الرياضية

2025 عام تألق كرة القدم الآسيوية

 

زيورخ (سويسرا) «د.ب.أ»: لقب عالمي على مستوى الفئات السنية، واستضافات لافتة في غرب وجنوب شرق القارة، وتكريم جماهيري مميز، إلى جانب ضمان ثمانية مقاعد في كأس العالم 2026 وتحقيق حضور قوي في البطولة الدولية الجديدة للأندية، كلها محطات صنعت عاما استثنائيا جديدا لكرة القدم في القارة الآسيوية، الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم.
وتوزعت هذه النجاحات التي تحققت عام 2025، الذي يودعنا بعد ساعات قليلة، على مختلف أرجاء الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث حجزت أوزبكستان، القوة الضاربة في آسيا الوسطى، رفقة الأردن، مقعديهما في كأس العالم للمرة الأولى، كما عادت إلى الساحة العالمية منتخبات قوية من شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية، وعمالقة غرب آسيا مثل إيران وقطر والسعودية، إلى جانب منتخب أستراليا، الحاضر المعتاد من جنوب شرق آسيا.
ومع اقتراب العام من نهايته، استضافت قطر نسخة ثانية رائعة من كأس العرب، بمتوسط حضور جماهيري ناهز 40 ألف مشجع، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بينما فاز مشجعو نادي زاخو العراقي بجائزة (ذا بيست)، المقدمة من فيفا كأفضل جمهور.
مع بداية العام، كانت تصفيات الاتحاد الآسيوي المؤهلة لكأس العالم 2026 قد تجاوزت منتصف الدور الثالث، ومع نهايته، اكتملت جميع الأدوار الخمسة، حيث ضمنت ثمانية منتخبات التأهل المباشر إلى البطولة العالمية، فيما تأكد تمثيل العراق للقارة في بطولة الملحق العالمي المقررة في مارس المقبل.
وخلال الفترة من مارس إلى يونيو 2025، أقيمت المباريات الـ36 المتبقية من الدور الثالث، لتصبح اليابان أول منتخب غير مضيف يضمن التأهل للمونديال المقبل، تلتها إيران بعد خمسة أيام، قبل أن تحجز أستراليا والأردن وكوريا الجنوبية وأوزبكستان بطاقاتهم في أوائل يونيو الماضي.
أما الدور الرابع للتصفيات، الذي جرى في أكتوبر الماضي، فشهد تأهل قطر والسعودية ضمن المنتخبات الثمانية المتأهلين مباشرة، بينما خطف العراق بطاقة الملحق بعد الفوز على الإمارات في الدقيقة 107 من الجولة الخامسة الشهر الماضي.
وشهدت الفترة نفسها، نشاطا مكثفا في تصفيات كأس العالم للسيدات حيث اكتمل عقد المنتخبات الـ12 المشاركة في كأس آسيا المقررة في مارس القادم، وتعد هذه البطولة القارية، وللمرة الأخيرة، بمثابة تصفيات مؤهلة لمونديال 2027 في البرازيل، والتي ستستضيفها أستراليا.
وتأهلت تلقائيا منتخبات أستراليا، والصين، اليابان، وكوريا الجنوبية، وانضم إليهم الثمانية المتأهلون من التصفيات.
أقيمت المباريات التمهيدية في جميع أنحاء القارة خلال يوليو الماضي، حيث تصدر الثنائي الجنوب آسيوي، بنغلاديش والهند، إلى جانب إيران وأوزبكستان، العناوين بحجزهم مقاعدهم في كأس آسيا، ليقتربوا من تسجيل ظهورهم الأول في كأس العالم للسيدات.
مع اقتراب إقامة بطولتي كأس أمم آسيا للرجال والسيدات خلال الـ12 شهرا المقبلة، عاشت المنتخبات الوطنية فترة هدوء نسبي على الصعيد القاري.
ولم تنظم أي بطولات للناشئات، لذلك كانت أبرز الأحداث فوز أستراليا بلقب كأس آسيا تحت 20 سنة للمرة الأولى، بعد تغلبها على السعودية بركلات الترجيح في أوائل مارس الماضي، وفي الشهر التالي، توجت أوزبكستان بلقب كأس آسيا تحت 17 سنة للمرة الثانية، بعد فوزها 2 - صفر على السعودية المضيفة في المباراة النهائية التي أقيمت بمدينة الطائف.
وعلى صعيد الأندية، أحرز الأهلي السعودي لقب دوري أبطال آسيا للنخبة بعد الفوز على كاواساكي فرونتال الياباني، فيما فاز نادي ووهان تشيجو جيانجدا الصيني بالنسخة الأولى من دوري أبطال آسيا للسيدات.
وبزغ خلال عام 2025 العديد من النجوم الصاعدين في عالم الساحرة المستديرة بآسيا أبرزهم الأردني مهند أبو طه، حيث لعب هذا المدافع ولاعب الوسط المتعدد الأدوار دورا محوريا في قيادة المنتخب الأردني لتحقيق أول تأهل تاريخي له لكأس العالم.
وواصل أبو طه 22 عاما المولود في العاصمة عمان والمحترف في العراق، تألقه وساهم في بلوغ (النشامى) نهائي كأس العرب، علما بأنه يجيد اللعب في مركز الظهير الأيسر أو الجناح، كما برز كأحد أهم مصادر الخطورة في الكرات الثابتة، ما جعله محط اهتمام عدد من أبرز الأندية داخل القارة وخارجها.
كما تألق هذا العام أيضا من النجوم الصاعدين كل من الأوزبكي عبوسبك فيزولايف، والياباني زيون سوزوكي، ولاعبة كوريا الشمالية تشاي أون يونج.
وأثمر عام 2025 عن نجاحات كروية آسيوية جديدة، فرغم خروج العين الإماراتي وأولسان الكوري الجنوبي وأوراوا ريد دايموندز الياباني، من دور المجموعات بنتائج مخيبة بكأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الصيف الماضي، حمل الهلال السعودي راية القارة الآسيوية بكل اقتدار بالمسابقة، التي أقيمت لأول مرة بمشاركة 32 فريقا في الولايات المتحدة.
واقتنص 'الأزرق' تعادلا مثيرا 1 - 1 أمام ريال مدريد الإسباني في افتتاح مشواره، قبل أن يخرج بنقطة التعادل أمام سالزبورج النمساوي ليحقق بعدها فوزا مستحقا 2 - صفر على باتشوكا المكسيكي، ليبلغ الأدوار الإقصائية.
وهناك، صعق عملاق الرياض فريق مانشستر سيتي الإنجليزي بفوز مثير 4 - 3 في الوقت الإضافي، قبل أن تتوقف رحلته عند دور الثمانية بخسارته 1 - 2 أمام فلومينينسي البرازيلي.
كما اقترب فريق ووهان الصيني من بلوغ نصف نهائي النسخة الأولى من كأس فيفا للأندية البطلة للسيدات، لكنه استقبل هدفا في الدقيقة 104 ليخسر 1 - 2 أمام نادي الجيش الملكي المغربي في منتصف الشهر الجاري.
وفي السياق ذاته، واصلت شابات كوريا الشمالية هيمنتهن اللافتة على كرة القدم النسوية للفئات السنية، بتتويجهن بلقب كأس العالم للناشئات تحت 17 سنة للمرة الرابعة في تاريخهن، وذلك خلال نسخة المغرب 2025.
وفي عام زاخر بالبطولات الافتتاحية، استضافت الفلبين النسخة الأولى من كأس العالم للسيدات لكرة القدم داخل الصالات بين شهري نوفمبر الماضي وديسمبر، فيما توجت المبادرات الخيرية لجماهير نادي زاخو العراقي بفوزهم بجائزة فيفا للمشجعين ضمن جوائز ذا بيست من فيفا.
وختاما، شهدت النسخة الثانية الناجحة للغاية من كأس العرب حضورا جماهيريا تجاوز المليون متفرج في مدن الخور والريان والدوحة ولوسيل، حيث توج المنتخب المغربي باللقب عقب فوزه المثير 3 - 2 على الأردن في المباراة النهائية.
وسيكون عام 2026 مليئا بالنشاط للأندية والمنتخبات الآسيوية، إذ تنطلق الأحداث بتصفيات حاسمة لكأس العالم وكأس العالم للسيدات في مارس القادم، حيث يخوض العراق غمار بطولة الملحق، فيما تقام نهائيات كأس آسيا للسيدات في أستراليا.
وفي أبريل المقبل، تستضيف تايلاند تصفيات كأس العالم للفتيات تحت 20 سنة المقررة في بولندا العام القادم، قبل أن تحتضن الصين بطولة كأس آسيا للناشئات تحت 17 سنة في مايو المقبل.
بعدها، تتحول الأنظار إلى كأس العالم في أمريكا الشمالية، حيث تبدو اليابان، إلى جانب بقية ممثلي القارة الآسيوية، مرشحة بقوة لتحدي وكسر الهيمنة الأوروبية والأمريكية الجنوبية على اللقب العالمي.