العرب والعالم

الأمم المتحدة مستعدة لرفع مستوى الاستجابة في اليمن وتطلب 2.1 مليار دولار

أمريكا تستأنف غاراتها الجوية ضد «القاعدة» - صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - هدّد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بحشد 400 ألف مقاتل وإرسالهم إلى الحدود اليمنية السعودية. وأشار صالح الذي يرأس حزب «المؤتمر الشعبي العام» في «لقاء تشاوري» لقيادات المؤتمر بمحافظة صنعاء «المتاخمة للعاصمة» إلى العسكريين الذين «يجلسون في منازلهم» والذين قدّر عددهم بـ 400 ألف من الضباط والصف والجنود من «المتضرّرين من عملية إعادة هيكلة الجيش» التي نفّذها الرئيس عبد ربه منصور هادي. داعياً إياهم إلى جبهات نجران وعسير وجازان. وطالب «حكومة الإنقاذ الوطني» ووزارة الدفاع بتوفير وسائل النقل والعتاد للمقاتلين الذين وصفهم بأنهم «مقاتلين أشدّاء مدرّبين على مختلف أنواع الأسلحة وعلى كل الظروف» مؤكداً أن «المعادلة ستتغيّر». من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أنه تم تنفيذ أكثر من20 غارة جوية أمس الأوّل ضد مسلّحي تنظيم القاعدة في اليمن ومواقعهم ومعدّاتهم في محافظات أبين والبيضاء وشبوة. في غضون ذلك اختتم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، زيارة إلى اليمن استمرّت خمسة أيام، وهي الثانية له خلال الأشهر الـ 15 الماضية، من أجل الوقوف على بيّنة من الوضع على الأرض. وفي حديثه إلى الصحفيين في صنعاء أشار أوبراين إلى أن ما يقرب من 19 مليون شخص في اليمن وهو ما يعادل ثلثي السكان تقريباً بحاجة إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية. وأضاف أن سبعة ملايين شخص في اليمن لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية. ونقلاً عن لسان منسّق الإغاثة في حالات الطوارئ، قال المتحدّث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه في حين أن الأمم المتحدة وشركاءها على استعداد لرفع مستوى الاستجابة في اليمن، هناك حاجة إلى تمويل بمقدار 2.1 مليار دولار. وأضاف دو جاريك في المؤتمر الصحفي اليومي: «الحصول على الأموال ليس كافياً في حد ذاته. نحن أيضاً بحاجة إلى أن تيسّر جميع أطراف الصراع وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون أي عائق، في جميع الأوقات». وذكر دوجاريك أن أوبراين سيقوم بزيارة إلى شمال كينيا والصومال خلال الأيام المقبلة، ليطّلع بنفسه على أثر الجفاف وانعدام الأمن الغذائي الحاد في المنطقة. من جانب آخر كثفت طائرات أمريكية بدون طيار، في وقت مبكر أمس غاراتها الجوية على مواقع خاضعة لسيطرة عناصر تنظيم القاعدة، بمحافظتي البيضاء وشبوة اليمنيتين. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن طائرات أمريكية من دون طيار وأخرى عمودية شنت أكثر من عشر غارات جوية على مناطق نوفان وعقبة زعج في قيفة رداع، بمديرية القريشية، إلى جانب منطقة يكلا بمديرية ولد ربيع، بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وفي محافظة شبوة شرقي اليمن، شنت الطائرات الأمريكية من دون طيار أكثر من 35 غارة جوية على وادي يشبم في مديرية الصعيد، حسب مصادر محلية أخرى. واستهدفت الغارات ثلاثة منازل في وادي يشبم بالقرب من مديرية الصعيد في محافظة شبوة (جنوب) بحسب المصادر نفسها. احد هذه المنازل يعود إلى سعد عاطف القيادي في التنظيم الجهادي في شبوة. ورد الجهاديون بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات، بحسب المصدر نفسه ومسؤولين أمنيين. وأشار احد سكان مديرية الصعيد إلى «ليلة رهيبة». وقبيل فجر أمس الأول، شنت الولايات المتحدة نحو عشرين غارة ضد تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» من خلال طائرات بدون طيار ومقاتلات جوية وهو أمر غير مألوف مما يشكل مؤشرا على تكثيف واشنطن جهودها في محاربة المجموعة المتشددة. من جهتها، أعلنت مصادر أمنية وقبلية مقتل 12 شخصا يشتبه بانتمائهم الى القاعدة. وتواصل واشنطن منذ أعوام تنفيذ غارات جوية بطائرات من دون طيار تستهدف فرع التنظيم في اليمن والذي يعتبر الأكثر خطورة، لكن وتيرة الغارات ازدادت في الأشهر الأخيرة. ورفض المسؤولون العسكريون الأمريكيون تأكيد معلومات نشرتها القاعدة بان سفنا حربية وفرق كوماندوس شاركت في ضربات أمس الأول. وعلق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس أن «القاعدة تستفيد من المناطق الخارجة عن نطاق السلطة في اليمن من أجل إعداد أو توجيه هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها». وشدد على أن «القوات الأمريكية ستواصل العمل مع الحكومة اليمنية من أجل التغلب على القاعدة». في 29 يناير الماضي، أدى إنزال للقوات الأمريكية الخاصة ضد التنظيم في محافظة البيضاء بوسط اليمن إلى مقتل نساء وأطفال بالإضافة إلى احد الجنود الأمريكيين.