المركز الوطني لطب وجراحة القلب يعزز خدمات الأشعة القلبية ويقلص قوائم الانتظار
الثلاثاء / 9 / رجب / 1447 هـ - 14:31 - الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 14:31
العُمانية: حقق المركز الوطني لطبّ وجراحة القلب بالمستشفى السُّلطاني إنجازًا وطنيًا لافتًا في تطوير خدمات الأشعة القلبية، عبر نموذجٍ مستدام جمع بين الاستثمار في الكوادر الوطنية، وتوحيد المعايير المهنية، ورفع الكفاءة التشغيلية، مما أسهم في تحسين جودة الخدمة، وتقليص قوائم الانتظار، وصولًا إلى «مستوى الصفر» بنهاية عام 2025م.
وأظهرت المؤشرات تحسّنًا ملحوظًا في الإنتاجية خلال الفترة (2023–2025)، إذ ارتفع عدد فحوصات الأشعة المقطعية القلبية من (1953) فحصًا في عام 2023م إلى (2671) فحصًا في عام 2025م، محققًا نموًا بنسبة 36 بالمائة، كما تضاعف عدد فحوصات الرنين المغناطيسي القلبي من (458) فحصًا إلى (920) فحصًا خلال الفترة نفسها، بنسبة نمو بلغت 100 بالمائة.
ودعمت هذه الجهود حملاتٌ مركّزة استهدفت تقليص قوائم الانتظار، شملت تنفيذ أربع حملات للتصوير القلبي المقطعي، أُجري خلالها (673) فحصًا، وحملتين للتصوير بالرنين المغناطيسي القلبي نُفّذ فيهما (177) فحصًا، مما أسهم بشكل مباشر في تسريع تقديم الخدمة العلاجية للمرضى.
وانعكس هذا النهج المتكامل على معالجة الإحالات المتراكمة بشكلٍ جذري، إذ ارتفع عدد الإحالات المُنجزة من (733) إحالة في عام 2023م إلى (1421) إحالة في عام 2024م، وصولًا إلى تصفير الإحالات المتراكمة بالكامل في عام 2025م، في إنجاز يعكس دقّة التخطيط وكفاءة التنفيذ.
وعلى صعيد التأهيل، نفّذ المستشفى السُّلطاني برنامجًا تدريبيًا متكاملًا للكوادر الطبية في قسم الأشعة، شمل الأطباء والفنيين وهيئة التمريض، إلى جانب تنظيم زيارات ميدانية لفريق الأشعة لدعم الأقسام المشاركة في عدد من المستشفيات المرجعية، كما نُفّذت دورة وطنية متقدمة (المستوى الثاني) في التصوير القلبي المقطعي استهدفت الكفاءات الوطنية، بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للخدمة على مستوى سلطنة عُمان.
وفي خطوة نوعية نحو الحوكمة الطبية، أُعِدّ أول دليل وطني موحّد لمتطلبات تقديم خدمات التصوير القلبي المقطعي، متضمنًا المتطلبات التقنية، وتأهيل الكوادر، ومعايير السلامة والجودة، حيث جرى اعتماد الدليل مرجعًا موحّدًا على المستوى الوطني، مما عزّز وحدة الممارسات الطبية ورفع مستويات الجودة.
وأكّد الدكتور نجيب بن زهران الرواحي، مدير المركز الوطني لطبّ وجراحة القلب، لوكالة الأنباء العُمانية، أن ما تمّ إنجازه خلال الأعوام (2023–2025) يُعدّ نموذجًا عمليًا لتحويل التحديات التشغيلية إلى فرص تطوير مستدام، عبر التركيز على ثلاث ركائز هي: تأهيل الكوادر، وتوحيد الأطر التنظيمية، ورفع كفاءة الموارد.
وأضاف أن هذا النهج أثمر عن تحسّن ملموس في جودة الخدمات، وانعكس إيجابًا على سرعة حصول المرضى على الرعاية الطبية، مع الحرص على الالتزام بمعايير السلامة العالمية، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يُمثّل حجر زاوية لتعزيز التكامل والارتقاء بخدمات طبّ القلب في مختلف أنحاء سلطنة عُمان.