كلمة عمان

فلسفة التعليم تعزز التنمية البشرية المستدامة

على مدى العقود والسنوات الماضية، ومنذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – حظي التعليم بوجه خاص ، والتنمية البشرية بوجه عام ، باهتمام كبير ومتواصل من جانب جلالة القائد المفدى ، ليس فقط من منطلق أن التعليم هو البوابة الأساسية لبناء وإعداد وتأهيل المواطن العماني ، ليكون شريكا أساسيا ومؤثرا أيضا في صياغة وتنفيذ برامج التنمية الوطنية في كل المجالات، ولكن أيضا من منطلق أن التنمية والبناء على الصعيد الداخلي تعتمد بالضرورة على الأيدي والعقول العمانية ، التي منحها جلالته الفرصة كاملة لتقوم بدورها المنشود، في كل المجالات وعلى مختلف المستويات . ومع الوضع في الاعتبار التطور الكبير ، بل الطفرة الملموسة على صعيد التعليم في السلطنة، خلال العقود الماضية ، والحرص العميق على التفاعل مع مختلف التطورات في هذا المجال، الذي يتسم بالتأثر بالكثير من العوامل ، محليا ودوليا ، فانه بات من المهم والضروري بلورة رؤية، وفلسفة متكاملة للتعليم في السلطنة، تنطلق مما تحقق بالفعل على الأرض خلال السنوات الماضية ، وهو كثير وتسعى في الوقت ذاته إلى استيعاب متطلبات التنمية الوطنية في مراحلها القادمة ، والحرص على إعداد أبنائنا وبناتنا وفق أفضل الأسس والأساليب المعتمدة في الدول المتقدمة ، مع الحفاظ في الوقت ذاته على القيم والتقاليد العمانية الأصيلة ، والتي طالما ميزت الشخصية العمانية ، ومكنتها من التفاعل الإيجابي مع محيطها ، محليا وإقليميا ودوليا، وبشكل حقق ويحقق لها الاحترام والتقدير على كافة المستويات . وفي هذا الإطار ، واستمرارا لجهود عديدة وكبيرة من جانب العديد من المؤسسات العمانية ، تفضل المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أعزه الله – باعتماد فلسفة التعليم في السلطنة ، وهو ما بشر به معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني رئيس مجلس التعليم ، خلال انعقاد المجلس أمس الأول . وفي ظل الحقيقة المتمثلة في أن فلسفة التعليم تعني ببساطة الفلسفة التي يتم على أساسها، وفي إطارها بناء المواطن العماني ، عبر مراحل التعليم المختلفة ، وبما يمكنه من بناء حياته ، وشق طريقه كعنصر فاعل وإيجابي في المجتمع ، وإدراك التفاعل والتكامل بين المصلحة الذاتية ومصلحة المجتمع والوطن في الوقت ذاته ، فإن فلسفة التعليم في السلطنة تحتوي بالضرورة ، مصادر رئيسية ومبادئ وأهدافا عامة للتعليم في السلطنة ، لتكون مرجعا لبناء السياسات التعليمية ، وموجها نحو التطوير المستمر للتعليم في جميع مراحله وأنواعه ، وبما يحقق في النهاية تعليم وإعداد وبناء الأجيال العمانية، لتقوم بدورها الوطني المنشود والمنتظر منها ، سواء في الحفاظ على مكتسبات التنمية التي تحققت في كل المجالات ، أو بالإضافة إليها وتطويرها لتكون عمان دوما منارة للعلم وللسلام والبناء والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية ، وعلى النحو الذي يريده جلالة القائد المفدى لها ولأبنائه في جميع المجالات وعلى كافة المستويات، وهو ما يعزز في النهاية التنمية البشرية المستدامة في الحاضر والمستقبل .