الأولى

رأي عمان :آفاق لصناعة الازدهار

قبيل حلول شهر رمضان المبارك، جاء أمس اجتماع مجلس الوزراء الموقر برئاسة جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - ليحمل تهنئة جلالته إلى المواطنين والمقيمين والأمة الإسلامية بهذه المناسبة الكريمة التي ينتظرها المسلمون كل عام، ومعها تكون وقفة الذات مراجعة وتجديدا للأنفس، ومن ثم جاء تأكيد المقام السامي على ارتياحه لمسيرة التنمية الشاملة في البلاد، الأمر الذي يثلج الصدور في ظل المتغيرات الاقتصادية المدركة، التي استطاعت جهود الحكومة بتكاتف الجميع التكيّف معها وابتكار الحلول التي تمكن من المضي نحو مزيد من النماء والازدهار. وفي هذا الإطار يجب التوقف عند النقاط الأساسية التي أشار لها جلالته -أبقاه الله- في الاجتماع، من التقدير لجهود التنويع الاقتصادي، والاهتمام بالسياحة وكل ما له مردود في الاقتصاد ودعم المستقبل للأفضل، لاسيما الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في سبيل تعزيز التنمية المستدامة، حيث تشكل محصلة هذه النقاط رؤية لمتطلبات المرحلة المقبلة من البناء الوطني ومسيرة النماء. وفي هذا المسار الاستشرافي يأتي دور الشباب الذي يعول عليهم في المساهمة الإيجابية والفاعلة على كافة الأصعدة، بما يعزز دورهم كرافد استراتيجي في صناعة الازدهار، وهذا يتطلب المزيد من التأهيل النوعي بما يتماشى مع ما يفرضه العصر من متطلبات والحاجة إلى تعزيز القدرات بشكل مستمر. إن مسارات التنمية الشاملة في البلاد لهي نتاج هذا الجهد الجماعي والاهتمام بمزيد من العمل على التنويع الاقتصادي وتطوير قدرات الشباب وإمكانياتهم، والعمل على الخطط والبرامج التي تراعي التكامل بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بما يعود بالنفع العام على المواطنين، وهي المرتكزات المنشودة دائما في آفاق الغد المشرق. وفي إطار التكامل بين السياستين الداخلية والخارجية؛ يأتي التأكيد السامي على دعم الجهود المبذولة من قبل حكومة السلطنة في إطار تقريب وجهات النظر والنظرة المتوازنة للأمور ومنهج التفاهم، وفق منهج السياسة الخارجية العمانية الراسخ والمعروف، بما يعود بالأمن والاستقرار على كافة الدول والشعوب والخلاصة؛ إن الارتياح الذي أبداه المقام السامي لمسار التنمية يجب أن ينعكس ويترجم عبر تطبيق التوجيهات السامية في إطار سياسات التنمية التي أشار إليها جلالته، إلى مزيد من برامج العمل المثمر بإذن الله، بما يحقق الأمل المنشود ويحافظ على المكتسبات ويعزز المشاريع الإنتاجية الجديدة وعملية التنمية الإنسانية والمستدامة بشكل عام، ويكلل بالنجاح والتوفيق.