتعلم، ثم قسمت هذا الوقت والطاقة المتاحة على عشرين مهارة مختلفة، فلن تحصل على أي مهارة منها على ما يكفي من الوقت والطاقة لتحقيق أي تحسين ملحوظ. إدراك هذا المبدأ أصعب لبعض الناس من البعض الآخر، اختر مهارة واحدة جديدة تريد أن تكتسبها، وواحدة فقط. ضع كل طاقتك وتركيزك المتوفر في تعلم تلك المهارة. وضع كافة المهارات الأخرى جانبا. ينصح «ديفيد ألين» مؤلف الكتاب اجعل الأمور تحدث، بوضع قائمة اسمها «يوما ما / ربما وهي قائمة بالأشياء التي ترغب في اكتشافها في وقت ما في المستقبل، ولكنها ليست مهمة بما يكفي للتركيز عليها الآن، وعن طريق بند ما في هذه القائمة فإنك تعفي نفسك مؤقتا من مسؤولية العمل عليها أو التفكير فيه إلى أن تقرر لاحقا ترقية هذا البند ونقله إلى الحالة النشطة. التركيز على مهارة أساسية واحدة في الوقت نفسه مسألة ضرورية للغاية للاكتساب السريع للمهارات. وأنت لا تتخلى عن المهارات الأخرى بشكل دائم، وإنما تدخر هذه المهارات لوقت لاحق.
حدد مستوى الأداء المستهدف
مستوى الأداء المستهدف عبارة بسيطة تحدد معنى جيدا بما يكفي بالنسبة لك، إلى أي مدى تريد أن تصبح جيدا في أداء المهارة التي تسعى لاكتسابها؟ مستوى الأداء المستهدف هو عبارة قصيرة لما سيبدو عليه مستوى الأداء الخاص بك في هذه المهارة، فكر في عبارة وصفية واحدة لما تحاول تحقيقه، وما ستكون قادرا على أدائه بعدما تنتهى، كلما صرت أكثر تحديدا في بيان مستوى الأداء المستهدف كان ذلك أفضل.
يساعدك تحديد مستوى الأداء المستهدف في تخيل ما ستبدو عليه وأنت تؤدي بشكل معين، وبمجرد تحديد مدى الجودة التي تريد أن تكون عليها في هذه المهارة، يصبح من السهل أن تحدد كيف ستحقق هذا المستوى، وباستخدام كلمات «تشارلز كيترنج» مخترع نظام الاحتراق الكهربائي في السيارات «الوصف الجديد» للمشكلة هو نصف الحل.
فكك المهارة إلى مهارات فرعية
معظم الأشياء التي ننظر إليها كمهارات تتكون في الواقع من مجموعة من المهارات الفرعية الأصغر، وبمجرد أن تحدد المهارة التي تنوى التركيز عليها فإن الخطوة التالية هي أن تفككها إلى أصغر أجزاء ممكنة. وبمجرد تفكيك المهارة بدرجة كافية من الأسهل كثيرا أن تتعرف على المهارات الفرعية التي تبدو أهم من الأخرى، وعن طريق التركيز على المهارات الفرعية الأهم أولا سوف تحقق تقدما أكبر بمجهود أقل. تفكيك المهارة يسهل أيضا تجنب الإحساس بالارتباك، فليس عليك ممارسة كل أجزاء المهارة في الوقت نفسه، وبدلا من ذلك من الأكثر فعالية أن تركز على المهارات الفرعية التي تحقق لك أكبر عوائد إجمالية. إن تفكيك المهارة قبل أن تبدأ يتيح لك أيضا تحديد أجزاء المهارة غير المهمة بالنسبة للمبتدئين، وعن طريق التخلص من الأساليب أو المهارات الفرعية غير المهمة مبكرا ستتمكن من استثمار المزيد من وقتك وطاقتك في إتقان المهارات الفرعية الأهم أولا.
احصل على الأدوات اللازمة
معظم المهارات لها متطلبات من أجل ممارستها وأدائها، من الصعب أن تلعب التنس بدون مضرب، أو تتعلم كيفية قيادة طائرة مروحية بدون إمكانية الوصول إلى واحدة ما الأدوات، أو المكونات أو البيئات التي تحتاج للوصول إليها قبل أن تتمكن من التدريب بكفاءة ؟ كيف يمكنك الحصول على أفضل الأدوات التي تستطيع العثور عليها وتحمل تكلفتها؟ إن أخذ بعض الوقت لتحديد الأدوات اللازمة قبل أن تبدأ في التدريب يوفر عليك وقتا ثمينا وعن طريق ضمان أن لديك الموارد التي تحتاجها قبل أن تبدأ، فإنك ستستفيد إلى أقصى درجة من الوقت المخصص للتدريب.
تخلص من عوائق التدريب
هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تعترض طريق التدريب والتي تزيد من صعوبة اكتسابك للمهارة الجديدة، هذه العوائق يمكن أن تكون أي شيء من الأشياء التالية:
•مجهود كبير قبل بدء التدريب: مثل وضع أدواتك في مكان غير مناسب أو عدم الحصول على الأدوات المناسبة قبل التدريب، أو أن تخطئ وأنت في مرحلة إعداد المتطلبات.
•توفر متقطع للموارد: مثل استعارة المعدات أو الاعتماد على مصدر يعمل في ساعات محددة.
•تشتيتات من البيئة المحيطة: مثل التليفزيون أو رنين الهاتف أو البريد الإلكتروني الوارد.
•عوائق عاطفية: مثل الخوف أو الشك أو الإحراج كل واحد من هذه العناصر يزيد من صعوبة البدء في التدريب وبالتالي يقلل من سرعة اكتساب المهارة، الاعتماد على قوة الإرادة وحدها من أجل التخلي عن هذه العناصر هو استراتيجية خاسرة، إن قوة الإرادة المتاحة لدينا كل يوم هي قوة محددة، ومن الأفضل أن تستخدم قوة الإرادة بحكمة.
• وأفضل طريقة لاستثمار قوة الإرادة عند اكتساب مهارة جديدة هي استخدامها لإزالة هذه العوائق البسيطة للتدريب، وعن طريق إعادة ترتيب بيئتك لجعل بدء التدريب أسهل ما يكون فإنك ستكتسب المهارة في وقت أقل بكثير.
خصص وقتا للتدريب
الوقت الذي تقضيه في اكتساب المهارة الجديدة لابد أن يأتي من مكان ما، لسوء الحظ، نميل إلى محاولة اكتساب المهارات الجديدة مع الاحتفاظ بالعديد من الأنشطة الأخرى التي نستمتع بها، مثل مشاهدة التليفزيون، وممارسة ألعاب الفيديو إلى آخره. ونقول لأنفسنا سوف أبدأ في اكتساب هذه المهارة عندما أجد الوقت، وإليك الحقيقة «إيجاد الوقت» هو مجرد أسطورة. لا أحد يجد الوقت لأي شيء بمعنى العثور بشكل سحري على مخزون إضافي من الوقت مثل العثور على ورقة بعشرين دولارا تجدها مصادفة في جيب معطفك. إذا اعتمدت على إيجاد الوقت لعمل أي شيء، فإنك لن تفعله أبدا، إذا أردت أن تجد الوقت، يجب أن تخصص هذا الوقت. لديك 24 ساعة لاستثمارها كل يوم، 1,440 دقيقة لا أكثر ولا أقل، لن تتمكن من الحصول على المزيد من الوقت أبدا، فإذا كنت تنام 8 ساعات في اليوم، فسيتبقى لديك 16 ساعة تحت تصرفك، بعض هذه الساعات ستستخدمه لكى تهتم بنفسك، وبمن تحب، وهناك ساعات أخرى سوف تستخدمها في العمل. وما يتبقى لك من الوقت سيكون مناسبا ومتاحا لاكتساب المهارات الجديدة، إذا أردت أن تحسن مهاراتك بأسرع ما يمكن، فكلما خصصت فترات متواصلة من الوقت لهذا الغرض، كان ذلك أفضل.
أنشئ حلقات تغذية استرجاعية
التغذية الاسترجاعية تعنى الحصول على معلومات دقيقة عن أدائك بأسرع ما يمكن. كلما طالت الفترة حتى تحصل على تغذية استرجاعية دقيقة طال الوقت اللازم لاكتساب المهارة. خذ فن صنع الجبن على سبيل المثال، العملية الكيميائية الدقيقة التي تصنع الجبن الرائع تستغرق في الغالب شهورا أو أعواما من أجل إكمالها، ولا توجد طريقة لتسريع العملية بدون تدمير النتائج، إذا كان الأمر يستغرق ستة أشهر من أجل تقرير إن كانت الجبن التي تصنعها جيدة أم لا، فإن التأخير في التغذية الاسترجاعية سيجعل من الصعب اكتساب المهارة بسرعة. التغذية الاسترجاعية تؤدي في الغالب إلى اكتساب سريع للمهارات إذا وصلت التغذية الاسترجاعية فورا أو بتأخير بسيط ، فسيكون من الأسهل توصيل تلك المعلومات بأفعالك والقيام بتعديلات مناسبة.
تدرب باستخدام الساعة
إن عقولنا مبنية لتتعلم، ولملاحظة الأنماط، وتحفيز مسارات الفعل المحتملة واكتشاف المرجح أن يحدث تاليا، ولكنها ليست مبنية لتقدير الوقت بدقة، لتقدير كم سيستغرق أمر ما من وقت، أو مقدار الوقت الذي قضيته في فعل شيء وفي المراحل الأولى من التدرب على المهارة الجديدة سيكون من السهل للغاية أن تغالى في تقدير الوقت الذي قضيته في التدريب، فعندما لا تكون ماهرا في شيء أو تعرف ذلك، سيمر الوقت ببطء حتى لكأنه يزحف، وستشعر أنك قد ظللت تتدرب لفترة من الوقت أطول مما قضيته في الحقيقة. والحل لهذا هو أن تتدرب باستخدام الساعة: اشتر ساعة ميقاتي جيدة واضبطها على عشرين دقيقة ، هناك قاعدة واحدة فقط بمجرد أن تبدأ الميقاتي يجب أن تتدرب حتى تنتهى الفترة، بلا استثناءات. هذه الطريقة البسيطة ستسهل عليك إكمال الفترات الطويلة من التدريب المستمر، حتى عندما تصاب بالإرهاق أو الإحباط.
أكد على الكمية والسرعة
عندما تبدأ في اكتساب مهارة جديدة من المفترض أن تركز على التدريب بشكل متقن، وهذه وصفة للفشل، بالطبع أداؤك لن يكون قريبا بأي حال إلى الإتقان، بدلا من محاولة أن تؤدي بمثالية ركز على التدريب بأكبر قدر ممكن وبأسرع ما تستطيع مع الاحتفاظ بمستوى «جيد بما يكفي». المهارة هي نتيجة التدريب المقصود والمستمر، وفي مرحلة التدريب الأولى تعد الكمية والسرعة أهم من الجودة، فكلما زادت سرعة وتكرار تدريبك، اكتسبت المهارة بسرعة أعلى. لا يعنى هذا أنك يجب أن تتجاهل الشكل الجيد عند التمرين فهناك بعض المهارات، وخاصة المهارات التي تتطلب حركات جسدية، تتطلب جودة معينة في الحركة من أجل الأداء الجيد، إذا كنت تتدرب على أسلوبك في الرسم، فإن الرسم مثل جاكسون بولاك على مائة قماشة رسم في اليوم لن يفيدك إذا كان هدفك هو رسم رسومات تحاكى الحياة الواقعية. هنا الأسلوب مهم. تأكد من التدرب باستخدام الشكل الجيد بما يكفي للوصول إلى مستوى الأداء المستهدف، وبمجرد أن تتمكن من الالتزام بالشكل الجيد للتدريب بنسبة 80 إلى 90% من الوقت ركز على السرعة من أجل الاكتساب السريع للمهارة. هذا هو كل ما في الأمر، عشرة مبادئ بسيطة لتضمن أن تمارس مهارتك الأساسية بأكفأ الطرق الممكنة وأكثرها فعالية.
عشرة مبادئ للتعلم الفعال
التعلم ليس هو نفس الشيء مثل اكتساب المهارات، ورغم ذلك فإن هذا لا يعنى أن التعلم غير مهم، إن القيام ببعض البحث قبل أن ننتقل إلى مرحلة التدريب والمنافسة بل والممارسة يمكن أن يوفر عليك بعض الوقت الثمين، والطاقة، والعناء العاطفي.
إن التعلم يجعل الممارسة أكثرة كفاءة، ويتيح لك قضاء المزيد من وقت التدريب في العمل على أهم المهارات الفرعية أولا وعملا بهذا، إليك المبادئ العشرة الكبرى للتعلم الفعال:
1- قم ببعض البحث عن المهارة والموضوعات المتعلقة بها: اقض عشرين دقيقة في البحث على الويب، أو استعراض الكتب في مكتبة، أو فحص الدورات في المكتبة المحلية عن كتب وموارد متعلقة بالمهارة التي تريدها وتريد أن تتعلمها. الهدف هو التعرف على الأقل على ثلاثة كتب، أو أقراص DVD تعليمية، أو دورات أو موارد أخرى تبدو متصلة بالمهارة التي تحاول اكتسابها. وقبل أن تصاب بالفزع افهم أنك ليست مضطرا إلى قضاء الساعات الطويلة في حفظ المكتوب في هذه الكتب أو الموارد، على العكس، الوقت الذي تقضيه في القراءة أو المشاهدة ليس هو نفسه الوقت الذي تقضيه في الممارسة، أنت لا تحضر نفسك لاختبار. الهدف من هذا البحث المبكر هو التعرف على أهم المهارات الفرعية، والمكونات المهمة، والأدوات المطلوبة لممارسة المهارة بأسرع ما يمكن، وكلما زاد ما تعرفه مقدما عن هذه المهارة كنت أكثر ذكاء في تحضيرك لها.
2- أشعر بالارتباك : بعض البحث المبكر سيحتوي على مفاهيم وأساليب وأفكار لن تفهمها. في الغالب سيبدو شيء ما مهما على نحو خاص، ولكن لن تكون لديك أي فكرة عما يعنيه، ستقرأ كلمات لن تتعرف عليها وسترى ممارسين يفعلون أشياء لا يمكن أن تتخيلها. لا تفزع، هذا الارتباك المبدئي طبيعي تماما. في الواقع إنه شيء رائع، تحرك صوب هذا الارتباك. البحث المبكر يعد أفضل الطرق للتعرف على المهارات الفرعية والأفكار المهمة، ولكن من المحتمل جدا أنك لن تعرف ما تعنيه هذه المهارات أو الأفكار. سيأتي المعنى لاحقا، بمجرد أن تبدأ الممارسة. إذا لم تكن مرتبكا بشأن نصف الأبحاث المبكرة التي أجريتها، فأنت لا تتعلم بالسرعة التي تستطيعها، إن عدم الرغبة في الوقوع في الارتباك والحيرة هو العائق العاطفي الأكبر الذي يمنعك من الاكتساب السريع للمهارات، إن الإحساس بالغباء شيء ممتع، ولكن تذكر نفسك أنك ستفهم بالممارسة سيساعدك على التحرك من الارتباك إلى الوضوح بأسرع ما يمكن.
3- تعرف على النماذج الذهنية والخطاطيف العقلية: عند إجراء بحثك ستبدأ بشكل طبيعي في ملاحظة أنماط وأفكار وأساليب سترد على بالك مرة وراء أخرى ... هذه المفاهيم تسمى «النماذج الذهنية»، وهي مهتمة للغاية، فالنماذج الذهنية هي وحدات التعلم الأكثر أساسية. فهي طريقة لفهم وتصنيف الكائنات والعلاقات الموجودة في العالم؟
وأثناء جمعك للنماذج الذهنية الدقيقة، يصبح من الأسهل توقع ما سيحدث عندما تتخذ إجراءا محددا، والنماذج الذهنية تجعل من الأسهل كثيرا مناقشة خبراتك مع الآخرين.
4- تخيل عكس ما تريده: من الطرق المخالفة للبديهة التي يمكن أن تستخدمها لكسب البصيرة بشأن مهارتك الجديدة هي أن تتخيل الكارثة وليس الإتقان .... ماذا إذا سار كل شيء بشكل خاطئ؟ إذا حصلت على أسوأ نتيجة يمكن الحصول عليها.
هذا أسلوب من أساليب حل المشكلات يسمي «العكس» وهو يفيد في تعلم أساسيات أي شيء تقريبا، فعن طريق دراسة ما تريده يمكنك التعرف على العناصر الأساسية التي لا تكون واضحة بشكل مباشر.
5- تحدث إلى الممارسين لضبط توقعاتك : التعلم المبكر سوف يساعدك على وضع التوقيعات المناسبة، عندما تبدأ في اكتساب مهارة جديدة، من الشائع للغاية أن تقلل من تعقيد المهمة، أو من عدد العناصر المتداخلة المطلوبة، للأداء بشكل جيد، إذا كانت المهارة تتضمن مكانة اجتماعية محتملة، فإن الغموض المرتبط بها يمكن أيضا أن يغيم.
التوقعات المبكرة. إن التحدث مع الأشخاص الذين اكتسبوا المهارة بالفعل قبلك سيساعدك على التخلص من المفاهيم المغلوطة قبل أن تستثمر وقتك وطاقتك، فعندما تعرف ما يمكنك أن تتوقعه أثناء تقدمك، سوف تسهل على نفسك الاحتفاظ باهتمامك بالممارسة، وتتجنب الإحباط المحتمل في المرحلة المبكرة من العملية.
6- تخلص من التشتيت في بيئتك: التشتيتات هي العدو رقم واحد للاكتئاب السريع للمهارات، فالتشتيتات تقتل التدريب المركز، وعدم التدريب المركز يؤدى إلى الاكتساب البطيء للمهارات (أو عدم الاكتساب أصلا). يمكنك أن تمنع حدوث هذا عن طريق تخصيص عدة دقائق لتوقع أكبر عدد ممكن من المشتتات والتخلص منها قبل البدء في التدريب.
وأهم مصادر التشتيتات تأتي في شكلين: الإلكترونية والبيولوجية، التلفزيون، والهاتف والإنترنت، هي مشتتات إلكترونية، أوقفها، انزع عنها القابس، امنعها أو تخلص منها بأي شكل آخر في بيئتك أثناء الممارسة والتدريب، إلا إذا كانت ضرورية للغاية بالنسبة للتدريب نفسه.
أفراد العائلة والزملاء أصحاب النوايا الطيبة هم عوائق بيولوجية، لا يمكنك أن توقف تشغيل الناس، ولكن بوسعك جعلهم يعرفون مقدما أنك ستكون غير مرتاح أثناء التدريب، مما يزيد من احتمالات أن يحترفوا وقت تدريبك ويتوقفوا عن مقاطعتك. كلما قل عدد المشتتات التي تتعرض لها أثناء التدريب زادت سرعتك.
7- استخدم التكرار المتباعد وإعادة التعزيز من أجل التذكر: لكي تستفيد مما تعلمته أثناء الممارسة يجب أن تتمكن من استعادة الأفكار ذات الصلة بسرعة. العديد من المهارات تتطلب مستوى معينا من الحفظ على الأقل، وإليك المشكلة ذاكرتك ليست مثالية، في كل مرة تتعلم فيها شيئا جديدا، فإنك على الأرجح ستنساه ما لم تراجعه خلال فترة معينة من الوقت، وتكرار الأفكار لتعزيزها، ويساعد مخك في نقلها إلى الذاكرة طويلة المدى .
الأفكار الجديدة يجب أن يتم تعزيزها بانتظام، ولكن كلما طالت فترة معرفتك بمفهوم معين، قلت الحاجة إلى مراجعته بانتظام من أجل تذكره بدقة. التكرار المتباعد وإعادة التعزيز أسلوب للحفظ يساعدك في مراجعة المفاهيم المهمة بطريقة منهجية وعلى أساس منتظم.
8- ضع سقالات وقوائم تحقق: الكثير من المهارات تتضمن نوعا من الروتين، الإعداد والتجهيز والصيانة وغيرها. إن إنشاء نظام بسيط هو أفضل طريق لضمان أن تحدث هذه العناصر المهمة بأقل قدر ممكن من المجهود الإضافي.
قوائم التحقق هي أداة عملية من أجل تذكر الأشياء التي يجب إنجازها في كل وقت تتدرب فيه، وهي طريقة لمنهجة العملية التي تحرر انتباهك للتركيز على أمور أكثر أهمية.
السقالات هي هياكل تضمن أن تقترب من المهارة بنفس الطريقة في كل مرة، فكر في لاعب كرة السلة الذي يؤسس لتدريب الرمية الحرة. مسح اليدين على الشورت، إرخاء الكتفين. الإمساك بالكرة من الحكم، تربيت الكرة ثلاث مرات، التوقف لثوان ثلاث، توجيه الكرة، هذه سقالة.
إن إنشاء السقالات وقوائم التحقق يجعل تدريبك أكثر كفاءة، وهى أيضا تجعل تدريبك سهل التخيل، مما يساعدك على الاستفادة من التدريب الذهني، وهو الذي يساعدك بدوره في بعض أشكال التدريب البدني.
9- ضع توقعات واختبرها: جزء من عملية اكتساب المهارة يتضمن التجارب، تجربة أشياء جديدة لكي ترى إن كانت تفيد، الاختبار الحقيقي للتعلم المفيد هو التوقع، بناء على ما تعرفه هل يمكنك أن تخمن ما الذي سينتج عن تغيير أوتجربة ما قبل أن تقوم بها؟ إن اكتساب عادة التوقع واختبار التوقع سيساعدك على اكتساب المهارة بسرعة أعلى وهو تنويع على الأسلوب العلمي وبه أربعة عناصر أساسية:
-الملاحظات: ما الذي تلاحظه حاليا؟
-المعلومات: ما الذي تعرفه بالفعل عن الموضوع؟
-الافتراضات: ما الذي تظنه سيحسن من أدائك؟ الاختبارات: ما الذي ستجربه تاليا؟
10- احترم قدراتك البيولوجية:عقلك وجسمك أنظمة بيولوجية لديها احتياجات بيولوجية، طعام، ماء، تدريب، راحة، نوم، من السهل للغاية أن تضغط على نفسك أكثر من اللازم، وهذا سيقلل من إنتاجيتك، فبدون المدخلات الصحيحة لن ينتج عقلك وجسمك مخرجات مفيدة.
إن دورة التعلم المثالية يبدو أنها 90 دقيقة من التدريب المركز تقريبا، وأي زيادة على ذلك، سيحتاج عقلك وجسمك بصورة طبيعته إلى راحة. استخدام هذه الفرصة للتدريب، والراحة، وتناول الوجبات الخفيفة أو أخذ غفوة أوفعل أي شيء آخر.
هذا المبدأ ينسجم بشكل ممتاز مع مبدأ التدرب بالساعة، فعن طريق وضع مؤقت لمدة من 60 إلى90 دقيقة قبل البدء في التدريب أو البحث، سيصبح من السهل أن تتذكر أن تأخذ راحة عندما تنتهي.
يمكنك أيضا أن تقسم تدريبك إلى عدة أجزاء أصغر، مع راحة بسيطة، في الوسط إذا احتجت لها، عشرين دقيقة من التدريب، وراحة عشر دقائق، إلى آخره.