شرفات

كتاب جديد يدرس جماليات التفاعل في القصة والرواية

القاهرة- «العمانية»: صدر عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر كتاب جديد بعنوان «جماليات التفاعل في القصة والرواية»، يقدم فيه الناقد والقاص حسن الجوخ، قراءات نقدية لعدد من الأعمال الروائية والقصصية. ويتناول الكتاب في قسمه الأول الرؤى النقدية لستّ مجموعات قصصية، ويشتمل القسم الثاني على دراسة نظرية عن «تحديد مصطلح الرواية القصيرة»، فضلًا عن سبع دراسات تطبيقية على أعمال روائية لم يلتفت النقد إليها. ويوضح المؤلف أن القصاصين والروائيين الذين تناولهم يمثلون أجيالًا أدبية مختلفة وتيارات فكرية وفنية متعددة. ويرى أن التطور الفني لدي الأديب الراحل عبدالعال الحمامصي في مجموعته القصصية «هذا الصوت» كان نابعًا من خلال مشواره الفني الطويل وتوقه إلى التجديد، «ففي قصصه ما في قصص الرواد من أصالة، وفيها من المعاصرة ما للمعاصرة من سمات». ويؤكد المؤلف أن الحمامصي وظّف قصصه توظيفًا فنيًا مسؤولًا تجاه قضايا الإنسانية. وحول تجربة محمد قطب في مجموعته القصصية «صدء القلوب» يقول الجوخ إن قطب تغويه أحيانًا جمالية الصورة البلاغية فينساق وراءها دون تحسب، فتحدث زيادات ونتوءات لغوية تثقل كاهل القصة فيكون حذفها أجدى من وجودها. ويشير إلى أن فلسفة الشكل القصصي لمجموعة «القابض على الجمر» لرفقي بدوي تتمحور حول فكرة ضرورة التعبير عن لحظات أو مواقف إنسانية خاطفة دالّة لا تتصل بما قبلها أو بما بعدها ولا تصلح القصة القصيرة أو الرواية أو غيرها من أشكال الكتابة للتعبير عنها تعبيرًا صادقًا يتناسب وطبيعة تلك اللحظات وفرادتها. ويري الجوخ أن القاص سعد عبدالحميد في مجموعته «قبل الخروج من الطابور» كان يستفيد من معطيات التراث الديني، ودلالات الرمز، وعالم الأحلام، ودخيلة النفس الإنسانية القلقة في آن معًا، مضفرًا ذلك في ضفيرة فنية واحدة، تكتسب تركيبًا ذا طبيعة خاصة في النسيج السردي، يثبت عبدالحميد من خلاله قدرته علي التشكيل القصصي وتكريس مكانته الأدبية بين أبناء مرحلته. ويبين الجوخ أن هناك عراقيل تواجه تحديد تعريف «القصة القصيرة» منها ما يرجع إلى الشعبية والانتشار اللذين يتمتع بهما هذا الجنس الأدبي، ومنها ما يرجع إلى غزارة الكتابة فيها وحداثة فن «القصة القصيرة» إذا قيس بالشعر مثلًا أضف إلى ذلك تكاسل النقاد عن متابعة إنجازات القصة المؤثرة وتقويم نتاجها بما يتناسب وأهميتها. ويلفت النظر إلى أن مصطلح «القصة القصيرة» لم يدخل كمفهوم أدبي يُقصَد به جنس أدبي محدد بطريقة جادة في اللغة الإنجليزية إلا عندما ذُكر في ملحق قاموس «أكسفورد» الإنجليزي الذي نُشر عام 1933، وبدأت المناقشات النظرية حول القصة القصيرة كفن أدبي قبل تسميته بنحو قرن من الزمن عندما ذكره الكاتب الأمريكي إدجار آلن بو في بعض مقالاته، ولكن لم تتطور المناقشة في هذا المجال إلا ببطء، وحتى الآن ما تزال معالم القصة القصيرة غير محددة تحديدًا قاطعًا كفن أدبي مقروء.