شرطة عمان السلطانية .. نحو تحوّل رقمي شامل يعزز السلامة المرورية
الأربعاء / 10 / رجب / 1447 هـ - 20:29 - الأربعاء 31 ديسمبر 2025 20:29
في ظل التحول الرقمي المتسارع، وما تفرضه متطلبات السلامة المرورية من تطوير مستمر في الأداء والخدمات، تمضي شرطة عُمان السلطانية بخطى واثقة نحو بناء منظومة مرورية ذكية تواكب المستجدات التقنية وتنسجم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040، ويبرز هذا التوجه من خلال مجموعة من المبادرات والأنظمة الحديثة التي أسهمت في تسهيل الإجراءات، ورفع كفاءة الضبط المروري، وتعزيز ثقافة السلامة المرورية على الطرق، إلى جانب الاهتمام بالبحث والابتكار، والاستفادة من التجارب العالمية، بما يعكس حرص الإدارة العامة للمرور على تقديم خدمات متكاملة تحقق رضا المجتمع وتدعم كفاءة القطاع المروري.
وقال العميد مهندس علي بن سليم الفلاحي مدير عام المرور: إن رؤية الإدارة العامة للمرور تقوم على التحول الشامل نحو الخدمات الإلكترونية، بما يعكس حرص شرطة عُمان السلطانية على تقديم خدمات مرورية متطورة وسهلة الوصول. مؤكدا أن هذا التوجه يهدف إلى الارتقاء بجودة الخدمات، وتسريع الإجراءات، وتبسيطها للمواطنين والمقيمين، إلى جانب تعزيز مستويات السلامة المرورية على الطرق، وحققت الإدارة تقدما ملموسا في هذا المسار، حيث تجاوزت نسبة التحول الإلكتروني في بعض القطاعات، كإدارة التراخيص، أكثر من 90% من الخدمات، بدءا من استخراج الاستمارة الإلكترونية وحجز مواعيد اختبارات السياقة، مرورا باستخدام أجهزة المحاكاة، وانتهاء باجتياز اختبارات السياقة المختلفة من خلال منظومة رقمية متكاملة، وشمل هذا التحول خدمات تسجيل المركبات، والخدمات الهندسية المرتبطة بمتطلبات السلامة المرورية، إضافة إلى خدمات معاهد السلامة المرورية وإصدار الموافقات الخاصة بالمركبات ذات الأحجام الكبيرة، في إطار السعي للوصول إلى تحول رقمي كامل يعزز كفاءة العمل المروري ويرفع مستوى السلامة.
وأكد العميد مدير عام المرور أن التوجه نحو الخدمات المرورية الذكية يمثل أحد الركائز الأساسية لعمل الإدارة العامة للمرور، إذ أسهم بشكل واضح في تطوير الأداء ورفع كفاءة الضبط المروري، ومن أبرز المبادرات التقنية المطبقة نظام الرصد الآلي الذكي الذي يعتمد على كاميرات عالية الدقة ورادارات حديثة قادرة على رصد السلوكيات الخطرة، مثل تجاوز الإشارات المرورية والسرعة الزائدة والاشتغال بالهاتف النقال. وأضاف أن منظومة الاختبارات الإلكترونية، بما في ذلك أجهزة المحاكاة وتقنيات التقييم الرقمي، وفرت تجربة قيادة افتراضية تحاكي الواقع وتسهم في رفع كفاءة التقييم، إلى جانب توحيد الخدمات الإلكترونية المتعلقة بالتراخيص وتجديد المركبات ونقل الملكية، وتطبيق أنظمة حجز المواعيد الذكية التي أسهمت في تقليل الازدحام وتحسين جودة الخدمة.
وبيّن العميد مهندس علي بن سليم الفلاحي أن سلطنة عُمان تواكب التحولات العالمية في مجال النقل المستدام من خلال دعم المركبات الكهربائية عبر حوافز حكومية تشمل الإعفاءات الجمركية والضريبية ورسوم التسجيل الأول، تماشيا مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 في حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية، ووضعت الإدارة العامة للمرور اشتراطات فنية ومعايير سلامة دقيقة لتنظيم استخدام المركبات الكهربائية، إلى جانب تحديث بعض النصوص القانونية وتدريب الكوادر الفنية المختصة بفحصها وفق أحدث المعايير العالمية وتتابع الإدارة العامة للمرور التطورات التقنية والتشريعية المرتبطة بالمركبات ذاتية القيادة، استعدادا لوضع إطار تنظيمي متكامل عند دخولها الأسواق العُمانية في المستقبل، بما يضمن سلامة مستخدمي الطريق.
وأوضح العميد مدير عام المرور أن نشر الوعي المروري يشكل ركيزة أساسية في عمل الإدارة، ويتم بالتوازي مع جهود الضبط المروري والحضور الميداني، حيث أطلقت الإدارة العديد من المبادرات التوعوية عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، لبث الرسائل التوعوية والتنبيهات المرورية لمختلف فئات المجتمع، وبيّن أن الإدارة تولي اهتماما خاصا بتوعية النشء من خلال الزيارات المدرسية للمدرسة المرورية وتنفيذ المحاضرات بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى برامج معاهد السلامة المرورية التي تغطي المدارس والجامعات والكليات في مختلف محافظات سلطنة عُمان، وتعد مسابقة السلامة المرورية من أبرز المبادرات السنوية التي تشجع مشاركة المجتمع ومؤسسات القطاعين العام والخاص في تقديم حلول مبتكرة للحد من الحوادث وتعزيز السلامة على الطرق.
وأكد أن الإدارة العامة للمرور تحرص على الاستفادة من التجارب العالمية في إدارة الحركة المرورية، من خلال بناء علاقات تعاون مع الأجهزة المرورية في دول مجلس التعاون والدول العربية وعدد من الدول المتقدمة، والمشاركة الفاعلة في الاجتماعات والملتقيات الإقليمية والدولية ذات الصلة. وأوضح أن هذه المشاركات تسهم في تبادل الخبرات والاطلاع على أحدث الأنظمة والتقنيات والممارسات الناجحة، مع تكييفها بما يتلاءم مع البيئة المرورية في سلطنة عُمان.
وقال العميد مهندس علي بن سليم الفلاحي مدير عام المرور: إن الاهتمام بالبحث العلمي والابتكار انعكس بشكل واضح في القطاع المروري، إذ ساهم التحول الرقمي الواسع في تبسيط الإجراءات أمام المواطنين والمقيمين، وأتاح إنجاز معظم المعاملات إلكترونيا دون الحاجة للزيارة الميدانية، ما رفع مستوى رضا الجمهور وقلّل الجهد والوقت، وتعتمد الإدارة العامة للمرور أنظمة ذكية لتحليل البيانات ورصد المخالفات آليا، بما يعزز كفاءة إدارة الحركة ويحد من السلوكيات الخطرة على الطريق، مع تطوير محتوى رقمي حديث للتوعية بمختلف الفئات العمرية.
وأضاف العميد مهندس علي بن سليم الفلاحي أن الإدارة العامة للمرور حققت خلال الفترة الأخيرة عددا من الإنجازات التي كان لها أثر ملموس في المجتمع، حيث أسهمت الجهود المتكاملة في الميدان والتوعية واستخدام أنظمة الرقابة الذكية في تحقيق انخفاض ملحوظ في الحوادث المرورية مبينا أن التحول الإلكتروني أسهم في تحسين مستوى الخدمات وتبسيط الإجراءات، وساعد التعاون مع الجهات المعنية على تطوير البنية الأساسية للطرق على تحقيق انسيابية أفضل للحركة المرورية.
وفي ختام حديثه، وجه العميد رسالة لمستخدمي الطريق دعاهم فيها إلى الالتزام بقواعد وأنظمة المرور والتحلي بالمسؤولية أثناء السياقة، محذرا من خطورة استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة لما له من دور رئيسي في وقوع الحوادث، وأشار إلى أن مستقبل الإدارة العامة للمرور ضمن رؤية عُمان 2040 يقوم على التوسع في استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتعزيز التكامل بين الجهات المعنية لبناء منظومة مرورية أكثر أمانا واستدامة، بما يسهم في خفض الحوادث والإصابات وجعل طرق سلطنة عُمان أكثر أمانا وتطورا.