العرب والعالم

عودة ترامب وحرب الرسوم وتصاعد التوترات وتطرف الطقس

أحداث غير مسبوقة شهدها العالم في 2025

 

عواصم «أ.ف.ب»: بين عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ووقف إطلاق النار في قطاع غزة واستمرار الحرب في أوكرانيا واستعار النزاع في السودان... في ما يلي أبرز عشرة أحداث شهدها عام 2025 : دونالد ترامب.. العودة المدوية 

اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، مجموعة إجراءات تتوافق مع عقيدته «أمريكا أولا» مدعّما إياها بعدد كبير من الأوامر التنفيذية، رغم أن المحاكم علّقت عددا من قراراته. ومن هذه الإجراءات ما أدى إلى حرب تجارية، بينما أسفر غيرها عن عمليات ترحيل جماعية لمهاجرين غير نظاميين وتفكيك قطاعات كاملة في الحكومة الفيدرالية. 

وبحسب المعارضين، شكّلت تصرفات ترامب تحديا وزعزعة للحقوق الأساسية ولنقاط قوة أخرى في الولايات المتحدة. ومن الإجراءات التي اتخذها، إرسال قوات الحرس الوطني إلى عدّة مدن رئيسية يقودها ديمقراطيون، وترهيب وسائل الإعلام، ومحاربة برامج التنوع والشمول. 

غير أن استطلاعات الرأي تظهر تزايد السخط لدى الأمريكيين بشأن العديد من القضايا الاقتصادية، خصوصا ارتفاع كلفة المعيشة. كما وضعت الهزائم القاسية التي مُني بها حزبه في الانتخابات المحلية (نيويورك ونيوجيرسي وفرجينيا وكاليفورنيا)، الجمهوريين في موقف حرج قبل انتخابات منتصف الولاية التي ستجري في خريف سنة 2026. 

هدنة في غزة 

في قطاع غزة، أسفرت الضغوط الأمريكية عن اتفاق على وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، بعد عامين من حرب مدمرة اندلعت عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. 

وأتاح هذا الاتفاق الذي استند إلى خطة سلام مقترحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إطلاق سراح حماس للمحتجزين الإسرائيليين لديها في القطاع، أحياءً وأمواتا، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. كذلك، أتاحت دخولا متزايدا للمساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم أنها لا تزال أقل بكثير من حاجات السكان، وفقا للأمم المتحدة ولمنظمات غير حكومية. 

ويبدو أن المفاوضات على المرحلة اللاحقة من الاتفاق، خصوصا نزع سلاح حماس، ستكون حساسة للغاية، فيما تواصل إسرائيل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار. ونفذت إسرائيل سلسلة من الضربات العنيفة على قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة. 

وبموازاة ذلك، تستمر التوترات الإقليمية في التصاعد مع استمرار الضربات الإسرائيلية على لبنان. 

وفي خضم النزاع بين إسرائيل وحماس من جهة، وبينها وبين حزب الله من جهة ثانية، نفذت إسرائيل هجوما لم يسبق له مثيل على إيران في 13 يونيو، ما أدى إلى اندلاع حرب استمرّت 12 يوما، شاركت فيها الولايات المتحدة لفترة وجيزة عبر توجيه ضربات إلى ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية. 

وفي سبتمبر، شنّت إسرائيل غارات غير مسبوقة على أراضي قطر، مستهدفة مسؤولين في حركة حماس كانوا مجتمعين في مجمع سكني في الدوحة. 

منعطف خطير في الحرب السودانية 

ودخلت الحرب المتواصلة منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منعطفا جديدا، مع سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر، بعد محاصرتها لمدة 18 شهرا. 

وأفادت الأمم المتحدة عن وقوع مجازر وعمليات اغتصاب ونهب ونزوح جماعي للسكان إبان سقوط المدينة. ووصفت شهادات جمعتها وكالة فرانس برس، أو نُشرت على مواقع التواصل مدعومة بمقاطع مصوّرة، فظائع في المدينة التي كانت آخر معقل رئيسي للجيش في إقليم دارفور غرب البلاد. 

وأعادت هذه المجازر إحياء شبح حرب دارفور التي شهدت أسوأ الفظائع في مطلع القرن الحادي والعشرين، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من إعدامات تُرتكب على أساس عرقي على يد قوات الدعم السريع المنبثقة مما كان يُعرف حينها باسم ميليشيا الجنجويد. 

وبعد سقوط الفاشر، أصبحت جميع عواصم ولايات دارفور الخمس تحت سيطرة قوات الدعم السريع. 

وامتدت المعارك إلى إقليم كردفان المجاور الذي يتنازع الطرفان السيطرة على مواقع حيوية فيه، والذي يشكل صلة وصل استراتيجية. 

ومن شأن توسع سيطرة قوات الدعم السريع في مناطق دارفور وكردفان تقسيم السودان فعليا إلى محورين شرقي غربي، إذ تسيطر هذه القوات على غرب السودان وقسم من الجنوب، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على شمال البلاد وشرقها. وتصف الأمم المتحدة هذا النزاع بـ«حرب الفظائع». 

جهود حثيثة للتوصل إلى سلام في أوكرانيا 

وشكّلت عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، نقطة انطلاق جهود جدية تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا التي انطلقت بعد الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022. 

وترافقت هذه الجهود مع رضا ترامب عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين تارة وسخطه عليه تارة أخرى، في سلوك اعتمده أيضا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وفي فبراير، وبّخ ترامب ونائبه جاي دي فانس الرئيس الأوكراني مباشرة أمام الإعلام في البيت الأبيض. واتهماه بإهانة الولايات المتحدة. 

وجرت محادثات مباشرة بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول وقمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا، غير أن كل ذلك لم يسفر عن أي تقدّم باتجاه السلام. 

وفيما يواصل الكرملين رفضه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ويحافظ على مطالبه بتنازل أوكرانيا عن أراضٍ يحتلها، أعلنت واشنطن في أكتوبر عقوبات على قطاع النفط الروسي. 

وفي نهاية نوفمبر، أُجريت مفاوضات دولية بناء على خطة أمريكية، اعتبرت كييف وحلفاؤها أن النسخة الأولية منها منحازة لموسكو. لكن مفاوضات بين الأمريكيين والأوروبيين منتصف ديسمبر أحرزت تقدما، بحسب الطرفين. 

وعلى الصعيد الميداني، يواصل الجيش الروسي تقدمه في الشرق، بعدما تمكّن في مارس من صد القوات الأوكرانية بشكل كامل في منطقة كورسك الروسية الحدودية. وضاعفت موسكو ضرباتها على منشآت للطاقة وشبكة سكك حديد في أوكرانيا، بينما استهدفت كييف منشآت نفطية في روسيا. 

حرب تجارية دولية 

يرى دونالد ترامب أن التبادلات التجارية بين الولايات المتحدة ومختلف دول العالم غير عادلة لبلده. انطلاقا من هنا، فرض تعريفات جمركية على السلع المستوردة، تختلف باختلاف البلد. كذلك، فرض تعريفات جمركية محددة على قطاعات تعتبر استراتيجية مثل الصلب والألومنيوم والنحاس. 

وبينما قابلت الدول المستهدَفة هذه الإجراءات بتدابير تجارية انتقامية، جرت مفاوضات صعبة أدّت إلى اتفاقات عدة، من بينها اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وآخر مع الصين في نهاية أكتوبر، ما مثّل بداية هدنة في صراع هزّ الاقتصاد العالمي. 

ولكن المفاوضات الثنائية مع المكسيك لم تنجح بعد، بينما عُلقت تلك الجارية مع أوتاوا، بعد إعلان مناهض للحمائية في كندا اعتبره ترامب مسيئا. 

وفي ظل الضغوط لخفض تكلفة المعيشة على الأمريكيين، وافق ترامب في منتصف نوفمبر على إلغاء الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الغذائية، مثل القهوة ولحم البقر المستورد. 

بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية 

في الثامن من مايو، أصبح روبرت فرانسيس بريفوست (69 عاما)، أول بابا أمريكي بعد وفاة سلفه فرنسيس الذي كان مستشاره الموثوق. وتصاعد الدخان الأبيض معلنا انتخاب الرئيس الـ267 للكنيسية الكاثوليكية في نهاية مجمع للكرادلة استمر أقل 24 ساعة في كنيسة سيستين. 

واتخذ الرجل المولود في شيكاجو والمصنّف من الكرادلة المعتدلين، اسم لاوون الـ14. ويسير البابا الجديد الذي كان مبشرا في البيرو لنحو 20 عاما وحصل على الجنسية البيروفية، على خطى سلفه الأرجنتيني مركّزا على القضايا الاجتماعية، بشكل خاص لصالح الفقراء والمهاجرين والبيئة. 

بموازاة ذلك، قدم تنازلات للأوساط المحافظة، فأعاد السماح بإقامة القداس التقليدي في الفاتيكان بعد ثلاث سنوات من فرض قيود عليه. 

احتجاجات الجيل «زد» 

في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، قام الشباب من الجيل «زد» (أعمارهم أقل من 30 عاما) بتحرّكات واسعة النطاق ضدّ ظروف المعيشة وحجب شبكات التواصل الاجتماعي وفساد النخبة. 

وتظاهروا في البيرو ضد انعدام الأمن والطبقة السياسية. كما نظموا احتجاجات في المغرب مطالبين السلطات بتسريع الإصلاحات الاجتماعية. 

وفي دول أخرى، تحوّلت الاحتجاجات التي قُمعت بقوة إلى تحدّ أوسع للسلطات. وبعد أعمال شغب في النيبال، اضطر رئيس الحكومة الماوي كي بي شارما أولي إلى الاستقالة. وفي مدغشقر، أدت الحركة الاحتجاجية إلى إطاحة الجيش بالرئيس أندري راجولينا الذي فرّ إلى خارج البلاد. 

في تنزانيا، شارك الشباب بشكل كبير في تظاهرات أعقبت الانتخابات، وقُمعت بوحشية. 

وتحوّل علم القراصنة المستوحى من قصة الرسوم المتحركة اليابانية «وان بيس» والذي غالبا ما يحمله المتظاهرون، إلى رمز للنضال ضد القمع في العديد من القارات. 

استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي 

وأنفقت شركات التكنولوجيا العملاقة وشركات ناشئة متخصصة مبالغ كبيرة لتمويل النمو المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي. ووفقا لشركة غارتنر الأمريكية؛ من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى حوالي 1.5 تريليون دولار في عام 2025 (بزيادة قدرها 50 في المائة في عام واحد)، كما من المتوقع أن يتجاوز تريليوني دولار في العام التالي. 

غير أنّ التقييمات الفلكية لسوق الأسهم في هذا القطاع المتمثلة في ارتفاع قيمة شركة إنفيديا الأمريكية العملاقة للرقائق الإلكترونية إلى مستوى غير مسبوق يزيد عن 5 تريليونات دولار أثارت مخاوف في الأسواق من احتمال حدوث فقاعة مضاربة. ويعني ذلك ارتفاع أسعار الأصول مدفوعا بتوقعات مستقبلية مبالغ فيها تنتهي بانفجار فقاعة ارتفاع الأسهم، ومن ثم تتراجع الأسعار وتنخفض إلى مستويات ما قبل الفقاعة. 

وتزايدت المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في ظل أمثلة كثيرة على تضليل إعلامي أدى دورا مساهما فيه، واتهامات بانتهاك حقوق النشر وعمليات تسريح جماعي، خصوصا في شركة أمازون. 

حتى أنّ والدَي مراهق انتحر في كاليفورنيا اتهما برنامج ChatGPT التابع لشركة AI بتشجيعه وتقديم نصائح محددة ساعدته على ذلك. ومنذ ذلك الحين عزّزت الشركة الناشئة ضوابط الرقابة بينما سنّت ولاية كاليفورنيا تشريعات تنظم استخدام برامج الدردشة الآلية. 

غارات أمريكية في الكاريبي والهادي 

وفي أغسطس بدأت الولايات المتحدة حملة ضربات استهدفت خصوصا قوارب في بحر الكاريبي والمحيط الهادي تحت شعار مكافحة تهريب المخدرات أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص. 

ورفضت وزارة العدل الأمريكية اتهامات بالقيام بعمليات إعدام «خارج نطاق القضاء» وجهها إليها مسؤول كبير في الأمم المتحدة مؤكدة أنّ الضربات «قانونية». 

وأدت هذه الحملة إلى تصعيد التوترات الإقليمية خصوصا مع فنزويلا التي قالت إنّها ذريعة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، والاستيلاء على احتياطيات النفط في البلاد. 

وتتهم الولايات المتحدة مادورو بقيادة ما يسمّى «كارتيل دي لوس سوليس» (كارتيل الشمس) الذي صنفته الشهر الماضي «منظمة إرهابية مرتبطة بالمخدرات»، وأعلنت عن مكافأة قدرها 50 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه. 

ظواهر جوية متطرّفة 

وشهد عام 2025 فيضانات قاتلة وعواصف قوية وغيرها من الظواهر المناخية المتطرّفة الناتجة عن النشاط البشري التي باتت أكثر تواترا وفتكا وتدميرا؛ وفقا للعلماء. 

وأدى الإعصار ميليسا وهو أحد أقوى الأعاصير التي اجتاحت الكاريبي إلى تدمير مناطق بأكملها في جامايكا، وإلى إغراق هايتي وكوبا بالمياه لأيام. 

وفي جنوب شرق آسيا وسريلانكا استمر ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات وانهيارات التربة الناجمة عن غزارة أمطار غير مسبوقة منذ 2012؛ إذ تجاوز عدد القتلى الألف في إندونيسيا وحدها فيما بات إيصال المواد الغذائية إلى مئات آلاف المنكوبين في الكثير من المناطق المعزولة أولوية ملحّة. 

ومع ارتفاع درجات الحرارة اشتدت حرائق الغابات في جميع أنحاء أوروبا؛ حيث سُجلت مساحة قياسية من الأراضي المحترقة خلال فصل الصيف. وشهد الساحل الفرنسي المطل على البحر الأبيض المتوسط أسوأ حرائق منذ 50 عاما. 

وفي الولايات المتحدة أدت حرائق أشعلتها صواعق في منتصف يوليو إلى إغلاق الحافة الشمالية لوادي غراند كانيون الشهير (أريزونا) لبقية الموسم السياحي.