العرب والعالم

شـهيد وإصابات في مواجهات واسعة بمخيم جنين

912852
 
912852
تحذير من مخطط تهجيري تدريجي لفلسطينيي الداخل - رام الله - عمان - نظير فالح:- استشهد الشاب محمد محمود أبو خليفة (19 عاما) وأصيب 5 آخرون برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مواجهات ضارية شهدها مخيم جنين شمال الضفة الغربية، فجر أمس، امتدادًا لمواجهات عنيفة يشهدها المخيم في الأيام الأخيرة. وقال شهود عيان: إن مستعربين تسللوا للمخيم بلباس مدني وسيارة مدنية قبل أن يتم اكتشاف أمرهم قرب المستشفى الحكومي حيث أعقب ذلك اقتحام عشرات الآليات العسكرية ووحدات مشاة للمخيم من ناحية حارة السمران ومنطقة الجابريات وواد برقين. وأشاروا إلى تصدي الشبان والمقاومين للاقتحام حيث تعرضت قوات الاحتلال لإطلاق وابل من القنابل محلية الصنع والأعيرة النارية فيما لم تؤكد أنباء عن إصابة أحد جنود الاحتلال خلال المواجهات. وأضافت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة النارية بشكل هستيري ما أدى إلى استشهاد الشاب محمد محمود أبو خليفة وإصابة 5 آخرين نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وانسحبت قوات الاحتلال من المخيم وسط أجواء من التوتر الشديد. كما نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حملة دهم في مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت خلالها 3 فلسطينيين، وسلّمت آخرين بلاغات للتحقيق. وذكر تقرير صادر عن جيش الاحتلال، أن قواته اعتقلت 3 فلسطينيين ممن وصفهم بـ«المطلوبين»، بدعوى ممارسة أنشطة تتعلّق بالمقاومة ضد الجنود والمستوطنين. وأوضح تقرير الجيش أن الاعتقالات طالت فلسطينيًا من بلدة «بيتونيا» غرب رام الله، وآخريْن من قرية «بتير» غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مناطق في محيط بيت لحم، وسلّمت عددًا من الشبان بلاغات للتحقيق معهم لدى مخابراتها. فيما واصل جيش الاحتلال اقتحامه الليلي لقرية «عورتا» جنوب شرق نابلس، وشرع جنود الاحتلال بدهم منازل المواطنين والتحقيق معهم، وجمع البيانات الخاصة بهم من أسماء وأرقام هواتف. من جهة أخرى أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى حكومته بتسريع طرح مشروع قانون مصادرة الأراضي الفلسطينية أو ما يعرف باسم «قانون تنظيم الاستيطان»، للتصويت عليه في «الكنيست». وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية المقربة من نتانياهو: إن عملية التصويت على مشروع القانون المذكور ستتم خلال الأسبوع الجاري. فيما ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس، أن مكتب نتانياهو قام بإطلاع مستوطني «عوفرا» اليهودية المقامة على أراضي الفلسطينيين في رام الله، بمساعي الحكومة لإقرار مقترح القانون. وبحسب ما نشرته الصحف العبرية، فقد تم يوم الخميس الماضي دعوة أعضاء اللجنة البرلمانية الخاصة التي تضم ممثلين من «لجنة الخارجية والأمن» و«لجنة القانون» للاجتماع اليوم، لمناقشة المشروع وطرحه للتصويت في القراءتين الثانية والثالثة. يذكر أن «الكنيست»، صادق بالقراءة الأولى الشهر الماضي على مشروع قانون «تنظيم الاستيطان» الذي تقدم به نواب يمينيون بهدف شرعنة مئات الوحدات الاستيطانية التي أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة. ونص مشروع القانون على «حق إسرائيل في مصادرة حق الفلسطينيين باستخدام هذه الأراضي ونقل المسؤولية عنها لحارس أملاك الدولة، وذلك إلى حين التوصل إلى اتفاق سلام». ويسري مشروع القانون حال إقراره، على البؤر الاستيطانية التي كان للاحتلال قرار في إقامتها مثل مستوطنة «عمونة» (شمال شرق رام الله)، وينص أيضًا على أن الفلسطينيين الذين يستطيعون إثبات ملكيتهم للأرض المقامة عليها البؤر الاستيطانية يحصلون على تعويضات مالية مضاعفة. وصادقت الكنيست على مشروع القانون هذا بالقراءة الأولى، غير آبهة بالانتقادات السياسية والقانونية ضده، وذلك بعد أن أزال رئيس حزب ‹كولانو› ووزير المالية، موشيه كحلون، معارضته له. في الأثناء حذر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة من أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لقربة أم الحيران في النقب، والمضي في مخططاته ضد الحقوق المشروعة لفلسطينيي الداخل «يستهدف وجودهم ويحاول تنفيذ حلمه بتهجيرهم تدريجيا وسط صمت دولي». وأكد الخضري في تصريح صحفي وصل «عُمان» نسخة منه، أمس، أن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي للقرية وهدم ومصادرة الكرفانات (بيوت متنقلة) من جديد، إمعان في استهداف فلسطينيي الداخل وتماديًا في العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني. وقال الخضري: «صمت المجتمع الدولي يغري الاحتلال للمزيد من المخططات، إلى جانب ردود الفعل العربية والإسلامية الضعيفة والانقسام الفلسطيني». وأكد ضرورة التوحد الفلسطيني وإنهاء كل الخلافات في ظل التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني من احتلال وحصار واستيطان وتهويد. ودعا الخضري المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في حقه بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس وإنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان. وأشاد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار بصمود قرية أم الحيران وفلسطيني الداخل في وجه الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية بحقهم، وإرادتهم وتحديهم الكبير لكل مخططات تهجيرهم عن أرضهم.