مرايا

« التوحد في كلمات وصور» دليل الوالدين لمعرفة ما يمكن أن يصيب أطفالهم

955131
 
955131
يصاب به 1-2 من كل 100 شخص في العالم - تندر المكتبة العربية، الأكاديمية منها والعامة، من الكتب والدراسات التي تناولت ظاهرة مرض التوحد. وهذا الكتاب وضع أمام القارئ مادة موسوعية موثقة بالشروح المبسطة وبالصور والجداول لتكريس الفهم، كما أن المادة العلمية لمضامين الكتاب يمكن أن تنور القارئ وتوضح له أحد الأمراض التي تصيب العديد من الأطفال . وقد تناولت مؤلفة الكتاب د. سمر دقاق بدوي (الطبيبة بعيادة التوحد والتدخل المبكر، في قسم الطب النفسي للأطفال واليفع، بمستشفى المسرة) الكثير مما يخص هذا المرض، فقد تضمن الفصل الأول منه مادة تاريخية عن التوحد، والفصل الثاني تناول التوحد وظاهرة العلماء. والثالث التطور النمائي عند الأطفال. أما الرابع فقد تناول اللعب عند الأطفال وتأثير الشاشات الإلكترونية. والخامس مراحل تطورا التفاعل والتواصل الاجتماعي عند الأطفال. والسادس تعريف اضطراب طيف التوحد. والسابع: الأعلام الحمراء لاضطرابات التطور النمائي واضطراب التوحد. والثامن: عجز التواصل والتفاعل الاجتماعي. والتاسع: السلوكيات النمطية المتكررة. وتضمن الفصل العاشر: الاضطرابات الحسية. والحادي عشر: الاضطرابات الحركية. والثاني عشر: نوبات الغضب، والثالث عشر: عدم تقليل الخطر. والرابع عشر: اضطرابات النوم واضطرابات أخرى. والخامس عشر: التشخيص. والسادس عشر: الأسباب والانتشار. والسابع عشر: العلاجات المؤيدة بالأدلة. والثامن عشر: العلاجات غير المؤيدة بالأدلة. والتاسع عشر: همساتي لكم. وأخيرا تضمن الفصل العشرون: مواقف الأهل من التشخيص. وقد بينت د. سمر في تعريف: «اضطراب طيف التوحد»( Austin pectrum Disorder ) أو ما يعرف بشكل مختصر بمصطلح «التوحد» أنه يشير بشكل عام لاضطراب نمائي عصبي معقد ويتميز بدرجات متفاوتة من الشدة. ‏ويتميز باضطراب التفاعل والتواصل اللفظي وغير اللفظي والسلوكيات المتكررة و قد يترافق مع اضطراب حسي. وأضافت: قد شمل الدليل التشخيصي والإحصائي 5-DSM . في الشهر الخامس من عام 2013، حيث تم دمج جميع اضطرابات التوحد في تشخيص موحد ‏تحت مظلة اضطراب طيف التوحد وشملت: اضطراب بالتوحد، اضطراب الطفولة التفككي، اضطراب تنموي شامل غير محدد و متلازمة اسبرجر. وقد أوضحت مؤلفة الكتاب أن التوحد يؤثر على عشرات الملايين في جميع أنحاء العالم، وكل فرد يعاني من اضطراب طيف التوحد هو فريد لا يشبه الآخرين، وأن الكثير من هؤلاء على مدار طيف التوحد لديهم قدرات استثنائية في المهارات البصرية والموسيقية وبعض المهارات الأكاديمية. ‏ونحو 40% لديهم القدرات الفكرية متوسط الى عالية. وأكدت قائلة :«في الواقع العديد من الأشخاص على مدار الطيف ‏يستحقون أن نفخر بقدراتهم المميزة ‏رغم ‏طريقتهم الغريبة في رؤية العالم «نحتاج القليل من موروثات التوحد لأننا بدونها نخسر العلماء والفنانين ونكسب مجموعة من الناس تتحدث طوال الوقت» تمبل غراندين. وأضافت ‏الآخرون الذين يعانون من التوحد لديهم عجز كبير ولا يستطيعون العيش بصورة مستقلة حوالي 25-30% ‏من حالات التوحد ليس لديهم القدرة على النطق، ويمكنهم تعلم كيفية التواصل باستخدام وسائل أخرى مثل الصور. ‏فنحن مجتمع تتمثل مهمتنا في تحسين حياة جميع الأفراد، ‏وهذا يعني تطوير وتقديم علاجات أكثر فعالية ‏بحيث يمكنها معالجة ‏التحديات الكبيرة و إلى أن يتحقق ذلك علينا زيادة القبول والاحترام والدعم لهؤلاء الأطفال وذويهم . ‏وأشارت أيضا إلى أن كل ما يخص ‏تعريف اضطراب طيف التوحد يستند إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية -DSM-v - ‏الطبعة الخامسة - ‏واشترك بتأليف هذا الجزء من الدليل مجموعة من أطباء الأطفال باختصاصات مختلفة ( ‏اختصاص الأطفال والتطور عند الأطفال - عصبية أو النفسية عند الأطفال) إلى جانب اختصاصي العلاج النفسي الطبي وغيرهم. ‏ما يميز‏ اضطراب التوحد (أ) ‏قصور دائم ومستمر في التفاعل والتواصل الاجتماعي ويتظاهر عبر السياقات (البيئات) ‏المختلفة التي يتفاعل فيها الطفل سواء تم التعبير عن هذا القصور حاليا او سابقا وتم التأكد من حدوثه بالتشخيص الرجعي. فيما يلي أمثلة توضيحية: -‏قصور في التفاعل الاجتماعي -‏العاطفي الانفعالي المتبادل والمستمر، ‏مثل الفشل في البدء أو الشروع في حوار تبادلي جيئة وذهابا، و ‏يتراوح بين نقص في القدرة على مشاركة الاهتمامات و المشاعر أو العاطفة، ‏الى الفشل في البدء أو الاستجابة للتفاعل والمبادرة الاجتماعية. -قصور ‏مستمر ودائم في السلوك التواصلي الاجتماعي غير اللفظي، وضعف القدرة على توظيف السلوكيات التواصلية اللفظية وغير اللفظية من خلال التفاعل الاجتماعي، و يتراوح من قصور في التواصل العيني و فشل توظيف لغة الجسد أو القصور في فهم واستخدام الإيماءات ‏في التفاعل الاجتماعي إلى غياب أو فقد القدرة على توظيف تعابير الوجه والتواصل غير اللفظي في التفاعل الاجتماعي. -قصور في القدرة على المبادرة أو على تطوير و استيعاب ومتابعة العلاقات الاجتماعية، مثل صعوبات تكيف السلوك ليتناسب مع المواقف الاجتماعية المختلفة، وعجز في القدرة على مشاركة اللعب التخيلي أو تكوين الصداقات، إلى غياب الاهتمام بالأقران. ويستخدم بعض الكتّاب كلمة « توحد» عند الإشارة إلى مجموعة من اضطرابات طيف التوحد أو مختلف اضطرابات النمو المتفشية الذي هو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، وتتطلب معايير التشخيص ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات. ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها؛ ولم يفهم جيدًا كيف يحدث هذا الأمر. أسس وراثية ويعتبر التوحد أحد ثلاثة اضطرابات تندرج تحت مرض طيف التوحد، ويكون الاضطرابان الثاني والثالث معًا متلازمة أسبرجر، التي تفتقر إلى التأخر في النمو المعرفي وفي اللغة، وما يعرف باضطراب النمو المتفشي، ويتم تشخيصه في حالة عدم تواجد معايير تحديد مرض التوحد أو متلازمة أسبرجر.وللتوحد أسس وراثية قوية، على الرغم من أن جينات التوحد معقدة، وأنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن تفسير سبب التوحد من خلال الطفرات النادرة، من خلال وجود مجموعات نادرة من المتغيرات الجينية المشتركة. وفي بعض الحالات النادرة، يرتبط التوحد بقوة شديدة مع العوامل المسببة للتشوهات الخلقية، وتحيط الخلافات بالمسببات البيئية الأخرى، مثل المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية أو لقاحات الطفولة؛ ولا يمكن تصديق افتراض اللقاح بيولوجيا، لقلة الأدلة العلمية المقنعة.وأشارت أيضا أنه يصاب بمرض التوحد حوالي 1-2 من كل 100 شخص في جميع أنحاء العالم، ويصاب به الأولاد 4 مرات أكثر من البنات، وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنه تم إصابة 1.5% من أطفال الأمم المتحدة ( واحد من كل 68) بالتوحد، وذلك اعتبارًا من عام 2014، بزيادة بلغت نسبتها 30% عن عام 2012، حيث كان يصاب فرد من كل 88. ولقد زاد عدد المصابين بالمرض بشكل كبير منذ الثمانينات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التغيرات التي حدت في تشخيص المرض، وإلى الحوافز المالية التي خصصتها الدولة لتحديد أسبابه؛ ولم تتم الإجابة عما إذا كان انتشار المرض قد زاد فعليًا أم لا. مؤشرات وعادة ما يلاحظ الآباء مؤشرات التوحد في العامين الأولين من حياة الطفل، وتتطور هذه المؤشرات تطورًا تدريجيًا، ولكن بعض الأطفال المصابين بهذا المرض يتطورون في النمو بشكل أكثر من الطبيعي ثم يبدؤون في التراجع أو التدهور. وتساعد التدخلات السلوكية والمعرفية والخطابية الأطفال المصابين بالتوحد على اكتساب مهارات الرعاية الذاتية ومهارات اجتماعية ومهارات التواصل، وعلى الرغم من عدم وجود علاج معروف؛ فهناك تقارير عن حالات تم شفاؤها. ولا يعيش الكثير من الأطفال الذين يعانون من هذا المرض بشكل مستقل بعد بلوغ سن الرشد، ولكن البعض أصبح ناجحًا في ذلك، وقد تطورت ثقافة التوحد، فأصبح هناك بعض الأفراد الذين يسعون إلى تلقي العلاج، وغيرهم الذين يؤمنون بأنه ينبغي قبول المصابين بالمرض واعتبارهم مختلفين وعدم التعامل معهم على أنهم يعانون من اضطرابات. وأكدت أن التوحد هو اضطراب متغير بدرجة ملحوظة في النمو العصبي، يظهر للمرة الأولى في مرحلة الطفولة، ويتبع عامة مسارًا ثابتًا دون سكون، وتبدأ الأعراض الصريحة تدريجيًا بعد عمر ستة أشهر، وتثبت في عمر سنتين أو ثلاث، وتميل إلى الاستمرار خلال مرحلة البلوغ، على الرغم من أنها في كثير من الأحيان تظهر في شكل أكثر فتورًا أو ضآلة. ويتميز المرض بوجود ثلاثة أعراض محددة وليس أحد الأعراض فقط: ضعف في التفاعل الاجتماعي، ضعف في التواصل، واهتمامات وأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، وهناك جوانب أخرى شائعة مثل وجود نمط معين في تناول الطعام، ولكن لا يعتبر ذلك ضروريًا لتشخيص المرض. وتحدث أعراض التوحد بين عموم السكان، ويبدو أنها ليست مقترنة بهم بشكل كبير، ولا يوجد خط فاصل يميز بين المصابين بالمرض بشدة وبين من توجد لديهم الأعراض الشائعة .