العرب والعالم

الضباب والأمطار يعرقلان تقدم القوات العراقية غرب الموصل

الدفعة الأولى من المقاتلات الكورية تصل العراق - بغداد- عمان - جبار الربيعي-(روتيرز) - أجبرت الأمطار والضباب القوات الحكومية العراقية أمس على وقف تقدمها لاستعادة المدينة القديمة بالموصل من تنظيم «داعش» حيث تحصن المتشددون في أزقة ضيقة وفي البيوت وقاوموا بنيران القناصة وهجمات انتحارية وسيارات ملغومة. واقتربت قوات من الشرطة الاتحادية ووحدات الرد السريع إلى مسافة 500 متر من جامع النوري الذي أعلن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش منه قيام دولة خلافة في عام 2014. وظهرت راية التنظيم السوداء واضحة على مئذنة الجامع. وقال اللواء حيدر ضرغام قائد فرقة النخبة في الشرطة الاتحادية أمس إن قواته تتمسك بمواقع استعادتها بالأمس وإن هناك مقاومة كبيرة في المنطقة باستخدام القناصة والسيارات الملغومة. وستمثل استعادة السيطرة على جامع النوري نصرا رمزيا مهما إضافة إلى المكسب الفعلي على الأرض. وفي وقت سابق أمس سعت القوات العراقية لتطويق المدينة القديمة في الموصل والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محاولة لحصار المتشددين المتحصنين داخلها. وتمت استعادة أجزاء أخرى من غرب الموصل منها المستشفى خلال أمس الأول وصباح أمس لكن ضباطا قالوا إن التقدم تباطأ بسبب تفجير سيارات ملغومة وتلغيم منازل وأزقة. ثم توقف التقدم بسبب سوء الأحوال الجوية. ورد التنظيم المتشدد بهجمات متفرقة بعضها بنيران قذائف المورتر على مواقع الحكومة. وردت القوات الحكومية بقذائف مورتر وضربات بطائرات مروحية مقاتلة. وقالت الشرطة إنها قتلت تسعة متشددين حاولوا شن هجوم مضاد على أحد مواقعها بقذائف صاروخية. وقال ضابط من الشرطة الاتحادية إن القادة مجتمعين لتعديل خططهم. وأضاف «خطط الهجوم الجديدة يجب أن تتلاءم مع التضاريس المعقدة والأزقة الضيقة.» وتابع:الشوارع الضيقة تمنعنا من استخدام العجلات المدرعة وهذا الأمر بالتأكيد سوف يجعل من جنودنا عرضة لنيران العدو. الخطط الجديدة تحت الدراسة ستكون كفيلة بمعالجة هذا الأمر.» ومن أولويات القوات كذلك ضمان سلامة المدنيين الذين يعاني الكثيرون منهم من الجوع بسبب نقص مخصصات الغذاء ويشعرون بالصدمة من العيش تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية الصارم. وقال ضرغام متحدثا من داخل المدينة في قاعدة متقدمة لقوات الشرطة يجتازها لاجئون وسط الشوارع الموحلة والمنازل المهدمة إن نحو ستة آلاف من مقاتلي التنظيم المتشدد مازالوا في الموصل منهم مقاتلون عرب وأجانب. وقال إن مهاجمين انتحاريين قادوا سيارات ملغومة باتجاه القوات. وأضاف أن ثلاث هجمات من هذا النوع وقعت صباح اليوم. وسيطرت القوات كذلك على مبان يجري بداخلها تلغيم المركبات.وتابع ضرغام أن المتشددين بدأوا في إحراق منازلهم وهو ما يعني أنهم يتقهقرون. من جانبها كشفت وزارة الدفاع العراقية، عن وصول الدفعة الأولى من الطائرات الكورية المقاتلة «T50» إلى العراق لتشارك في العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل من عناصر تنظيم داعش الإرهابي. وقال قائد القوة الجوية الفريق الركن أنور حمه أمين، إنه تم «وصول الوجبة الأولى من الطائرات المقاتلة إلـ T50 كورية الصنع إلى العراق»، مؤكداً أن «هذه الطائرات وصلت مع معداتها الفنية والأسلحة الخاصة بها والطيارين والفنيين من الدفعة الأولى الخاصة بالتدريب على هذا النوع من الطائرات». وأشار أمين إلى أن «طائرات الـT50 المقاتلة تعتبر من الطائرات الحديثة جداً حيث تمتلك أجهزة دقيقة ومعدات استطلاع وأسلحة تصويب غاية في الدقة»، مشيراً إلى أن «هذه الطائرات سوف تدخل الخدمة في القريب العاجل جدا وتشارك بقية الطائرات في العمليات الجوية ضد التنظيمات الإرهابية وحماية سماء العراق من أي عدوان عليه». وفي الانبار، افاد مصدر أمني في المحافظة، عن تدمير معسكر ومعمل تفخيخ تابعين لتنظيم «داعش» غربي محافظة الأنبار. وقال المصدر إن « طيران الجيش العراقي قصف معسكراً ومعمل تفخيخ وأربع مضافات لتنظيم داعش في منطقة المدهم جنوب غرب مدينة عنه 210 كم (غرب الرمادي)». وذكر المصدر إن «القصف أسفر عن تدمير المعسكر ومعمل التفخيخ والمضافات وقتل عدد من الإرهابيين في تنظيم داعش بداخلها». وفي بغداد، قُتل مدني وأصيب أربعة آخرون بانفجار عبوة ناسفة شمالي بغداد. وقال مصدر في الشرطة العراقية، إن «عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب طريق قرب سوق شعبية في منطقة سبع البور شمالي العاصمة بغداد، انفجرت صباح امس، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة أربعة آخرين بجروح مُتفاوتة».