العرب والعالم

كوريا الشمالية تطلق صاروخا بعد دعوة أمريكية للتصدي «للتهديد النووي»

997260
 
997260
الناتو يستبعد الاضطلاع بدور في الصراع مع بيونج يانج - عواصم - (وكلات): أطلقت كوريا الشمالية أمس صاروخا بالستيا في تجربة فاشلة في ما يبدو انه رد على دعوة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة للتصدي «لتهديد نظام بيونج يانج النووي» عبر تشديد العقوبات الدولية عليه. وبعد ساعات على اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي «أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا من موقع» بشمال بيونج يانج كما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وقال المصدر نفسه «نعتقد أن التجربة باءت بالفشل» موضحا أن الصاروخ لم يحلق سوى لبضع دقائق إلى الشمال الشرقي على ارتفاع 71 كلم فقط. وأكدت القيادة الأمريكية للمحيط الهادئ إطلاق «صاروخ بقي في إطار أراضي كوريا الشمالية». واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيونج يانج بـتقليل الاحترام» للصين حليفتها الرئيسية. وغرد ترامب «أمر سيء»!. وفي لندن اعتبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان إطلاق الصاروخ «مرفوض تماما» داعيا المجتمع الدولي وخصوصا الصين إلى «إظهار تضامنه». ودعت فرنسا بيونج يانج إلى الامتثال «بلا تأخير» لالتزاماتها وإلى تفكيك برامجها النووية والبالستية. ولدى إطلاق الصاروخ، كان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي ترأس اجتماع مجلس الأمن، قد غادر نيويورك مساء الجمعة بعد أن دعا شركاءه إلى التصدي «للتهديد النووي» الكوري الشمالي الذي ستكون «عواقبه كارثية». وحضّ تيلرسون الصين على عزل بيونج يانج اقتصاديا ودبلوماسيا. كما دعا إلى ممارسة «ضغوط اقتصادية ودبلوماسية» مهددا باللجوء إلى القوة لإخضاع نظام كيم يونغ-اون. وقال تيلرسون «عدم التحرك الآن لتسوية المسألة الأمنية الأكثر إلحاحا في العالم ستنتج عنه عواقب كارثية». وفي دليل على أنّ هذه المسألة طارئة بالنسبة إلى واشنطن التي قد تكون هاواي أو ساحلها الشمالي-الغربي في مرمى الصواريخ الكورية الشمالية قال تيلرسون إن «التهديد بشن هجوم نووي كوري شمالي على سيول او طوكيو فعلي»، حتى ان النظام الشيوعي «قد يستهدف يوما الولايات المتحدة». وفي طوكيو، توقفت حركة المترو على مدى عشر دقائق، بعد قليل من إطلاق الصاروخ، في تطبيق للتعليمات الامنية الجديدة التي تم اعتمادها في ابريل في مواجهة عمليات إطلاق الصواريخ القادرة على ضرب اليابان، بحسب ما أفادت وسائل إعلام يابانية. وشدد تيلرسون على أن «جميع الخيارات للرد على استفزازت مقبلة يجب أن تبقى مطروحة على الطاولة» بعد أن كان ترامب قد حذّر الخميس من «احتمال اندلاع نزاع كبير مع كوريا الشمالية». «عمل عسكري» وأكد شتيلرسون على «الإرادة في التصدي للعدوان الكوري الشمالي بعمل عسكري اذا لزم الأمر»، مؤكدا ان واشنطن «تفضل الحل التفاوضي» الدبلوماسي. ورغم تجديده عبر اذاعة «ان بي آر» عرضا لحوار مباشر مع بيونج يانج، أكد تيلرسون أمام الأمم المتحدة ان بلاده «لن تكافئ التصرف السيئ لكوريا الشمالية بمفاوضات». وفي 2003 تعهدت بيونج يانج المشاركة في مفاوضات سداسية مع كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والولايات المتحدة والصين. وكانت هذه المفاوضات فشلت في 2009 واستمرت إدارة باراك اوباما (2009-2017) طوال ثماني سنوات في التهديد بالعقوبات من جهة وتحريك المفاوضات من جهة اخرى. لكن النظام الشيوعي ضاعف إطلاق الصواريخ البالستية وأجرى خمس تجارب نووية تحت الارض منها تجربتان في 2016. وبسبب هذه البرامج العسكرية خضع نظام بيونج يانج لعقوبات دولية في إطار سلسلة قرارات اصدرها مجلس الأمن الدولي. وبحسب خبراء في الامم المتحدة لم يكن تأثير هذه التدابير كبيرا. حتى أن تيلرسون طلب من الاسرة الدولية «ممارسة مزيد من الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على نظام كوريا الشمالية» خصوصا من خلال تشديد العقوبات الاقتصادية وقطع العلاقات الدبلوماسية. «تأثير» صيني وأجرى تيلرسون اولا اتصالات مع الصين حليفة كوريا الشمالية. وإدارة ترامب التي تسلّمت السلطة في 20 يناير، استمرت في نهج فريق اوباما في ملف كوريا الشمالية لكن يبدو انها تريد زيادة الضغوط على بكين. وقال تيلرسون بحضور نظيره الصيني وانغ يي «تمثل الصين 90% من المبادلات التجارية مع كوريا الشمالية وللصين تأثير اقتصادي فريد على بيونج يانج ويعد دورها مهما جدا». وأضاف انه يتوقع «خطوات إضافية» من بكين. فردّ نظيره الصيني أن بلاده تطبق بصرامة كل العقوبات الدولية. وبعد ان اعتبر ان «الحوار لنزع الترسانة النووية الكورية الشمالية السبيل الأفضل»، حذر وانغ يي من مخاطر «الفوضى» ووقوع «كوارث اكبر» في حال اللجوء الى القوة. وقدّم مجددا اقتراحا صينيا لتجميد البرامج النووية والبالستية الكورية الشمالية لقاء وقف التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية المرتبطتين بمعاهدة تحالف منذ الحرب الكورية (1950-1953). ويرى الوزير الصيني أن هذا الاقتراح «عقلاني» لكن واشنطن رفضته مرارا. وقال تيلرسون ان واشنطن «لا تريد تغيير النظام ولا تبحث عن ذريعة لتسريع إعادة توحيد الكوريتين». من جهته دان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «لهجة الحرب» و«اختبار القوة الطائش» الذي قد تنجم عنه «عواقب وخيمة». كما أدانت فرنسا إجراء كوريا الشمالية أمس اختبار إطلاق صاروخ باليستي ودعت إلى رد فعل «قاس وحاسم» على بيونج يانج. وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية في بيان عبر البريد الإلكتروني «على الرغم من فشله فهذا الاختبار يؤكد على إرادة نظام كوريا الشمالية لامتلاك إمكانيات نووية تشغيلية ويمثل تهديدا للسلام والأمن العالميين». من جهته استبعد ينس ستولتنبرج، أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، اضطلاع الحلف بدور في الصراع مع كوريا الشمالية. وفي مقابلة مع صحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية الصادرة غدا (اليوم) قال ستولتنبرج: قضيت الأسبوع الماضي ساعات عديدة في البيت الأبيض، وأستطيع أن أؤكد أنه لم يكن هناك أي نوع من النقاش حول دور للناتو فيما يتعلق بكوريا الشمالية». واتهم رئيس الوزراء النرويجي السابق، القيادة السياسية في بيونجيانج بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها بسبب تصرفاتها، وقال « الناتو يدين انتهاك بيونج يانج السافر والمستمر لقرارات الأمم المتحدة». وتابع ستولتنبرج: حليفنا الأقوى، الولايات المتحدة، ناشط في المنطقة، ولها قوات في كوريا الجنوبية وتنصب حاليا هناك منظومة الدفاع الجوي للارتفاعات العالية (ثاد)». من جانبها، تتهم حكومة بيونج يانج الولايات المتحدة، بالإعداد لهجوم عليها من خلال المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، وهو ما تنكره كل من واشنطن وسول.